هذا الأسبوع نجري لقاءً مع شادي، الذي يعمل مهندس بترول، وهو أب لآدم ٥ سنوات ويونس ٤ شهور. استطاعت سوبرماما أن تجرى معه مقابلة قصيرة ببنما هو يجري ويلعب مع آدم. سألناه عن كل شيء بخصوص الأبوة.
ما هي أكبر مخاوفك كأب؟
ألا ينجح أحد أبنائي -لا قدر الله- في تحقيق حياة مستقيمة وسعيدة. أو أن يصل لسن الأربعين ويكون أنانيًا أو عديم المسئولية، أو لم يستقل بحياته، أو لازال يعيش معنا في بيت الأسرة.
ما أكثر الجوانب في حياتك التي أحسست أنها تأثرت بإنجابك طفل؟
الحرية أو بالأحرى انعدامها، لأن وقتك لم يعد ملكك.
ما أكثر المهارات التربوية التي تبرع فيها؟
هذا سؤال صعب. أحاول أكون متواجداً لأبنائي طوال الوقت وأشجعهم في كل شئ يقومون به، خاصة مع آدم في الدراسة والرياضة إلخ.
وما هي المهارة التي تحتاج إليها في تربية الأطفال؟
الصبر. في خضم ضغوط الحياة التي نعيشها، أجد أنني أفقد أعصابي بسهولة، مما يؤدي إلى نتائج غير مرضية أو مطلوبة
ما أكثر شئ تعتقد أن زوجتك لا تتفهمه أو لا تقدره في تربية الأطفال؟
لاشئ. أنا وزوجتي متفقين في كل المبادئ تقريبا والحمد لله
كيف تتواصل مع طفليك آدم ويونس؟
من الصعب التواصل مع يونس لأنه ما زال رضيعا. أما بالنسبة لآدم فأحاول قضاء وقت منفرد معه، حتى ولو كان لمجرد أداء الواجب. عندما كان صغيرا كنا نذهب للسباحة في النادي نحن الإثنين فقط في نهاية الأسبوع ثم نتناول الغداء معا
كيف أثر كونك أبًا في علاقاتك المختلفة مع زوجتك وأهلك وأصدقاءك؟
تربية الأولاد تأخذ كل وقتي وللأسف لم يعد لدي وقت للتواصل مع الكثير من أفراد أسرتي أو أصدقائي مما يسبب لي شعورا بالذنب لأنني لا أقضي معهم وقتًا كافيًا.
أما بالنسبة لزوجتي فنحن نجري طوال اليوم وراء طفلينا الإثنين وفي النهاية لا نجد وقتا نقضيه معًا على انفراد. وحتى لو وجدنا ذلك الوقت فنحن عادة ما نكون في قمة التعب لعمل أي شيء. وعلى الرغم من أنني لا أستطيع أن أجد العبارات المناسبة لوصف تأثير ذلك على علاقتنا، إلا أنه من الممكن القول أن حياتنا أصبحت حلقة مفرغة لا تعرف التمييز بين دورنا كزوجين وأبوين.
ما هي أكبر مفاجأة لك كأب؟
لم أتوقع أنه حتى تكون أبًا جيدًا سيتطلب كل هذا المجهود والعمل.
كيف جعل منك أطفالك شخصا أفضل؟
أنا أحاول أن أربي أولادي على أسس صحيحة، لذلك أجد أنني أمارس الكثير من المفاهيم التي أعظهم بها وأربيهم عليها ففاقد الشئ لا يعطيه. فمثلا حين أشجع ابني على الأكل الصحي أجد أنني يجب أن أبدأ بنفسي أولًا حتى أكون قدوةً له.
ما أكثر شئ تكرهه وما أكثر شئ تحبه في الأبوة؟
حسنًا.. بالنسبة للأشياء التي لا أحبها فهي كثيرة مثل الاستيقاظ مبكرا، انعدام الحرية، الخوف ألا أنجح في تنشئة ذرية صالحة، اعتماد أطفالي الكلي على في كل شئ، ليس فقط في المعيشة ولكن في بناء الشخصية.. هل أسترسل أم ستكتفي بهذا القدر؟
أما بالنسبة لما أحبه، فأكثر شئ أحبه هو حين أري نجاح ابني في تحقيق شئ ما نتيجة مهارة أو قيم علمتها له
كيف تنظم وقتك بين العمل والأسرة وزوجتك؟
لا أنظم وقتي إطلاقا لأنني دائما في حالة طوارئ، فأنا ألهث من أمر للآخر بناء على الاحتياجات والأولويات.
ما الأنشطة التي تقوم بها مع أولادك؟
القراءة، اللعب في الهواء الطلق، السباحة، عمل الواجب ومساعدته في استكشاف العلوم والعالم الخارجي.
ما هو في رأيك العدد الأمثل للأطفال في الأسرة؟
اثنان. لأن الطفل الوحيد سيواجه صعوبات في حياته لأنه لن يجد من يعتمد عليه عندما يكبر. ولا أنصح بأكثر من اثنين لأنك قد لا تستطيع توفير ما يحتاجون إليه من الوقت والاهتمام. ودعينا لا ننسى مشكلة الانفجار السكاني في مصر ونتبع نصيحة ماما كريمة: الأسرة الصغيرة تساوي حياة أفضل - شعار تنظيم الأسرة في التسعينيات.
ما الرسالة التي تود قولها لأطفالك في المستقبل؟
لا أعتقد أنني من نوعية الآباء الذين سيجلسون مع أولادهم لإعطائهم النصائح، فالكلام لا يأتي بنتيجة فعالة. لكن الشيء الذي سيؤثر فيهم فعلا هو التربية الصالحة، فالأفعال تتحدث أعلى من الكلمات.
ما النصيحة التي تحب أن تعطيها للآباء الجدد؟
المشاركة من أول يوم. يجب أن تحرص جيدا على أن تكون جزءًا من حياة أولادك. فالترابط الأبوي - عكس الأمومة - لا يأتي تلقائيا فور ولادة الأطفال بل يجب السعي إليه، لذلك إياكم وتأجيل مشاركتكم الإيجابية في حياة أولادكم حتى يكبرون. لأنكم إذا لم ترتبطوا بهم في السن الصغيرة فإنكم لن تنجحوا في الترابط معهم حين يكبرون، بل أن ذلك سيكون في منتهى الصعوبة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر