وصلت إيفانكا ترامب، ابنة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى كوريا الجنوبية الجمعة، إذ التقت الرئيس مون جاي، لتناول العشاء قبل عطلة نهاية الأسبوع التي ستقضيها في تشجيع فريق الولايات المتحدة في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في الدولة الجنوبية، لكن وصول إيفانكا إلى البلاد هو مناورة متعمدة لكوريا الشمالية، بعد أن أرسل كيم جونغ أون زعيم كوريا الشمالية، شقيقته كيم يو جونغ إلى مراسم افتتاح دورة الألعاب الشتوية مع وفد مكون من 100 من المشجعين.
ومن المثير للاهتمام أن الكثير يشيرون إلى أن يو جونغ إلى أنه "إيفانكا كوريا الشمالية"، ولكن يوم الخميس انتقدتها مايك بنس نائب الرئيس الأميركي، في هجوم صارخ ضد شقيقها ونظام بلدها "القاتل" ووصفه بأنه "الدعامة المركزية لأكثر نظام استبدادي وقمعي على كوكب الأرض".
ويمكن أن تلتقي إيفانكا أحد أتباع كيم الأحد، وستشاهد الحفلة الختامية الأحد إلى جانب كيم يونغ تشول، رئيس مكتب الاستخبارات الوطنية في كوريا الشمالية.
وعندما وصلت إلى كوريا الجنوبية، غرد والدها الرئيس دونالد ترامب، عبر "تويتر" وأكد دعمه لرحلتها، وأشاد بأنها "أفضل وأذكى شخص لتمثيل بلدنا".
من جانبه، قال مون إنه سيثير مسألة المحادثات المباشرة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية خلال عشائه مع إيفانكا، على الرغم من أن المسؤولين قالوا إنه من غير المحتمل أن تجتمع مع وفد الشمال في نهاية هذا الأسبوع، وخلال حفلة العشاء، ارتدت إيفانكا فستانا أسود مثل السيدة الكورية الأولى كيم جونغ سوك، وظهرت أمام الزوجين في ثوب بطول الركبة بأكمام ثلاثة أرباع وخط عند عنق، وفي الوقت نفسه ارتدت كيم، فستانا مماثلا مع أكمام طويلة، وحذاء باللون البنفسجي.
وتم إعداد قائمة الطعام لتتناسب مع معايير جيرارد كوشير، حيث العقيدة اليهودية الأرثوذكسية وكذلك لإيفانكا، وكانت المقبلات مكونة من جذور اللوتس والسلطة الكمثرى والعناب والعصيدة، واللحم المشوي، بجانب الفاصوبيا، وكانت الحلوى مكونة من 3 نكهات وهي الفراولة، ومن ثم الشاي الحمضي والذي قدم مع البرسيمون المجفف والجوز المقلي.
وكان النبيذ الأحمر من نابا فالي في أميركا في إشارة إلى رمز العلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، بينما كان النبيذ الأبيض من مقاطعة تشونغبوك في كوريا الشمالية.
وتستعد إيفانكا السبت لتشجيع فريق الولايات المتحدة في اليوم الأخير للمسابقة، قبل قيادتها للوفد الأميركي في حفلة الاختتام الأحد، لكن وجودها في البلاد ربما يبرز في الواقع التوتر المتزايد بين العديد من الرياضيين في فريق الولايات المتحدة والدها ترامب، ولا تعقد إيفانكا اجتماعات رسمية مع أي من المنافسين في البلاد خلال وجودها في كوريا الجنوبية، ورفض المتزلج آدم ريبون في وقت سابق الاجتماع مع نائب الرئيس بنس، وقال إنه لن يحضر حفلة ترامب في الأبيض البيت لفريق الولايات المتحدة، موضحا "ليس لديّ أي رغبة في الذهاب إلى البيت الأبيض، ولكنني أود أن أفعل شيئا لمساعدة مجتمعي"، وانتقد موقف البيت الأبيض من المثليين جنسيا.
وأثار فستان إيفانكا إعجاب وسائل الإعلام الكورية لكنه وضعها في مقارنة مع يوم جونغ، نظرا لتشابه الملابس، وقالت إيفانكا للصحافيين لدى وصولها إلى مطار أنشيون "إنها متحمسة لحضور دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2018، والهتاف لفريق الولايات المتحدة".
وستصل تشول إلى كوريا الجنوبية الأحد، ومن المقرر أن تبقى 3 أيام بعد ذلك، حيث ستجري محادثات مع مون والذي يأمل في أن تكون دورة الألعاب الأولمبية سببا للسلام في شبه الجزيرة الكورية المقسمة، ولكن في حين يبدو أن المسابقة مهدت الطريق للتقارب المحتمل بين الكوريتين، إلا أن المسؤولين الأميركيين وكوريا الشمالية لم يتصلوا بعد.
ووصلت العلاقات بين الشمال والولايات المتحدة إلى أدنى مستوى لها خلال عام 2017 بعد أن اختبر كيم عددا قياسيا من الصواريخ الباليستية بما في ذلك الصواريخ التي يمكن أن تمتد على نطاق واسع إلى الولايات المتحدة بأكملها، شارك دونالد ترامب بشكل متكرر في حرب كلامية مع كيم، خاصة في نقطة المفاخرة بأن زره النووي كان "أكبر" من زر كيم، كما هدد بنشر الغضب الذي لم يسبق له مثيل في العالم حال هاجم كيم الولايات المتحدة أو حلفاءها، وأخبر الأمم المتحدة بأنه سيدمر كليا كوريا الشمالية إذا اندلعت الحرب في المنطقة، وفي المقابل، وصف كيم ترامب بأنه مختل عقليا، وتعهد بمواصلة اختبار الصواريخ قبل إعلان البرنامج النووي في الشمال.
في منتصف الزعيمين المتحاربين، يقع مون الذي يحاول لعب دور صانع السلام، وكثيرا ما يوحي بأن أميركا ستحتاج إلى إذنه قبل بدء الحرب على جارته الشمالية، وهو ادعاء نفته الولايات المتحدة رفضته رفضا قاطعا.
واستخدمت كوريا الشمالية دورة الألعاب الأولمبية كفرصة لشنّ هجوم ساحر، وبعثت بفرقة من المشجّعين، وسمحت لمتزلجي الجليد للتنافس تحت العلم الكوري الموحد مع نظرائهم من الجنوب.
وشوهدت إيفانكا وهي تغادر منزلها في العاصمة واشنطن متوجهة إلى المطار الخميس، وهي ترتدي معطفا باللونين الأزرق والأبيض، وحذاء ذا كعب باللون الأزرق الداكن ذا رباط عند الكاحل، أما شعرها كان مموجا دون ربطات، لتبتعد عن تسريحات الشعر الكلاسيكية التي تعتمدها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر