لندن ـ سليم كرم
يعتبر الشمبانزي من أقرب المخلوقات الحيّة للبشر،وكشفت دراسة جديدة أنّ للبشر أشياء مشتركة أكثر بكثير مع الشمبانزي مما يظنون،فقد اكتشف الباحثون أن الشمبانزي له ميزات شخصية فريدة ومستقرة تتطور مع مرور الوقت، تماما مثل البشر، ووجد العلماء الذين أعادوا زيارة الشمبانزى البري في تنزانيا بعد أكثر من 40 عاما لمعرفة كيف تغيّرت شخصياتهم.
وأجرى البحث الجديد، الدكتور أندرو فايس من جامعة أدنبرة وزملائه، ووجد الباحثون أن التقييمات التي أجرتها دراستهم والتدابير الشخصية التي تقوم بتقييم ما يقرب من 40 عاما، على استبيان قديم يسمى "مؤشر سمات العاطفة"، جاءت متطابقة.
ويعتقد الباحثون أنّ هذا يدل على أن الشمبانزي له سمات شخصية مستقرة، حيث هناك بعض التغييرات التي تحدث في الشخصية مع مرور الوقت، ولكن تلك الصفات المحددة لا تزال هي نفسها، ويأمل الخبراء أن هذه الدراسة يمكن أن ترسي الأساس للبحوث المنهجية للشخصية عند الشمبانزي البري، وفي حديثه، قال الدكتور فايس إنّ "ما وجدناه هنا أنه، مثل شخصية الإنسان، هناك أدلة على أن شخصيات الشمبانزي مستقرة، لا يعني هذا أن شخصياتهم لا تتغير، والواقع أننا لم نتمكن من الإجابة على هذا السؤال في هذه الدراسة، وبدلا من ذلك، فإن ما توحي به النتائج التي توصلنا إليها هو أن الشمپانزي الذي تم تقييمه بسمات شخصية أعلى أو أقل أو متوسطة بالمقارنة مع الآخرين عندما يكونون صغارا، سيكونون في الغالب أعلى أو أقل أو متوسطة من تلك السمة بالنسبة للآخرين عندما يكونون أكبر سنا، إن الانطباعات التي نحصل عليها عن الشخصية لدي الآخرين، سواء كانوا الشمپانزي، أو الرئيسيات الأخرى، أو الحيوانات الأليفة لدينا، أو أصدقائنا، والأسرة، والجيران، تقوم على شيء هو حقا موجود لديهم، وبعبارة أخرى، إن الانطباعات ليست في رأسك، ولكن استشعارك بوجود شيء لدي الأفراد الآخرين".
وألقت دراسات الشمبانزي، الضوء على العديد من جوانب التطوّر البشري، بما في ذلك استخدام الأدوات وغيرها من الصفات الثقافية والصيد والعنف بين الجماعات، ويمكن للدراسات الطويلة الأجل على الشمبانزي البري أن تقدم نظرة ثاقبة عن تطور شخصية الإنسان والسلوك بشكل أعم، وقد جمعت الأبحاث في غومبي بيانات منهجية عن سلوك الشمپانزات الفردية لعقود. ونظرت الدراسة الأخيرة إلى شخصيات 128 شمبانزي بري شرقي من نفس الحديقة الوطنية، حيث درس فريق عام 1973، نحو 24 شمبانزيًا، وتم تصنيف شخصيات الشمبانزي من قبل المساعدين الميدانيين التنزانيين، الذين تابعوا الأفراد على مدى عدة سنوات، وجمعوا الملاحظات السلوكية التفصيلية باستخدام 24 من التدابير المختلفة.
وشملت هذه السمات صفات مثل كيف كانت الحيوانات مثيرة، وحساسة، ومفيدة وغريبة؟، مأخوذة من استبيان سمات شخصية الشمپانزي المعترف به جيدا، ولأن تقييمات مؤشر سمات العاطفة قد أجريت قبل ما يقرب من أربعين عاما، فإن هذه التحليلات تشير إلى مدى استقرار هذه السمات الشخصية على مدى عقود، وأضاف الدكتور فايس أنّه "من الطفولة إلى مرحلة البلوغ ونحن جميعا ننمو ونطول.
ومع ذلك، من المرجح أن يكون الأطفال طوال القامة كذلك بالغين طوال القامة، والأطفال قصار القامة هم أكثر عرضة ليكونوا بالغين قصار القامة، والأطفال الذين هم متوسطي الطول من المرجح أن يكونوا متوسطي الطول عند البلوغ"، ونشرت النتائج الكاملة للدراسة في مجلة "Nature journal Scientific Data".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر