في اليابان حيث يركض المواطنون في سباقات الماراثون أكثر من أي دولة أخرى، يحتاج الأمر إلى شخصية استثنائية للفت الأنظار، وفي بلدة كوكي الصغيرة في شمال طوكيو خطف يوكي كاواتشي قلوب اليابانيين المحبين لسباقات الماراثون وأيضا في الخارج.
وعلى العكس من عدائي الماراثون البارزين لا يعتبر كاواتشي، الذي خطف الأنظار بفوزه بماراثون بوسطن العام الماضي، من المتسابقين المحترفين بشكل كامل ويعمل مسؤولا إداريا في مدرسة.
وسيتغير كل ذلك في أبريل عندما يصب العداء البالغ عمره 31 عاما كامل تركيزه على السباقات.
لكن الأمر الذي لن يتغير هو أسلوب استعداد كاواتشي الفريد.
ويركض كاواتشي حاليا لمسافة 20 كيلومترا على الأقل يوميا قبل وبعد العمل في شوارع كوكي أو في المضمار في حديقة المدينة.
ولا يتوقف كاواتشي عى الركض ويقول إنه يركض حول منزله عندما يقوم بأعماله المنزلية ويشارك في سباقات ماراثون رسمية أكثر من أقرانه.
وبينما شارك الكيني إيليود كيبتشوجي بطل الأولمبياد في ماراثون واحد في 2018، خاض كاواتشي 11 سباقا.
وبفضل عدد مشاركاته يملك العداء الياباني الرقم القياسي بإنهاء 81 سباقا للماراثون في أقل من ساعتين و20 دقيقة.
وهذا يعني أنه يشارك في سباقات الماراثون المقامة في الشتاء أكثر من منافسيه.
وكان انتصاره في بوسطن الأكبر في مسيرته حتى الآن وجاء في أجواء باردة وممطرة وأوضح أن استعداداته كانت السبب في الفوز.
وأبلغ رويترز في يوم بارد في كوكي "المشاركة في سباق كامل للماراثون في مثل هذه الأجواء أمر نادر،المتسابقون الذين يشاركون في سباق أو اثنين طيلة العام لن يخوضوا هذه التجربة في مثل هذه الأجواء. شاركت في 80 سباقا في هذا الطقس لذا أملك الخبرة".
ويملك كاواتشي مكانة خاصة في قلوب عشاق الماراثون حول العالم بسبب أسلوبه الاستثنائي وغير المعتاد.
ففي 2016 فاز بسباق نصف الماراثون في كوكي وهو يرتدي بدلة، ويستعد لكل سباق أينما كان في العالم بتناول ثلاثة أطباق من الكاري الياباني، وهو من بين الأطباق الشعبية في بلاده.
وأوضح كاواتشي أن قراره بالمشاركة في أكبر عدد من سباقات الماراثون يأتي بسبب رغبته في السفر حول العالم.
وشرح قائلا "بما أنني أحب السفر فمن الرائع أن أسافر حول العالم بينما أشارك في السباقات، ربما بالنسبة لي فهو المعنى الوحيد للركض".
وأضاف "أعتقد أن أغلب العدائين سيقولون إنهم يركضون من أجل الأولمبياد أو بطولات العالم، لكني أركض لأنني أريد المشاركة في أكبر عدد من السباقات".
والمشاركة في أكثر من ماراثون يساعد كاواتشي في الحفاظ على لياقته ومن أجل خوض أكبر عدد من السباقات.
وتابع "على العكس من المتسابقين الآخرين أشارك بشكل فردي بدون الانتماء إلى أي فريق، ولدي عملي أيضا، لذا فالمشاركة في أكبر عدد من سباقات الماراثون هو أفضل استعداد بالنسبة لي".
ورغم حب اليابان لسباقات الماراثون كان ميزوكي نوجوشي آخر بطل أولمبي في سباقات الماراثون في أثينا 2004.
ويأتي قرار كاواتشي بالتحول إلى الاحتراف قبل 15 شهرا فقط من أولمبياد طوكيو 2020، لكن لا يوجد أي ضمان على أنه سينضم إلى الفريق الوطني.
وقال كاواتشي الذي لم يسبق له الانضمام للفريق الياباني وسيكون في سن 33 عندما تنطلق أولمبياد طوكيو 2020 "أريد وقتا للتفكير، ربما أملك الآن فرصة لخوض الأولمبياد أكثر من الفترات السابقة حيث تتحسن الأزمنة التي أحققها".
وأضاف "لكني لا أدري إلى أي درجة سيتطور مستواي. أتدرب حاليا بما يكفي للمشاركة في الأولمبياد. الأمر يعتمد على مدى تطور أدائي بعد أبريل".
وجاء قرار كاواتشي بالتحول إلى الاحتراف بعد حصوله على إجازة عشرة أيام في فترة الاستعداد لبطولة العالم 2017 في لندن.
ومنحه هذا الاستعداد فرصة إنهاء الماراثون في المركز التاسع ويضع عينيه على الصعود على منصة التتويج في يوجين في 2021، بعد عامين من التدريب كمحترف.
وسيترك كاواتشي وظيفته بدون أي ندم فالمدرسة احتفلت في 2018 بمرور 100 عام على تأسيسها، ولعب كاواتشي دورا مهما في تنظيم الاحتفالات.
وقال "لم أرغب في الشعور بأي ندم عند ترك المدرسة، لهذا السبب حددت أبريل من العام الحالي للرحيل".
وتابع "أنهيت مهمتي"
وقد يهمك أيضًأ :الكعبي يشيد بالإقبال الكثيف على المشاركة بمارثون "زايد" في "الإسماعيلية"
عداؤون من الأردن واليابان ومصر يحصدون المراكز الأولي بسباقات الماراثون الدولي
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر