أبوظبي - بترا
خلال يومين من الحوار والنقاش حول موضوعين مهمين لقطاع التعليم هما الجودة والسعادة في التعليم، ضمن فعاليات مؤتمر جائزة خليفة التربوية الدولي، الذي كان ملتقى تربوياً مميزاً ومنبراً لتبادل الخبرات التربوية، كانت هناك نقاشات عدة مطروحة، وكان أكثرها إلحاحاً هو موضوع: مَن سيسعد المعلم؟
وكما هو متوقع فقد كان الجميع مع تكريم المعلم بمنحه مميزات خاصة، وبتوفير الظروف والإمكانات التي تعزز المكانة الاجتماعية للمعلم وتزيد من الرفاهية الاجتماعية والاقتصادية له في المجتمع. فهذا هو أقل ما يستحقه المعلم، وكذلك لمواجهة ظاهرة سلبية يتبناها للأسف الشديد الكثير من الناس الذين يحلو لهم التذمّر والتشكّي وذٍكر الجوانب السلبية لما يحصل عليه المعلم من تقدير مادي أو معنوي، وهم بذلك ينفّرون الآخرين من الانخراط أو التفكير في مهنة التعليم، متناسين أنهم بذلك يكونون مشاركين في التقليل من شأن المعلم ومهنة التعليم، ومتجاهلين الجميل الذي قدمه لهم معلموهم.
إن الرسائل السلبية المستمرة والتندر والسخرية والاستهزاء بمهنة التعليم، ووصفها بما لا يليق بها، هي محاولة للتأثير في أهم عنصرين في منظومة التعليم هما المعلم والمتعلم، فهي تسهم بشكل أو بآخر في بث التذمّر وعدم الرضا، ما يؤدي إلى التعرض لخطر قلة عدد الملتحقين بمهنة التعليم.
فالمعلم إذا أصابته عدوى السلبية والتعاسة فإن التأثير لن يتوقف عند انخفاض مستوى أداء موظف فحسب، بل يتجاوز ذلك إلى التأثير السلبي في نفسيات وشخصيات الأجيال، وبالتالي في مستقبل مجتمعهم ووطنهم، لأن المعلم هو حجر الأساس، وهو من ينشر السعادة في المجتمع بكل ما يقوم به من عطاء ورعاية وتوجيه وحب واهتمام بأبنائه الطلبة.
وبالمثل فإن المتعلم إذا تأثر بما يُقال عن المعلم ومهنته عندها تتسرب السلبية إليه، فيقل الاهتمام ويتأثر الاحترام، وبالتالي تقل الرغبة في استقباله لأي معلومة أو توجيه أو نصيحة، فلا تعد هناك جدوى من الجهود التي تُبذل والأموال التي تُنفق.
فكما أن التعليم هو حق لكل فرد، فواجب على جميع أفراد المجتمع دعمه والمشاركة فيه وفي تنفيذه بما يليق بطموحاتنا وآمالنا، وللأمانة فإن هناك جهوداً كبيرة تُبذل في هذا الخصوص، لكن الآمال والطموحات دائماً أكثر وأكبر.
فالتعليم هو السعادة، والمعلمون هم أصحاب السعادة، فهم من يُخرجون الأجيال التي تبني وتعمّر الأوطان وتحقق السعادة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر