برشلونة ـ اليمن اليوم
منح أسبوع إطلاق السيارات الجديدة لموسم 2018 من بطولة العالم للفورمولا واحد نظرة على نوايا التصميم الخاصة بكلّ فريق، لكنّ تلك الصورة نادرًا ما تقدّم القصّة الكاملة لما تُخطّط له الفرق للموسم بأكمله، في الحقيقة يبدو بأنّ بعض الفرق عمدت إلى تعديل صور الإطلاق قبل نشرها من أجل إخفاء بعض الحلول المبتكرة عن وسائل الإعلام والفرق المنافسة، لكن يتعيّن عليها في مرحلة ما استخدام تلك الأجزاء الأساسيّة على سياراتها، إذ كشفت تجارب برشلونة أفكار تصميم مثيرة للاهتمام، واستغلّت مرسيدس وقتها لتقييم مقاتلتها "دبليو09" خلال الأيّام القليلة الأولى من التجارب. لكنّ وبعد خسارة قرابة يومٍ كامل من التجارب الأربعاء الماضي بسبب الأحوال الجويّة السيّئة، فقد قرّرت السهام الفضيّة تقديم جناحَين أماميّين وخلفيّين جديدَين، إلى جانب ستار أنف في اليوم الأخير لمحاولة وضع معيارٍ للعام المقبل.
ويُعدّ الجناح الأمامي تطويرًا لسابقه ويتضمّن مراجعة للصفيحة الجانبيّة وسلسلة الشفرات الداخليّة، إذ تمّ ربط الصفيحة الجانبيّة والشفرة من أجل تشكيل رفرفة أعرض بكثير تُغيّر سلوك التيارات الهوائيّة أثناء عبورها أعلى وحول الإطار الأمامي. ويُساعد ذلك على تشكيل الاضطرابات الهوائيّة الناجمة عن الإطار الأمامي، كما أنّها تُخفّف من الضرر الانسيابيّ المتأتّي عنه في الأقسام التالية من السيارة، كما قام الفريق بتعديل ستار الأنف الذي قدّمه العام الماضي في إسبانيا قبل أن يُعدّله في ماليزيا، إذ باتت حافته الأماميّة مقوّسة أكثر، بالانتقال إلى القسم الخلفي من السيارة فقد استخدم الفريق جناح "تي" منخفض في بداية التجارب (السهم الأحمر)، حيث استغلّ الفريق المنطقة الصغيرة المتاحة في القوانين التي تسمح بتواجد هذه الملحقات، لكنّ الفريق تخلّى في المقابل عن الجناح الخلفي منخفض الارتكازيّة الذي استخدمه في الأيّام القليلة الأولى من التجارب، حيث انتقل إلى تقييم جناحٍ جديد عالي الارتكازيّة يتضمّن سطحًا أساسيًا تقليديًا أكثر. كما تزامن ذلك مع إحداث حدبة صغيرة في القسم الأوسط.
وتتّبع هذه الحدبة العرض ذاته مثل الجنيّح الصغير المثبّت على دعامة الجناح، حيث من المرجّح أن يعمل بشكلٍ متناغم معها لاستخراج أقصى أداء من كلٍ منهما ومن غازات العادم في الأسفل، وتتضمّن سيارة فيراري "اس.اف71اتش" بعض المميّزات التي تجعلها متفرّدة عن بقيّة السيارات الأخرى في البطولة، إذ لا يُعتبر تصميم المرآة مبتكرًا فقط، بل يُظهر مدى جهوزيّة الفريق لدفع الحدود إلى أقصاها عندما يتعلّق الأمر بتأويل القوانين، حيث تكشف الواجهة الأماميّة المفتوحة للمرآة عن شفرة توجيه متّصلة بالقسم الخلفي من زجاج المرآة، ولا يسمح ذلك بتوفير سبلٍ جديدة للتيارات الهوائيّة فقط، بل توفّر هدفًا آخر يتمثّل في تقليص الاضطرابات الهوائيّة التي عادة ما تتسبّب فيها المرآة، إلى جانب تغذيتها للفتحة العلويّة لجانب السيارة بالهواء فضلًا عن تحسين تدفّق الهواء أعلى سطح جانب السيارة بأكمله، ومن شبه المؤكّد بأنّ الفرق الأخرى ستتطلّع إلى هذا التصميم باهتمام وتقيّم تصاميمها الخاصة لرؤية إن كانت هناك مكاسب يُمكن تحقيقها من تبنّي فكرة فيراري، وفي حين أنّ فيراري هي الوحيدة التي تستخدم فتحة علويّة على جانب سيارتها ما يجعل استخدام تجويف المرآة أمرًا منطقيًا في حالتها، إلّا أنّ هذه الفكرة يُمكن أن تُستخدم من قبل الفرق الأخرى لتقليل مقاومة الهواء في هذه المنطقة من السيارة.
تصميم آخر مبتكرٌ من فيراري يتجسّد في القسم الخلفي من السيارة ضمن منطقة هيكل التصادم الخلفي (السهم الأبيض)، حيث اعتمد الفريق جزءًا مشابهًا للنفق على جانبَي منطقة رأس الزجاجة، ولا يزال من غير الواضح في هذه المرحلة إن كانت هذه الفتحات – التي تنتهي عند المستوى ذاته مع فتحات التبريد العلويّة – تُعدّ تمديدًا لمتطلّبات تبريد سيارة "اس.اف71 اتش" أم أنّها تحسينات انسيابيّة، وقبل تثبيت تلك الأقواس على السيارة يتّضح بأنّ الأرضيّة تتضمّن نتوءًا بشكلٍ مشابه لمقدّمة القارب، حيث يسمح بالوصول إلى محرّك التشغيل (السهم الأبيض في الأسفل)، من المرجّح بأنّ مصمّمي الفريق وجدوا بأنّ التيارات الهوائيّة العابرة حول جانبَي السيارة نحو منطقة رأس الزجاجة تتأثّر نتيجة الانتقال المفاجئ إلى هذا النتوء في الأرضيّة، لذلك سعوا إلى إيجاد طريقة لتحسين الأداء.
بشكلٍ مثيرٍ للاهتمام خلال اليوم الرابع من التجارب، ارتأت ريد بُل العودة إلى خصائص الجناح الأمامي الأولى من موسم 2017 (الصورة المصغّرة)، قبل أن تعود إلى آخر نسخة أكملت بها الموسم الماضي/، وكما بوسعكم ملاحظته فإنّ كلًا منهما يتضمّن خصائص مختلفة، حيث يتضمّن الأخير قسمًا خارجيًا أعلى أعرض لتجهيز التيارات الهوائيّة المتوجّهة نحو واجهة الإطار الأمامي (الخطّ الأصفر). كما أنّ شفرة الصفيحة الجانبيّة مختلفة (انظر الدائرة)، فضلًا عن ذلك وبشكلٍ أهمّ فإنّ زاوية الرفرفات مختلفة للغاية، إذ أنّ حواف رفرفات الخصائص الجديدة تنحني إلى الأسفل بشكلٍ تقليدي (الأسهم الزرقاء)، بينما تلتقي حافة الرفرفة السفليّة (السهم الأحمر) بنقطة الارتباط مع المنطقة المحايدة من الجناح، ويؤثّر التعديل الأخير على شدّة وشكل دوّامة "واي250" التي تتكوّن عند تلك المنطقة وسجّلت تغيّرًا بارزًا في فلسفة الفريق نهاية الموسم الماضي، إذ بات من المثير للاهتمام رؤية الفريق يجري اختبارات متتابعة وأعمال مقارنة للتصميمين في تجارب برشلونة.
ولا تُعد هذه المرّة الأولى التي خاض فيها الفريق التجارب من دون سطح انسيابي من أجل قطع أكبر مسافة ممكنة. إذ بالعودة إلى موسم 2015 فقد خاض الفريق التجارب من دون جناحٍ أمامي (بعد اصطدام دانييل كفيات بالحاجز الجانبي) ولم يكن له جناحٌ آخر بديل إلى أن تمّ شحن واحدٍ آخر من المصنع، واستخدم الفريق سيارة "آر.بي14" من دون موجّه هواء جانبيّ خلال الأيّام الأولى من التجارب وسط إشارات إلى أنّ سلسلة الألواح المثبتّة في دعامة على الجانبَين ليست قويّة بما يكفي، وجلب الفريق تصميمًا معدّلًا على سيارته "آر.بي14" خلال اليوم الأخير من التجارب حيث تضمّن دعامة أخرى (السهم الأبيض).
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر