تعاني القوات الحكومية المدعومة من الإمارات جنوب الحديدة، بعد أن اندلعت معارك عنيفة يوم الأحد ولا زالت مستمرة حتى صباح الأثنين، عندما حاول الجيش اليمني تحرير مركز مديرية الدريهمي.
وحسب مصادر ميدانية تحدثت لـ”اليمن نت” فقد قُتل أكثر من 100 من الطرفين، في محاولة هجوم شنتها القوات الحكومية في مديرية “الدريهمي” على بعد عدة كيلومترات من مطار الحديدة الدولي.
وقالت المصادر إن “قوات العمالقة” هي من نفذت الهجوم على مركز المديرية صباح اليوم، وأن التحالف العربي لم يقم بتغطيتهم بالأباتشي والطيران الحربي، وتمكن الحوثيون من الالتفاف على القوات والإطاحة بها.
تناقض
لكن الصحف الإماراتية الصادرة اليوم الاثنين، قالت إن القوات قامت بعملية التفاف ناجحة ضد قوات الحوثيين في الحديدة. وأضافت صحيفة “الإمارات اليوم” إن: “قوات المقاومة اليمنية المشتركة نفذ عملية التفاف ناجحة باتجاه مركز مديرية الدريهمي جنوب مدينة الحديدة، أدت إلى أسر 14 من عناصر الحوثيين”.
لكن تلفزيون المسيرة الناطق باسم الحوثيين نشر بياناً لقوات الحوثيين يشير إلى أنه قام بعملية “استدراج” وصفها بالناجحة إلى كمين مميت في الدريهمي.
وقال البيان إن قواته قامت باستدراج مبني على عملية استخباراتية ناجحة واختراق لصفوف القوات الحكومية المدعومة من التحالف وتم: استدراجهم إلى نقطةٍ مميتةٍ تم الإعدادُ لها مسبقاً في محيطِ مدينةِ الدريهمي الواقعةِ جنوبَ محافظةِ الحديدةَ غربيِّ اليمن”.
ونقلت وكالة اسوشيتد برس الأمريكيَّة إن 30 على الأقل من القوات الحكومية قتلوا في هذا الكمين، (نقلاً عن الحوثيين)، الذين قالوا إن القتال مستمر في المنطقة على بعد نحو 20 كيلومترا جنوبي مطار الحديدة الدولي.
وقال محمد عبدالسلام الناطق باسم جماعة الحوثي لوكالة تسنيم الإيرانية معلقاً على العملية بأن مقاتلي الجماعة: “رفعوا أعداد الأسرى من 35 أسيراً في فترة الظهيرة، إلى 60 أسيراً مع عصر يوم الأحد، إضافة إلى إبادة كتيبة عسكرية بعتادها البشري والمادي”.
تأكيد ألوية العمالقة
وتحدث عبد الله الشعبي، المتحدث باسم اللواء الثاني عمالقة في الجيش اليمني لوكالة الأناضول، بالقول إن مسلحي جماعة الحوثي قتلوا وأسروا عشرات الجنود الحكوميين.
وقال إن ثلاث سرايا من قوات العمالقة تقدمت باتجاه مركز مديرية الدريهمي جنوب الحديدة، لكن المسلحين الحوثيين نفذوا التفافا كبيرا على تلك القوات. وقامت قوات العمالقة بالتقدم من الجهة الشمالية الغربية دون تغطية من مقاتلات التحالف العربي، بقيادة السعودية.
واعترف الشعبي بأن التقدم “كان غير مدروس، ونفذ الحوثيون التفافا كبيرا على القوات”.
وأوضح الشعبي أن “سريتين تمكنتا من الانسحاب والعودة إلى مواقع القوات الحكومية، فيما لم تتمكن الثالثة من الانسحاب وسقطت في أيدي الحوثيين”.
وشدد على أن “السرية تضم قرابة 100 جندي سقطوا قتلى وجرحى وأسرى”.
ولم يتمكن المتحدث العسكري من تحديد حصيلة تفصيلية؛ لأن الحوثيين سيطروا على الموقع.
لكن صحيفة الإمارات اليوم قدمت رواية مختلفة نقلاً عن مصادر وصفتها بـ”الميدانية”: قوات المقاومة اليمنية تمكنت في عملية التفاف من التقدم نحو المناطق الشمالية الغربية لمديرية الدريهمي في جنوب مدينة الحديدة على الساحل الغربي لليمن، بمساندة مقاتلات التحالف وطيران الأباتشي، أدت إلى السيطرة على نقاط عسكرية عدة للميليشيات الانقلابية، وأسر 14 من عناصرهم، وغنيمة كمية من الأسلحة والذخائر وعربة عسكرية وكمية من الألغام التي كانت الميليشيات تعتزم زرعها في المديرية.
والأسبوع الماضي قامت “ألوية العمالقة” بتعزيز وجودها في محيط مركز مديرية الدريهمي تمهيداً لاقتحامها، بعد أن أعلنت الألوية عن عملية عسكرية لتحرير هذه المنطقة وتبدو هذه العملية واحدة من عمليات الاقتحام، حسب وسائل إعلام موالية للحكومة.
ويبدو أن المبادرة التي كانت تقودها الأمم المتحدة من أجل وقف معركة الحديدة فشلت، بعد أن قامت الإمارات بوقف العملية العسكرية لتحرير ميناء الحديدة في الأول من يوليو/تموز بعد أن كانت بدأتها في يونيو/حزيران.
والأسبوع الماضي قال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن “مارتن غريفيث” إنه لم يحرز تقدم في مبادرة بشأن وقف الحرب في مدينة وميناء الحديدة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر