سقط عشرات القتلى والجرحى في اندلاع حريق هائل اليوم الأربعاء، في "محطة رمسيس"، وهي محطة القطارات الرئيسية وسط العاصمة المصرية القاهرة، جراء اصطدام القطار بـ"صدادة حديدية" في المحطة المذكورة ما أدى الى انفجار خزان الوقود في القاطرة الرئيسية.
وأكد مصدر طبي مسؤول في وزارة الصحة المصرية، أن الحريق الذي نشب في محطة مصر، أسفر عن سقوط 24 قتيلا و50 مصاباً حتى الآن. وأشار إلى نقل عدد من المصابين حاليا إلى مستشفى "معهد ناصر" لتلقي العلاج اللازم. وأضاف المصدر، أن بعض الجثث متفحمة من شدة الحريق.
ولفت المصدر إلى إيفاد 20 سيارة إسعاف إلى موقع الحريق، لنقل المصابين والوفيات إلى المستشفيات المجاورة. وأشار إلى نقل عدد من المصابين حاليا إلى مستشفى معهد ناصر لتلقي العلاج اللازم.
وأعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان خالد مجاهد، أن الوزيرة هالة زايد توجهت إلى "مستشفى الهلال" في شارع رمسيس لمتابعة أوضاع المصابين في حادث حريق محطة مصر، في حين توجه وزير النقل الى "محطة رمسيس"، وأمر بتشكيل لجنة لمعرفة سبب التصادم.
ووجه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، بتوفير الرعاية الصحية اللازمة لمصابي حادث حريق محطة مصر. وتابع مدبولي خلال اجتماع الحكومة المنعقد في مقر مجلس الوزراء، مع الدكتور هشام عرفات، وزير النقل والمواصلات، أسباب الحريق.
وعلى الاثر توجه رئيس الوزراء إلى موقع الحادث، وتعهد في تصريحات للصحفيين بالتحقيق ومحاسبة المتسببين في أي تقصير أو إهمال. وأكد مدبولي أن حادث حريق محطة مصر لن يمر دون محاسبة المتسببن فيه موضحا أننا لن نصمت أمام أي أخطاء تودي بحياة المصريين .وأضاف مدبولي، خلال كلمته من موقع الحادث بمحطة حريق مصر، أنه انتهى عهد الصمت أمام أي تقاعس والحساب سيكون عسيرا لأي مسئول مقصر موضحا أن هناك لجنة فنية بجانب النيابة العامة لتحديد للوقوف على المتسببين في الحادث ومحاسبتهم.
وأكّدت مصادر مسؤولة في السكة الحديد، أن حريق محطة مصر وقع نتيجة تصادم جرار قطار وعربة "باور" الخاصة بالتكييف بصدادات نهاية الرصيف وليس نتيجة أي عمل متطرّف كما يروج البعض، ودخول جرار القطار بسرعته أدت لتصادم قوى وانفجار تانك السولار بالجرار وحدوث حريق، نتج عنه مصابين ووفيات بين الركاب الذين كانوا يتواجدون على الرصيف في انتظار رحلاتهم.
وأصدرت هيئة السكة الحديد تعليمات بإيقاف حركة القطارات في محطة مصر في القاهرة بعد الحريق. و فرضت قوات الأمن كردونًا أمنيًا حول موقع الحريق، ومنعت المواطنين من الاقتراب منه.
وعبر عدد من النواب عن شعورهم بما يعاني منه الشارع من غليان، متعهدين بتحريك إجراءات برلمانية عقابية ضد الحكومة. كما برزت إدانات واسعة لحادث تصادم القطار وقد تواصل "مصر اليوم" مع قيادات لجنة النقل بمجلس النواب، حيث وصف رئيس اللجنة هشام عبدالواحد الحادث بـ"المفجع"، متعهدا باتخاذ وتحريك إجراءات برلمانية سريعة لمعاقبة المسؤولين عن الحادث، مؤكدا لـ"مصر اليوم" أنه قرر عقد اجتماع طارئ للجنة في البرلمان بالاشتراك مع عدد من اللجان الأخرى، للوقوف على ملابسات الحادث ومتابعته.
وقال عبدالواحد إن نواب اللجنة لم يتوانوا يوما واحدا عن متابعة تطوير السكك الحديدية، وأن اجتماعات جرت قبل أيام معدودة لمتابعة حال السكك الحديد والمطالبة بتعويض خسائرها، مؤكدا أن ماجرى لن يمر مرور الكرام أبدا.
فيما اعتبر عضو لجنة النقل الحالي ورئيسها السابق سعيد طعيمة، أن الحادث بمثابة "كارثة"، سببها الرئيسي استمرار الحكومة في الاعتماد على العنصر البشري، وعدم اتباع وتيرة سريعة في التطوير والتحديث للمنظومة.
وقال طعيمة أن التصرف الأنسب الآن هو السعي بكل ماتملك الحكومة والجهات القضائية لتحديد المتورط، مع استدعاء لافراد الحكومة لمجلس النواب ومسائلتهم عن الحادث، مشيرا إلى أن الأعضاء يدركون ويشعرون بحالة الغليان التي انتابت المواطنين، متعهدا بألا يمر الحادث دون حساب رادع وعقاب سريع.
وأظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أعمدة دخان تتصاعد من مبنى المحطة الواقعة في ميدان رمسيس بوسط القاهرة، كما ظهرت في لقطات أخرى جثث متفحمة على السكة الحديدية.
وشهدت مصر العديد من حوادث القطارات الدامية خلال العقود الأخيرة، سقط فيها مئات القتلى وأرجعها مسؤولون ومراقبون إلى قدم القاطرات والعربات والإهمال في صيانتها وتشغيلها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر