صنعاء ـ اليمن اليوم
دخلت الحرب في اليمن، عامها الرابع وبالرغم من أن البلد يواجه واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، إلا أن مراقبين يرون أنه لم يحظ باهتمام كاف في وسائل الإعلام. تحدثت مع فنانة يمنية شابة اختارت أن تجسد معاناة بلدها على الجدران.
أطلقت هيفاء سبيع اسم "ضحايا صامتون" على حملتها، التي بدأت منذ أغسطس/ آب الماضي في شوارع العاصمة صنعاء، للتعبير عن معاناة الأطفال الذين ولد بعضهم على مشاهد الدمار وأصوات القصف، إضافة إلى إعطاء صوت للنساء بشكل خاص، على حد قولها إذ أنهم لا يستطعن التعبير عن مشكلاتهن ومعاناتهن اليومية في ذلك البلد المحافظ.
وتقول هيفاء لبي بي سي عبر الهاتف "اليمنيات اعتدن الحياة في ظل الحرب رغم قسوتها الشديدة لكن همهن الأكبر هو التفكير في كيفية الحصول على لقمة العيش".
وتضيف "مطلوب من النساء في اليمن أن يكن امرأة في المنزل ورجلا في الشارع، ورغم ذلك هناك دائما من يحاول جعل المرأة لا تسمع ولا ترى، وهناك من يحاول إسكاتها لكن العقبة الرئيسية هي أن ترضخ لهذه الأصوات في النهاية".
وهذه ليست المرة الأولى التي ترسم فيها هيفاء على الجدران، حيث شاركت في حملتين سابقتين في صنعاء أحدهما حازت على اهتمام كبير نظرا لتناولها قضية الاختفاء القسري وكانت بعنوان "الجدران تتذكر وجوههم".
وقالت هيفاء "حاولوا منعي وأخذوا أدواتي وتسببت حملتي عن الاختفاء القسري في تعرضي للتهديد، لكنني لا أيأس ويدعمني المواطنون اليمنيون أينما ذهبت".
"الجدران تتذكر وجوههم"
وتضم الحملة سبع جداريات ومن بين الرسومات جدارية باسم "تجنيد الأطفال" و"جنسيتي نازحة"، التي تروي من خلالها معاناة النازحات والصعوبات التي تواجههن، كما تناولت أيضا قضايا أخرى كالألغام الأرضية، والاختفاء القسري، والصعوبات التي تواجه الأطفال في رحلتهم اليومية لمدارسهم.
"حتى المنشآت التعليمية أصبحت مستهدفة بالقصف وكذلك بتحويلها من قبل بعض أطراف الصراع إلى ثكنات عسكرية"، على حد وصف الرسامة اليمنية.
وتحكي عن الأطفال في عائلتها قائلة "أطفالنا ليسوا بمنأى عن الحرب، فهم يعيشونها يوما بيوم، وفي كل ثانية..في منزلنا الأطفال يرتعدون من صوت المكنسة أو الخلاط الكهربائي لإنهم يتخيلون أن هناك قصفا".
وتضيف الكثير يشجعونني والبعض ضد ما أقوم به من ضمنهم "سلطة الأمر الواقع في صنعاء"، على حد تعبيرها في إشارة إلى الحوثيين. وقالت "تم طمس إحدى جدارياتي التي رسمت فيها عن معاناة أهالي المعتقلين والمختفين قسريا وتم تهديدي لاحقا بأن لا أرسم عن هذا النوع من القضايا".
وتقول هيفاء إنها ترسم منذ صغرها وإن لم يتسن لها دراسة الفن لعدم وجود هذا التخصص في الجامعات اليمنية، وعن توافر الأدوات سارعت قائلة أدفع ثمن الألوان وجميع الأدوات "دون دعم من أي طرف، البعض عرض الدعم لكن بشرط أن تكون الحملة موجهة وهذا ما أرفض تماما".
وعن أحلامها في المستقبل، تقول إنها تحلم بالسلام، وأن تتمكن في يوم من الأيام من مشاركة عدد من الفنانين في مشروع رسم لإعادة إعمار اليمن بعد "أن تنتهي الحرب التي تبدو بلا نهاية ويدفع ثمنها المواطن اليمني ولا يستفيد منها سوى تجار الحروب."
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر