واصل المنتخب السويدي سلسلة مفاجآته وأضاف المنتخب السويسري إلى قائمة "ضحاياه" التي ضمت هولندا وإيطاليا وألمانيا ، والآن يتطلع إلى مفاجأة جديدة على حساب المنتخب الإنجليزي ، عندما يصطدم معه في دور الثمانية ببطولة كأس العالم 2018 لكرة القدم المقامة حاليًا في روسيا.
وكان المنتخب السويدي قد أطاح بنظيره الهولندي من التصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال ، وصعد على حسابه إلى الملحق الأوروبي الفاصل ، الذي شهد فوزه على المنتخب الإيطالي في مفاجأة مدوية ، لتغيب إيطاليا عن المونديال.
و خالف المنتخب السويدي كل التوقعات وتأهل من صدارة مجموعته برفقة المنتخب المكسيكي صاحب المركز الثاني ، وعلى حساب منتخبي كوريا الجنوبية وألمانيا حاملة اللقب.
و أطاح المنتخب السويدي بنظيره السويسري بعد أن تغلب عليه 1 / صفر الثلاثاء على ملعب "كريستوفسكي" في مدينة سان بطرسبرغ ، ليتأهل على حسابه إلى دور الثمانية ، حيث يلتقي المنتخب الإنجليزي الذي تأهل بالفوز على نظيره الكولومبي 4 / 3 بضربات الجزاء الترجيحية ، إثر انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي للمباراة بالتعادل 1 / 1 .
وحسم المنتخب السويدي ، الذي يدربه المدير الفني يان أندرسون ، مباراة الثلاثاء, بهدف وحيد أحرزه إيميل فورسبيرج ، وحافظ الفريق على نظافة شباكه مستعرضًا صلابته الدفاعية الهائلة.
وصعدت السويد إلى دور الثمانية مرة واحدة سابقة فقط ، وذلك في عام 1958 ، عندما أحرز المنتخب السويدي حينها المركز الثاني إثر الهزيمة أمام البرازيل في نهائي المونديال.
و شكل المنتخب السويدي صخرة دفاعية صلبة ولم يسمح لمنافسه السويسري بصناعة فرص حقيقية ، وإنما صنع لاعبو السويد عدة فرص كانت كفيلة بانتصار أكبر.
وقال فلاديمير بتكوفيتش المدير الفني للمنتخب السويسري "السويد استغلت عناصر تفوقها بشكل مثالي ، وكان هذا كافيا للفوز علينا... لم يكن (المنتخب السويدي) المرشح الأوفر حظًا في التصفيات أو في مجموعته ، لكنه تقدم. لقد قدم عروضًا قوية أمام إيطاليا وكذلك أمام ألمانيا."
وتابع "الجميع شكك في قدرات المنتخب السويدي وقالوا إنه فريق متواضع ، لكنه ليس كذلك. إنه فريق قوي وعندما يتقدم بهدف ، يكون من الصعب اختراق دفاعه."
وكان المنتخب السويدي قد تأهل للدور الثاني من صدارة المجموعة السادسة التي شهدت فوزه على كوريا الجنوبية والمكسيك وكاد أن ينهي مباراته أمام ألمانيا متعادلًا 1 / 1 لولا هدف توني كروس في الوقت القاتل الذي حسم الفوز لألمانيا 2 / 1 في الجولة الثانية من مباريات المجموعة.
وقال بتكوفيتش مدرب سويسرا في حديثه عن مفاجآت السويد أمام منتخبات كبيرة في طريقها إلى دور الثمانية للمونديال "المنتخبات الأخرى تتمتع بقدرات فنية وبدنية عالية ، ولكنهم واجهوا بالطبع مشكلات أمام المنتخب السويدي."
وتمثلت نقطة القوة الرئيسية للمنتخب السويدي في صلابته الدفاعية ، حيث يتحرك لاعبوه ككتلة واحدة ، ويقدم كل لاعب كل ما لديه من أجل زملائه.
وقال فورسبيرج ، في إشارة إلى الروح التي يشهدها معسكر الفريق السويدي "لقد انهمرت الدموع من عيناي عندما شاهدت ما حققناه سويًا."
و ظلت الجماهير السويدية تهتف باسم مدرب المنتخب لوقت طويل ، وقد خرج لتقديم التحية لهم في الاستاد.
وتحلى أندرسون بالتواضع حيث أكد أن الإنجاز تحقق من قبل الفريق ولم يكن إنجازه فقط ، وذلك رغم التطور الكبير الذي قاد المنتخب إليه ، بعد أن خرجت السويد من المركز الأخير في مجموعتها في الدور الأول بكأس الأمم الأوروبية (يورو 2016).
وقال أندرسون "نحن سعداء ، لكننا هنا نتحدث عن كرة القدم ، وكرة القدم لعبة للفرق (ليست لأفراد)."
ورغم أنه حقق إنجازا مع الفريق لم يتحقق سوى مرة واحدة طوال 60 عاما ، لم يبد أندرسون قناعة بالتوقف عن هذا الحد ، وإنما أكد على طموحة لمواصلة المشوار وتكرر ما تحقق في مونديال 1994 عندما وصلت السويد إلى الدور قبل النهائي.
وقال أندرسون "لم نقنع بذلك, ونود الفوز في المباراة المقبلة" ، مؤكدا أن المنتخب السويدي سيقدم أفضل ما لديه في مواجهة إنجلترا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر