رغم العادات والتقاليد الاجتماعية المعيقة لمشاركة المرأة في المجتمع، والمانعة لها من تحقيق أي تقدّم، تسجّل المرأة الشبوانية حضورها الإيجابي في إدارة الأعمال والمشاريع، وهو مؤشّر واضح لبروز المرأة المثقفة القادرة على بناء المجتمع وتأسيس جذور السلام.
هيام القرموشي امرأة يمنية من محافظة شبوة، كسرت القيود الاجتماعية، وعملت على إدارة كثير من المبادرات المجتمعية، واستطاعت تحقيق حلمها، لتصبح من صناع القرار في المكتب التنفيذي للسلطة المحلية بمحافظة شبوة، وليصبح لها حضور واسع في كثير من الفعاليات الثقافية والفنية والفكرية على المستويين المحلّي والإقليمي.
الانطلاقة
تقول القرموشي: “بدأت بالسلك التربوي معلمةً ثم مديرة لمدرسة. بعدها شاركت في مؤتمر الحوار الوطني اليمني الشامل 2013-2014، وبعدها عُيّنت رئيسًا للجنة الوطنية للمرأة بالمحافظة، وأعمل مدربةً في مجال النزاعات وفي إدارة المبادرات والمشاريع المجتمعية”، وتضيف قائلة: “طبعًا في كل مرحلة من هذه المراحل هناك صعوبات في مجال العمل، بعضها إدارية واعتيادية، وبعضها بسبب الظرف السياسي للبلد، وبعضها بسبب الأمزجة المختلفة التي تتعاقب على إدارة مؤسّسات الدولة”. وتردف: “يستطيع الشخص تجاوز كلّ الصعوبات بالعمل والجد والصبر، وكلما أحبّ الشخص عمله وحاول أن يثبت نفسه، فسيستطيع تحقيق أهدافه”.
ويقول وكيل محافظة شبوة فهد الطوسلي: “الأستاذة هيام القرموشي هي مثال للمرأة الشبوانية المثقفة والناشطة التي حققت نجاحًا في ميادين العمل بهمّة ونشاط ومثابرة، ولها إسهامات كثيرة في المحافظة في ميادين العمل النسوي ومنظمات المجتمع المدني، بالإضافة إلى ترؤّسها للجنة الوطنية للمرأة بمحافظة شبوة”.
ويضيف مدير عام مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بمحافظة شبوة علي عمير: “الزميلة الأستاذة هيام القرموشي فرضت نفسها نموذجًا فريدًا لنجاح المرأة الشبوانية، وذلك بإصرارها وصمودها وتحمّلها كل العوائق، وعدم التفاتها للمثبطين ومن يقفون ضدّ نجاح المرأة في مجالات الحياة التي تخص المرأة”.
تحديات في الطريق
تتحدّث القرموشي عن تحديات ومشاركة المرأة في المجتمع الشبواني قائلة: “المجتمع في محافظة شبوة مجتمع له عاداته وتقاليده، ومشاركة المرأة في العمل الإداري والاجتماعي محدودة جدًا. وهذا أول تحدٍّ يواجه أية امرأة في أي عمل إداري، ولست الوحيدة، فقد أكون من ضمن مجموعة تعاني من نظرة المجتمع لعمل المرأة، ومن سبقنني عددهن لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، ومن المفارقات في مجتمعنا أنه يقدّر تقديرًا عاليًا جدًا المرأة العاملة التي تقدّم خدمة للمجتمع، وهذا يعود إلى ثقتها بنفسها، طبعًا مع مرور الزمن أصبح تقبل المجتمع لعمل النساء أفضل بكثير”.
وعن رئاستها للجنة الوطنية للمرأة بمحافظة شبوة تقول: “بالنسبة للجنة الوطنية للمرأة مازال مشروعًا كبيرًا وطموحًا لمساعدة كثير من النساء والفتيات اللاتي تتنوّع معاناتهن بتنوع جغرافيا ومناطق محافظة شبوة، وبحسب ظروفها، وهذا الطموح لم يتم البدء فيه بسبب وضع اللجنة على مستوى البلد؛ إذ لم تستأنف أعمالها منذ بداية الحرب، وهذا يعرقلنا بشكل كبير”.
إقرأ أيضاً حقيقة استهداف أرامكو في جازان
قيادية متميزة
رئيسة فرع اتحاد نساء اليمن بمحافظة شبوة نجيبة محمد شيخ، تشير إلى أن “الأستاذة هيام القرموشي تُعدّ من أهم النساء القياديات المتميزات بالمحافظة، وتُعدّ قدوة لكثير من الشابات المتعلمات بالمحافظة”.
ويقول المهندس أحمد خيران، رئيس منظمة شباب شبوة: “الأستاذة هيام القرموشي نموذج رائع للمرأة الشبوانية، وقد أثبتت حضورها على مستوى المحافظة والبلد بشكل عام، ولها عدد من الإسهامات والأنشطة في خدمة المجتمع، وهي نموذج يدل على نجاح المرأة حينما تُعطى الفرصة، خصوصًا في ظل وجود شخصية واعية ومتعلمة وقادرة على إحداث التغيير الإيجابي في المجتمعات. وتحظى الأستاذة هيام باحترام كبير في أوساط المجتمع، مما يدلّ على أن المجتمع داعم ومشجع لنجاح المرأة، ومدرك أهمية وجودها وحضورها”.
رسالة للنساء
توجّه هيام القرموشي رسالة للنساء تقول فيها: “رسالتي للنساء أن كل امرأة لديها كثير من التحديات، وبالمقابل تملك المرأة القوة لتثبت وجودها، وتستطيع تغيير مجتمعها من داخل أسرتها، فهي مصنع الرجال، وعلى النساء فقط أن يثقن بأنفسهن”، مضيفةً: “دائما أقول إننا لا نريد أن تكون كل النساء قياديات بالمجتمع، ولكن نريد أن تتمتع النساء كلهن بحقوقهن، وأهمها التعليم والصحة، ولن تصل لهن الحقوق من دون أن تطالب بها نساءٌ منهن يتفهّمن احتياجاتهن، ويجب أن يكنّ منهن ليشعرن بمعاناتهن، ولن تجد المرأة معلمة وطبيبة تساعدها وتقدم لها خدمة إذا هي لم تساعد ابنتها أو أختها لإكمال دراستها”. وتختم بالقول: “نتمنى أن تتجاوز المرأة كل العوائق التي تحيط بها، ليتحسن وضع المرأة”.
اليوم في محافظة شبوة تُعدّ هيام القرموشي نموذجًا ومثالًا إيجابيًا للمرأة التي تريد أن تصل إلى مراكز صناعة القرار في المحافظة والدولة اليمنية التي يجب عليها الاهتمام بهذه النماذج المشرفة في الوطن، وأن تسعى إلى تمكين وبناء قدرات المرأة اليمنية، وتذليل الصعوبات أمام مشاركتها في كل المجالات، لتكون عنصرًا فاعلًا ورائدًا في التنمية المستدامة، ولتتبوأ المكانة اللائقة بها، لتكون نموذجًا مشرفًا لريادة المرأة في كلّ المحافل المحلية والإقليمية والدولية.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر