آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

طفلة سورية تروي قصتها ومعاناتها بعد فقدان ساقها اليمنى

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- طفلة سورية تروي قصتها ومعاناتها بعد فقدان ساقها اليمنى

الطفلة ماجدة
دمشق _ اليمن اليوم

فقد عشرات الآلاف من أطفال سورية أطرافهم خلال غارات جوية طالت مدينة حلب، بحسب الأمم المتحدة. والطفلة ماجدة واحدة من هؤلاء الأطفال، تمكنت بفضل ساق صناعية بدء حياة جديدة في غازي عنتاب. وكانت ماجدة لا تزال في ربيعها الخامس، عندما انفجر برميل متفجر ذهب بساقها اليمنى. ولا تزال ماجدة تتذكر يوم الهجوم، رغم أنها غالبًا ما تتمنى أن لا يكون قد حدث ذلك. وأضافت "كنا داخل شاحنة صغيرة مع عشرة أشخاص آخرين، فجأة أطلقت علينا طائرة البراميل المتفجرة ، ثم احترق كل شيء، وتحول إلى اللون الأسود".

 حدث هذا في شباط / فبراير عام 2013، عندما فرت ماجدة ووالداها وأشقاؤها الأربعة من شرق حلب المحاصرة. وتتذكر أم ماجدة لحظة استرجاع وعيها بعد الهجوم: "عندما عدت إلى وعي بعد الهجوم، رأيت ماجدة ملقاة على الأرض، وقد اختفت ساقها". وتضيف أم ماجدة: " لقد كانت هناك جثث في كل مكان، جثث متفحمة، كان المشهد كما لو أنه الجحيم". وقد نُقلت ماجدة إلى مستشفى ميداني، وتعين بتر ساقها على الفور.

وتمكنت العائلة في النهاية من الفرار إلى تركيا. وهم يعيشون حالياً في غازي عنتاب، على بعد حوالي 60 كيلومتراً من الحدود السورية. واستقبلت هذه المدينة نصف مليون سوري، إما في مراكز إيواء اللاجئين خارج المدينة أو وسطه مثل عائلة ماجدة. في الشقة الصغيرة لا شيء يذكر بالوطن، إذ لا توجد صور، ولا تذكارات عن الحياة القديمة، فقط الذكريات. وتقول ماجدة: "عندما خرجنا من المستشفى، كان هناك الكثير من الجثث في الفناء، إحدى الجثث لم تكن مغطاة". أختي أغمضت عينيها، ولكن أنا لم أفعل، وتمنيت لو أنني لم أشاهد ذلك، ومن يومها لا أستطيع أن أنسى تلك الصورة أبداً".

ووفقاً لتقارير صادرة من الأمم المتحدة، يعاني 1.5 مليون شخص من إعاقة نتيجة الحرب السورية. أكثر من 80 ألف منهم بترت أطرافهم، كما أن العديد من بينهم هم أطفال مثل ماجدة. وتتحدث منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) عن "جيل كامل يعاني من ضرر بدني ونفسي".

ماجدة تستطيع المشي مجدداً:

 اليوم تبلغ ماجدة عشر سنوات من عمرها وتعلمت المشي من جديد بمساعدة طرف صناعي وكثير من التمارين. وتقول إنها سعيدة لأنها تمتلك الساق الصناعية، لكن الحياة اليومية عن طريق المشي بالقدم الصناعية غالباً ما تكون معقدة، كما تقول: "في حين يستيقظ الأطفال الآخرون في الصباح ويقفزون من السرير ويرتدون ملابسهم ويأخذون حقائبهم ويذهبون إلى المدرسة، أستغرق أنا دائمًا ساعة للوصول إلى ساقي، وأحيانًا تساعدني أمي في ذلك".

وكل بضعة أشهر، يجب أن تذهب ماجدة إلى العيادة الصغيرة التي بناها الأطباء والمعالجون السوريون في غازي عنتاب. هنا يحصل المرضى المعاقون جراء الحرب على أذرع أو سيقان صناعية. ويمول "مركز ويل ستيبس لإعادة التأهيل" عن طريق التبرعات، ومن الاتحاد الأوروبي. لا تشعر ماجدة بالراحة عند فحص ساقها. ولحسن حظها لم تضطر إلى التردد على المركز باستمرار كما في البداية منذ حصولها على الساق الصناعية الجديدة. الندبة، الموجودة على ساقها لا تسبب لها مشكلة، وهذا هو الشيء الأهم. لكن التدريب على الجري مع أخصائي العلاج الطبيعي يشعرها بالمتعة أكثر، إذ تتسلق الدرج، وتمارس تمارين التوازن. تحسنت نفسية الطفلة ماجدة الآن إلى درجة أنها بالكاد تلحظ ساقها الصناعية.

وأنس الصوفي، أخصائي العلاج الطبيعي: "نريد من مرضانا أن يشعروا بالارتياح مع الأطراف الصناعية و يستطيعون القيام بأي شيء في حياتهم اليومية، من دون أي قيود". ويضيف: "ماجدة شجاعة ولديها إرادة قوية، لهذا السبب تعلمت كل شيء بسرعة وتكيفت مع الساق الصناعية بشكل جيد." الأهم بالنسبة لأخصائي العلاج الطبيعي المشرف على حالة ماجدة، أنس الصوفي أن تنظر ماجدة للأعلى، وليس إلى الأسفل، ويقول :"لا ينبغي لها أن تفكر في ساقها". تتوفر العيادة على ورشة عمل خاصة بها، ويحتاج الفريق إلى يوم أو يومين لعمل ساق اصطناعية واحدة. ويتم توفير المكونات الأساسية مثل القدم والمفاصل من قبل شركة ألمانية.

و بعد ذلك تُجمع الأطراف الصناعية وتُعدل على حسب المقاسات في غازي عنتاب، ويقول مصطفى الخطيب، الأخصائي في صناعة الأطراف الصناعية، والذي كان يعمل ممرضًا في سورية قبل الحرب أنه في الشهر الواحد يحصل حوالي 15 مريضاً على أطراف اصطناعية جديدة. ويضيف:" العيادة يمكنها خدمة المزيد من المرضى، ولكن تركيا أغلقت الحدود مع سوريا في أوائل عام 2016، ومنذ ذلك الحين لم يعد يقصدنا الكثير".

على ماجدة الذهاب إلى موعد آخر مع ولاء حمزة، الأخصائية النفسية المعالجة التي تعالج جروحاً لا يراها أحد. ماجدة تتردد عليها منذ سنوات. أحيانا تقومان بالرسم معا، أو تعجنان، كما تفعلان اليوم. تحاول ولاء، القادمة أيضًا من سورية، أن تكتشف من خلال الحديث، كيف غيرت الحرب نفسية كل من ماجدة والأطفال الآخرين. وتقول: "أحيانًا يكون الأطفال عدوانيين وغاضبين".

وتابع الاخصائية النفسية: "كثيرون يعانون من كوابيس سيئة، وأحياناً تظهر صدمتهم في طريقة لعبهم، إذ يعيدون تمثيل مشاهد من الحرب". الأطراف الصناعية سهلت الحياة اليومية للعديد من الأطفال الآخرين مثل ماجدة، والتي تكمل تعليمها حالياً في الصف الرابع بأحد المدارس التركية الرسمية. وتقول ماجدة إن مادة الرياضيات هي مادتها المفضلة، وترغب أن تصبح طبيبة في المستقبل. غير أن الأطفال الآخرين غالبًا ما يبتعدون عنها فور سماعهم عن ساقهم. تقول ماجدة: "عندما لم يكن الأطفال في المدرسة يعرفون عن ساقي، كانوا لطفين معي، ولكن عندما أدركوا ما بي، لم يرغبوا في اللعب معي بعد الآن. ليس الأطفال فقط، وإنما الكبار أيضاً أصبحوا غريبين، إذ تعاملني معلمتي بحذر شديد، ومعاملتهم هذه لي تذكرني بأمر ساقي، عندما أنسى".

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طفلة سورية تروي قصتها ومعاناتها بعد فقدان ساقها اليمنى طفلة سورية تروي قصتها ومعاناتها بعد فقدان ساقها اليمنى



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي

GMT 01:57 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حنان ترك تظهر في عيد ميلاد توأم زينة وتخطف الأضواء

GMT 15:40 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

دينا راغب بإطلالة فرعونية تتخطى 150 ألف دولار

GMT 03:21 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تستعمل الأغاني بدلًا من أصوات المحركات المزعجة

GMT 21:31 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تحدث ميزات جديدة للمستخدمين في15 دولة العالم العربي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen