سلط كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة اليوم/الثلاثاء/ الضوء علي عدد من الموضوعات جاء في مقدمتها التعاون وعقد الشراكة الاستراتيجية مع روسيا خاصة بعد إعطاء الرئيسين السيسي وبوتين أمس إشارة بدء تنفيذ مشروع الضبعة النووي ، وكذا تداعيات القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل إلي جانب الكشف عن مخططات الجماعات الإرهابية في محاولة لاستغلال هذا القرار لإيجاد مبرر للعودة إلى الشارع لبث الفوضى.
ففي مقال الكاتب خالد ميري، بصحيفة "الأخبار" تحت عنوان "الحلم النووي.. يخرج للنور"، أكد تميز العلاقات التاريخية بين مصر وروسيا والتعاون الذي يحقق مصالح الشعبين، مشيراً إلى الترحيب الكبير من الشارع المصري، بزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى القاهرة وسط اهتمام عالمي غير مسبوق.
ووصف الكاتب توقيع عقد إنشاء المحطة النووية أمس بالحلم الذي طال انتظاره حتى تعرف أرض مصر استخدام أعلي تكنولوجيا نووية خرج أخيراً للنور، تكنولوجيا هي الأفضل والأكثر أمانا علي مستوي العالم، في خطوة جبارة علي طريق بناء مصر الحديثة ، خطوة تأخرت كثيراً وما كانت ستخرج إلي النور إلا علي يد زعيم يمتلك الرؤية وقادر علي الفعل وهو الرئيس السيسي.
ولفت الكاتب إلى 6 ملفات مهمة للبلدين ناقشتهم القمة المصرية الروسية بالقاهرة، فاتفق الزعيمان علي التوسع غير المحدود في العلاقات الاقتصادية والتجارية.. بإنشاء منطقة صناعية روسية في قناة السويس لتكون الأكبر بالمنطقة ومركز تصدير الصناعة الروسية لأفريقيا والشرق الأوسط، مع زيادة التبادل التجاري بشكل غير مسبوق وتلبية احتياجات مصر من القمح، والملف الثاني توسيع التعاون العسكري الكبير بين البلدين بما يلبي احتياجات الحرب علي الإرهاب، وتعزيز تبادل المعلومات للتصدي للعمليات الإرهابية، ومنع انتقال الإرهابيين عبر أراضي الدول المختلفة.
واستعرض الكاتب ما تم الاتفاق عليه من تنسيق كامل في الملفات الإقليمية والدولية بما يحقق الأمن القومي للبلدين الصديقين، بشأن عدم جدوي القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وفيما يخص سوريا فقد أطلع بوتين الرئيس السيسي علي نتائج مباحثاته أمس مع الرئيس السوري الأسد، واتفق الزعيمان علي دعم مسار المفاوضات للوصول إلي حل سياسي شامل، وحول ملف ليبيا كان الاتفاق علي دعم الجهد المصري والدولي للوصول لحل سياسي شامل وسرعة إجراء الانتخابات ودعم الجيش الليبي.
أما الكاتب عبد الرازق توفيق، فتناول في مقاله بصحيفة "الجمهورية"، آخر المستجدات بشأن القرار الأمريكي بنقل سفارتهم في إسرائيل إلى القدس، والموقف المصري تجاهه ووصفه بالعبقري لعدم اعتماده على العواطف والانفعالات، بقدر ما اعتمد علي العقلانية والعمل السياسي والدبلوماسي لنزع فتيل الاشتعال في المنطقة سواء في إطار التحرك الدولي مع القوي الفاعلة التي تتمسك بقرارات الشرعية الدولية أو العمل إلي جانب الفلسطينيين والسعي لتوحيدهم.
واعتبر الكاتب أن القمة المصرية- الروسية جاءت تتويجاً للسياسة الخارجية المصرية في العمل مع القوي الدولية من أجل مصالح الشعوب والتنمية والسلام في إطار الاحترام المتبادل والندية والاحتياج المتبادل، وعدم التدخل في شئون الدول وإرادة شعوبها، أو محاولة النيل من استقلال قرارها الوطني أو الخروج عن القرارات والمواثيق والقوانين الدولية. وتأكيداً لدور مصر في ترسيخ الحل السياسي لأزمات ومشاكل وقضايا العالم.
وتناول الكاتب المحكات المختلفة التي أدت إلى قوة ومتانة العلاقات المصرية الروسية، لافتاً إلى كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال المؤتمر الصحفي وتوقيع اتفاقية إقامة محطة الضبعة النووية، بالإعلان عن مجالات كثيرة للتعاون المصري ــ الروسي لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين أبرزها التصنيع المشترك والأمن الغذائي وتعزيز التبادل التجاري وجذب الاستثمارات الروسية من خلال إقامة منطقة صناعية روسية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس في إطار تحالف استراتيجي مع موسكو.
وانتقل الكاتب لتأكيد طرح أن القضية الفلسطينية دائماً في قلب وعقل مصر، وهناك تمسك مصري بقرارات الشرعية الدولية وقوانينها، خاصة الوضعية القانونية للقدس في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة، محذراً من تقويض فرص السلام في الشرق الأوسط ما يغذي الإرهاب، في حالة عدم الوصول إلى حل الدولتين.
أما الكاتب مكرم محمد أحمد، في مقاله بصحيفة "الأهرام"، تحت عنوان "جماعة الإخوان وقرار القدس" ، فقد قال " إن جماعة الأخوان تتصور أن القرار الأمريكي الأحادي الجانب الذي رفضه العالم أجع بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلي القدس يمكن أن يشكل لها مخرجا مهما من أزمتها الراهنة يساعدها علي خداع الرأي العام عربي والإسلامي ويعطيها شهادة ميلاد جديدة بأن تجول وتصول مرة أخري باسم القضية الفلسطينية ، تدعو إلي ضرب المصالح امريكية وإحراق السفارات الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة وتنشر الفوضي من جديد في العواصم العربية.
وأكد الكاتب أن المصريين اكتشفوا أبعاد وجه الجماعة القبيح عندما تسيطر على مفاصل الدولة وتعمل على إقصاء الجميع بقسوة بالغة كي تنفرد بالسلطة.
وعدد الكاتب مظاهر قبح جماعة الإخوان الإرهابية ، فأشار إلي شنها الحرب على القضاء، ابتداء من المحاكم الابتدائية، التي تم إغلاقها بالجنازير، إلى المحكمة الدستورية العليا، التي تم حصارها، وحرق جميع أقسام الشرطة ونهب محتوياتها كي يسيطر الهلع على الناس ويغيب الأمن وتشن حربها على القوات المسلحة، تستعين على ذلك بجماعات الإرهاب القاعدة أو داعش لا فرق.
وقال الكاتب " إن الجماعة لم تتعلم شيئاً من أزمتها الراهنة عندما دعت بالفعل، عقب قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، إلى إشعال الحرائق في كل مكان، وتدمير المصالح المصرية والأجنبية وتمزيق القوات المسلحة، واعتبارها العدو الأول الذي يتحتم تشويهه والتشهير به وكيل الاتهامات الجزافية له، رغم الإنجازات الضخمة التي يحققها الجيش لمصلحة شعبه في مجالات التنمية المختلفة، فضلاً عن معركته الكبرى ضد جماعات الإرهاب وأولها جماعة الإخوان".
وفسر الكاتب أهداف الجماعة إلى إضعاف الدولة المصرية وإضعاف الروح المعنوية لقواتها المسلحة، وتفكيك الجبهة الداخلية وإحباط المصريين في فترة يحتاج فيها المصريون إلى تعزيز وحدتهم وتحقيق المزيد من التضامن العربي، وشد أزر القوات المسلحة كي تنهض بمهامها.
وخلص الكاتب إلى أنه في ظل إدانة العالم بكامله قرار الرئيس ترامب ويرفضه تصبح المهمة الأولى لمصر والعرب الحفاظ على هذا التأييد العالمي، وهزيمة القرار الأمريكي داخل مجلس الأمن، وإثبات أنه قرار منعدم، لا ينتج أثرا،ً وليس كما تطالب جماعة الإخوان بنشر العنف وإعادة الروح إلى جماعات الإرهاب، بعد أن كادت تلفظ أنفاسها، ومن ثم فإن كل الدعاوى تهدف إلى إحياء العنف والإرهاب تحت شعارات المقاومة، وهى دعاوى خبيثة تهدف إلى خفض هذا التأييد الواسع الذي يحظى به العرب في قضية القدس، الذي يكاد يشمل العالم أجمع.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر