قال وزير العمل السعودي مفرج الحقباني إن الوزارة ستعلن خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع عن برنامج “نطاقات الموزون” في إطار سعيها لخفض نسبة البطالة بين السعوديين مع تحرك الحكومة لتنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط.
وبعد عقود من تطبيق سياسة “السعودة” التي لم تظهر نتائج مرضية في الحد من نسب البطالة بين السعوديين عدّلت وزارة العمل في أواخر 2011 نظام حصص التوظيف القائم في القطاع الخاص وفرضت عقوبات أكثر صرامة على الشركات التي لا تلتزم بحصص توظيف المواطنين وألزمت قطاعات معينة بتوظيف النساء.
وبموجب برنامج نطاقات الحالي تحصل الشركات التي توظف عددًا أكبر من السعوديين على ميزات من وزارة العمل، لاسيما فيما يتعلّق بتصاريح العمالة.
لكن مع ذلك، ما يزال معدل البطالة عند 11.6 % وارتفع معدل توظيف السعوديين بواقع 40 ألف وظيفة فقط خلال 2015، وهو أقل مستوى منذ 1999 وذلك مع خفض الإنفاق الحكومي بفعل هبوط أسعار النفط.
وخلال الأسبوع الماضي أعلن ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن رؤية السعودية 2030 التي تسعى لتنويع اقتصاد المملكة بعيدًا عن النفط وإلى معالجة قضايا البطالة ونقص المساكن.
وتهدف الرؤية لخفض معدل البطالة إلى سبعة % من 11.6 % بحلول عام 2030.
وقال الوزير على هامش مؤتمر يوروموني الذي يعقد اليوم وغدًا في الرياض إن الحكومة ستتخذ كافة الإجراءات اللازمة لخفض معدل البطالة سواء عبر خلق وظائف جديدة أو إحلال السعوديين في وظائف يشغلها الوافدون.
وأضاف “نتوقع أن نحتاج بين 1.1 مليون و1.3 مليون (وظيفة) حتى نخفّض معدل البطالة إلى 7 %.
وتابع “ما من شك أن البطالة هاجس وسنتّخذ كل الإجراءات…حتى لو لزم الأمر أن نرفع نسب التوطين بشكل أكبر.”
وقال الوزير إن من بين المبادرات التي عملت عليها الوزارة برنامج “نطاقات الموزون” الذي يشمل عددًا من المتغيرات أهمها نسبة التوطين ومتوسط أجور السعوديين في المنشأة ونسبة توطين النساء في المنشأة والاستدامة الوظيفية للسعوديين ونسبة ذوي الأجور المرتفعة منهم.
وتهدف رؤية السعودية 2030 إلى زيادة نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل إلى 30 % من 22 % حاليًا.
وقال الحقباني إن نظام نطاقات الجديد ليس نظامًا كميًا يقوم على عدد السعوديين ولكن يقوم “على متغيرات أخرى…سنعلن عنه خلال أسبوعين أو ثلاثة وسيبدأ (العمل به) خلال خمسة أشهر.”
ويوجد في المملكة نحو عشرة ملايين وافد معظمهم من آسيا وأنحاء أخرى من الوطن العربي ويعمل معظمهم في وظائف متدنية الأجور ينفر منها السعوديون مثل بعض وظائف قطاعي الإنشاءات والتجزئة والعمل في المنازل بينما تعمل نسبة قليلة في وظائف إدارية متوسطة ورفيعة المستوى.
من ناحية أخرى يفضّل السعوديون العمل في القطاع الحكومي حيث يحظون بأوقات عمل أقل ومميزات أكبر مقارنة بالقطاع الخاص.
ويوظف القطاع الحكومي نحو ثلثي السعوديين العاملين في المملكة.
وتمثل رواتب وبدلات السعوديين في القطاع الحكومي نحو 50 % من الموازنة.
وخلال الأشهر الأخيرة قبيل الإعلان عن رؤية السعودية 2030 أوضح المسؤولون أن مبادرات الإصلاح ستركّز على خلق وظائف للمواطنين في القطاع الخاص مع التوجّه لخفض الإنفاق في ظل هبوط أسعار النفط.
وحول إمكانية استثناء بعض القطاعات من برنامج نطاقات مثل قطاع المقاولات الذي يعاني نتيجة خفض الإنفاق الحكومي قال الوزير “لا يوجد استثناء إطلاقًا من نطاقات ولكن هناك بعض القطاعات يكون لديها أحجام توظيف أقل…قطاع التجزئة على سبيل المثال يُطلب منه توظيف الكثير من بينما المقاولات غير قادر على استيعاب هذا العدد الكبير.”
وكانت شركات بالقطاع الخاص قالت إن برنامج نطاقات أحدث ضغوطًا على قوائمها المالية في ظل صعوبة توفير العدد الكافي من العاملين السعوديين فيما لجأت شركات أخرى إلى ما يعرف باسم “التوظيف الوهمي” حيث تدرج في قوائمها أسماء سعوديين بينما تعيّن فعليًا عددًا أكبر من الوافدين.
وقال الوزير خلال مؤتمر يوروموني اليوم “الاقتصاد السعودي قوي بدليل أنه يوفّر هذا الكم الهائل من الوظائف لكن الخلل في الآلية.”
وأضاف أن الوزارة ستعمل ضمن رؤية 2030 على معالجة هذا الخلل عبر عدد من المبادرات والبرامج
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر