أعلنت السلطات السودانية الثلاثاء اطلاق سراح جميع الاشخاص الذين اعتقلوا خلال التظاهرات الأخيرة المناهضة لسياسة الرئيس عمر البشير، في حين تواصلت الاحتجاجات الثلاثاء في البلاد.
فقد أعلنت وزارة الاعلام السودانية في بيان أن مدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق صلاح قوش "أصدر قرارا بإطلاق سراح جميع المعتقلين في الأحداث الأخيرة".
وتقول الجماعات الحقوقية إن أكثر من ألف متظاهر وقيادي في المعارضة وناشط وصحافي، احتجزوا منذ بدأ جهاز الأمن والمخابرات قمع الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي اندلعت في مختلف أنحاء البلاد في 19 كانون الأول/ديسمبر.
من جهة ثانية نقلت وكالة الانباء السودانية (سونا) عن الفريق أول عصام الدين مبارك نائب رئيس أركان القوات المشتركة تشديده الثلاثاء على "التزام القوات المسلحة بالدفاع عن البلاد وحماية مكتسبات الوطن"، مشيرا "الى وعيها وادراكها الكامل لدسائس الأعداء والاخطار التي تهدد السودان مؤكدا التفافها حول قيادته من أجل الأمن والاستقرار".
وأضاف الفريق مبارك "لا بد من التأكيد على جاهزية القوات المسلحة للتصدي لكل أشكال الاعتداء وبقائها حارسا امينا وصمام امان للوطن ".
-البجا في بورتسودان-
وتجددت الاحتجاجات الثلاثاء واستخدمت قوات الامن الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في الخرطوم وأم درمان.
وفي بورتسودان في شمال شرق البلاد اعتصم سودانيون من قبائل البجا للمطالبة باستقالة الرئيس السوداني، ولاحياء ذكرى مقتل 21 شخصا من مدينتهم قتلوا قبل 14 عاما خلال مواجهات مع الشرطة.
وقال عبد الله موسى وهو ناشط من البجا، السكان الأصليون لمنطقة شرق السودان، لفرانس برس عبر الهاتف " حوّلنا ذكرى شهداء البجا إلى اعتصام كجزء من حراك تجمع المهنيين السودانيين".
ويقود تجمّع المهنيين السودانيين الاحتجاجات المناهضة لحكومة البشير.
وأضاف موسى "اعتصامات اليوم الثلاثاء ليست لشهداء البجا فقط ولكن لكل شهداء الشعب السوداني في انتفاضة ديسمبر".
وانفجرت الاحتجاجات في السودان في 19 كانون الأول/ديسمبر، عندما نزلت حشود غاضبة إلى الشارع للاحتجاج على زيادة الحكومة سعر الخبر ثلاثة أضعاف.
وتنامت التظاهرات لتتحول إلى احتجاجات مناهضة للحكومة تطالب الرئيس بالتنحي.
ويرى محللون أن حركة الاحتجاج الحالية هي أكبر تحدّ يواجهه البشير منذ أن تسلم السلطة بانقلاب مدعوم من الإسلاميين في عام 1989، علماً بأنه تجاوز العديد من التظاهرات خلال السنوات الماضية.
ورفض البشير، القائد المخضرم، الدعوات لتنحيه، وحمّل مجموعات من "المتسللين" مسؤولية العنف في التظاهرات.
ويقول المسؤولون الحكوميون إن 30 شخصاً قتلوا في عنف مرتبط بالتظاهرات منذ بدئها، في حين تؤكد جماعات حقوقية أن عدد القتلى تجاوز ال40 شخصاً.
-الرياض مع "استقرار" السودان-
من جهة ثانية، أكّدت السعودية الثلاثاء دعمها لسلطات السودان مؤكدة رفضها المساس بـ"أمن واستقرار" هذا البلد.
وشدد مجلس الوزراء في جلسته الأسبوعية برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان عبد العزيز على "تضامن المملكة مع السودان في مواجهة التحديات الاقتصادية الراهنة"، مضيفا في بيان رسمي ان "أمن السودان أمن للمملكة واستقرارها استقرار لها".
وكانت قطر أعلنت أيضا دعمها للرئيس السوداني خلال زيارة الاخير للدوحة في الثالث والعشرين من الشهر الحالي.
ونقلت وسائل الاعلام القطرية عن الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني "تأكيده موقف بلاده الثابت في حرصها على وحدة السودان واستقراره".
وكان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أقر الإثنين بوجود "مدربين" روس إلى جانب القوات الحكومية في السودان، مضيفا أن هذا الوجود العسكري يندرج "في إطار العلاقات الثنائية الروسية السودانية" وهو "مشروع تماما".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر