أكدت كيمبرلي تايلو، التي تبلغ 27 عامًا، التي غادرت المملكة المتحدة العام الماضي للانضمام لوحدات الإناث العسكرية، أنها مستعدة لبذل حياتها من أجل إنهاء التطرف، تطلق على نفسها "الثورية" بلاكبيرن، هي أول امرأة بريطانية تسافر إلى سورية للمشاركة في القتال ضد "داعش"، غادرت إلي سورية للانضمام لوحدات حماية الشعب "YPG" التابعة للجيش في كردستان سورية، في آذار/مارس الماضي.
المعروفة باسم" كيمي" وأيضا باسم" زيلان ديلمار"، قالت لصحيفة الغارديان أنها أمضت 11 شهرًا في تعلم الكردية ودراسة السياسات الإقليمية، والأسلحة وتكتيكات القتال في أكاديمية عسكرية تابعة لقوات حماية الشعب، قالت إنها سافرت إلى خط المواجهة في سورية في تشرين الأول وشاركت في الزحف نحو الرقة، العاصمة الفعلية لداعش وساحة المعركة حيث قاتلت الجماعة ضد القوات التحالف السورية الديمقراطية.
في حوار لها عبر الهاتف من القاعدة الأمامية التي تقع على بعد 19 ميلا من الرقة قالت إنها على استعداد تام لبذل حياتها لمحاربة التطرف المتمثل في "داعش"، وأضافت أن ذلك من أجل العالم كله، من أجل الإنسانية وجميع الشعوب المضطهدة في كل مكان، إنها ليست تقاتل من أجل قتل واغتصاب "داعش" فقط، بل بسبب التعذيب العقلي والبدني المنتظم بشكل لا يمكننا تصوره.
أشارت أيضا إلي صديقتها التي وقعت في أسر "داعش" العام الماضي والتي تمثل الدافع الشخصي لها للقيام بذلك، كانت من عائلة موالية للأسد وكتب شقيقتها البالغة من العمر ثماني أعوام على الجدار:" بدون قائدنا، لا توجد حياة "، وقالت إنها فعلت ذلك احتجاجا على داعش، أخذوها إلى مبنى ودهسوها بالسيارة مرارًا وتكرارًا.
تربت تايلور، التي تتحدث بلكنة لانكشايرية، في داروين، بالقرب من بلاكبيرن، انتقلت مع العائلة إلى ليفربول في سن المراهقة. درست الرياضيات في جامعة ليفربول قبل أن تقضي عشرينياتها في التقل عبر العالم تتنقل أينما يمكن السفر، دائما وحدها، قالت إنها سافرت كثيرا إلي جميع أنحاء أفريقيا وأميركا الجنوبية وأوروبا، وانخرطت في النشاط السياسي ككاتبة للمجلات اليسارية ومواقع الانترنت.
بدأت رحلتها إلى سورية خلال زيارة قام بها قبل 18 شهرا لعمل تقرير لأحد اصدقائها لموقع إنساني، في الذكرى السنوية الأولى لمجزرة سنجار اب/أغسطس 2014، وخلالها تلك الرحلة خطفت داعش واسترقت 5000 سيدة وطفل ايزيديين وذبحوا العديد من الرجال والفتيان، لقد مزقت من أوضاع اللاجئين في سورية وجنوب العراق يعيشون تحت مظلة نقص الغذاء والدواء والمأوى، من الصعب لأي إنسان أن يحتمل، أتذكر الشعور بالذنب والإحباط عندما رأيت أمهات يحملوا أسلحتهم، وأطفالهن تجاهي، ورجوني أن أخذ الطفل لحياة أفضل.
وأوضحت أنها قررت العودة إلى المنطقة للمساعدة في مكافحة داعش بعد أن تحدثت إلى رجال ايزيديين رفضوا المغادرة لأن الدواعش يحتجزون ابنتيه، في تلك اللحظة، وأنا قطعت وعدا على نفسي بأنني سوف أكرس حياتي لمساعدة هؤلاء الناس.
عادت إلى إنكلترا لبضعة أشهر قبل أن تنتقل إلى السويد لدراسة العلوم السياسية في جامعة ستوكهولم، ثم، في آذارمارس من العام الماضي، سافرت إلى كردستان السورية، المنطقة التي تتمتع بالحكم الذاتي في شمال سورية وقلب الشتات الكردي في البلاد، لتقديم تقريرا عن الحركة النسائية الناشئة لصحيفة اشتراكية سويدية.
أحبت تلك الأيديولوجية النسوية - المناهضة للرأسمالية – التي تبرز في المنطقة، وقررت ترك دراستها والبقاء. تلك الأيديولوجية يسمونها "كونفيدرالية ديمقراطية".
بداوا كفاحهم متأثرين بفكر عبد الله أوجلان، الزعيم المسجون لحزب العمال الكردستاني المحظور "PKK" في تركيا، المعروف لأتباعه بآبو، أو عم باللهجة الكردية الشمالية الكورمانجية، بدأ الأكراد من كردستان السورية بحلول عام 2011 متأثرين أيضا بالربيع العربي، من أجل تقرير المصير. وأعلنت الحكم الذاتي بصورة رسمية في تشرين الثاني عام 2013. تعد المرأة في قلب رؤية عبد الله أوجلان.
سمح الفراغ السياسي الناجم عن الفوضى في سورية لهذه التجربة أن تزدهر، على عكس محاولات مماثلة في جنوب شرق تركيا، والتي تم سحقها من قبل الدولة التركية، وقد تم إنشاء مجالس الشعب والمجالس التعاونية، على أسس المشاركة بين الرجل والمرأة في السلطة على كل المستويات، تم تعيين النساء أيضا في وحدة حماية الشعب النسوي ونفذت نسبة كبيرة من العمليات القتالية ضد داعش منذ إعلان الخلافة عام 2014.
تري تايلور أن هذا هو الترياق للمجتمع الرأسمالي الذي يحركه الغرب، في أوروبا الجميع مكتئب أو لديه مشاكل مالية أو يفتقد لفرصة عمل، الحياة تفقد معناها بسبب النظام الرأسمالي، لكن كردستان السورية هو مثال للعالم أجمع يمكنهم السير على خطاه، عندما وصلت لأول مرة فكرت: "يجب أن أكون هنا، ولابد لي من معرفة كل شيء وأكون جزءا منه".
الوظيفة الأساسية لتايلور هي تسجيل عمليات الميليشيا، وكتابة التقارير عن ساحة المعركة والتقاط الصور والفيديو، ومع ذلك، تقول أن مهمتها ليست سهلة دائما في منطقة الحرب، وتشير بأن ذلك ليس بالامر السهل لانها تضر للمحاربة وهي في خضم الحرب، وتضيف "في الواقع معظم الوقت لا أفعل أي أشرطة فيديو على الإطلاق، ولكن أقوم بالقتال مع الوحدة عندما نتعرض لهجوم".
لم تخبر تايلور أهلها أنها كانت في طريقها إلى الحرب حتى وصلت، فقال والدها "أنا مستاء من نوايا "كيمي" للانضمام الى الجيش وقلق جدا على سلامتها، واضاف "لكنني لا استطيع ان اطلب منها عدم اتباع معتقداتها وافكارها، فذلك بمثابة أن اطلب منها قطع ذراعها. انها تريد أن تغير العالم. العالم المتقلب والمنقسم على نفسه، انها حقا واحدة في المليون من هؤلاء الصادقين الحالمين، وأنا فخور جدا بها.
المقاتلين الأجانب المشاركين في القتال ضد "داعش" كيمبرلي تايلور هي واحدة من ما يقدر ب 50-80 مواطن بريطاني سافروا إلى سورية أو العراق للقتال ضد داعش، منذ وصول الموجة الأولى في خريف عام 2014. ينضمون إما لوحدات الحماية الشعبية في شمال سورية، أو البيشمركة الكردية في كردستان العراق، ومع ذلك، على عكس وحدات الحماية الشعبية لا تقبل البيشمركة إلا الجنود المؤهلين سابقا وعموما لا تسمح للمتطوعين الدوليين بالقرب من خط المواجهة، هناك ما بين 800 و 1000 متطوع أجنبي انضم إلى الحرب ضد "داعش"، من كندا إلي كوريا، وسلوفاكيا إلى إسبانيا.
منهم 27 من المتطوعين الدوليين قتلوا حتى الآن، وهذا لا يشمل عدة آلاف من الأكراد الأتراك والإيرانيين الذين لقوا حتفهم أيضا، بما في ذلك ثمانية أميركيين وأربعة أستراليين، وأربعة ألمان، كنديان وثلاثة بريطانيين. ويشمل أيضًا إمرأة واحدة، تبلغ من العمر 19 عامًا ألمانية اسمه ايفانا هوفمان، توفيت في آذار/مارس 2015 .
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر