حوار جديد مع أب، تجريه اليوم مع شريف، مهندس بشركة كبري في مجال التكنولوجيا في مصر. شريف أب لبنت عمرها ٩ سنوات وولد عمره ٦ سنوات. شريف لديه وجهة نظر خاصة فيما يتعلق بدوره كأب:
في رأيك، لماذا لا يتدخل الأباء كثيرا في حياة أبنائهم؟
شريف: هذا يعتمد على عدة عوامل، منها مثلا كيف نشأ الأب نفسه، وكيف ينظر المجتمع لدور الأب، وأهم عامل هو عمر الأبناء.
ا: ماذا تقصد بهذه العوامل الثلاثة؟
شريف: بالنسبة للعامل الأول، نشأة الأب، أنا على سبيل المثال نشأت مع أخوة أولاد، ولم يكن هناك أخت. لذلك حرصت والدتي على أن نتعلم كيف نقوم بالأعمال المنزلية وكانت تقول لنا "لستم مضطرين للقيام بها، ولكن عليكم أن تعرفوا كيف تقومون بها". بالطبع معرفتي بأعمال المنزل جعلتي أكثر تفاعلا في بيتي ومساندا لزوجتي والأطفال. وهناك أيضا فرق عندما يكون الأب قد نشأ وله أخ أو أخت أصغر منه.
أما بالنسبة لعامل المجتمع، فمجتمعنا متحفظ بعض الشىء فيما يتعلق بالتعبير عن السعادة، فتجدي أن الزوج والزوجة يميلون للشكوى دائما من تربية الأبناء ولا يصرحون أن هذه الحياة ممتعة أيضا. رأيت الكثير من الآباء ينكرون أنهم سعداء كأزواج وآباء كي يتجنبوا الحسد ربما أو أنهم يستغربون كونهم سعداء. للمجتمع تأثير كبير على تصرفات الناس.
والعامل الأخير، ألا وهو المرحلة العمرية للأبناء، فعلى عكس الأم التي تحب ابنها بمجرد أن تعرف أنها حامل، فالأب يحب ابنه عادة بعد أن يولد ومع الأيام تزداد الصلة والترابط، وهو ما يفسر لماذا يتعامل الأب بصعوبة مع الرضع وحديثو الولادة.
: إذن، ما الذي يجب أن يفعله الأب حتى يتخطى تأثير تلك العوامل عليه؟ وكيف تساعده زوجته؟
شريف: أولا، يجب أن يعرف الأب أن أبناءه لن يطلبوا منه التدخل في حياتهم كأب مدى الحياة. ففي يوم ما، سوف يكبر هؤلاء الصغار ويستقلون، وربما يحتاج إليهم الأب فيما بعد. ثانيا، لا يجب أن يتقيد الأب بكل ما يقوله المجتمع من حوله، فليتقبل ما هو مفيد لأسرته، ويتجاهل ما هو غير ذلك.
إذا كان لي أن أنصح الزوجة نصيحة واحدة، سأقول لها: ركزي مع زوجك. لا تتوقعي أنه سيتفهم أنك مشغولة مع الأبناء حتى لو قال أنه يتفهم.
: احكي لنا عن دورك في تربية أبناءك.. ما هي الأنشطة والأوقات التي تقضونها مع بعض؟
شريف: بداية، أشارك زوجتي في المذاكرة لهم. كما أهتم بالخروج معهم في أغلب الأجازات الأسبوعية كفرصة للتواصل والترابط. أبناءي يحبون المشغولات اليدوية، وهي فرصة أن أشارك معهم في قضاء الوقت لتصميم الأشكال والتلوين.
كما أنني أدركت أن الجلوس على الأرض معهم واللعب بألعابهم يجعلهم في قمة السعادة. قد يكون ضيق الوقت هو دائما العائق الوحيد أمام المزيد من الوقت معهم.
: لنفترض أن أبناءك سيرثون منك شىء واحد، ماذا تفضل أن يرثوه؟
شريف: حسناً، صعب أن أتكلم عن نفسي، ولكن إذا استطعت أن أربي أبنائي لتكون لهم علاقة جيدة بالله، فسيكون هذا هو المفتاح لكل ما هو جيد وحسن في الحياة بعد ذلك.
ما هو أسوأ شىء في الأبوة؟
شريف: لا أحب أن أسميه الأسوأ، ولكن ربما الأصعب. ابنتي الصغيرة تكبر، وقريبا ستدخل في مرحلة المراهقة، وبما أني لم يكن لي أخت، فسيكون علي أن أجد وسيلة لكيفية التعامل مع الفتيات في هذا السن لأفهم ما يفكرن فيه أو ما يريدونه. كيف مثلا سأتصرف عندما تريد أن تضع مكياج، أو ملابس غير مناسبة، أو أصدقاء غير موثوق بهم..
: وما هي النصيحة التي تقدمها للآباء الجداد؟
شريف: اقرأوا كثيرا! ليس فقط عن دور الأب ولكن عن دور الأم أيضا. اسألوا الآخرين عن تجاربهم، وتذكر أن هناك كثير من الأباء الناجحون، وستنجح أنت أيضا.
: كيف يمكن للزوجة أن تتفهم وجهة نظر زوجها؟
شريف: الرجل مثل المرأة، لديه طموح أن يكون زوج ناجح. فهو يعمل جاهدا ويدخر الكثير حتى يستطيع أن يتزوج. فربما يحبط بعض الشىء عندما يتم الحمل بعد شهر أو اثنين فقط من الزواج، وعليه الآن أن يصبح أب. فقط الزوجة الذكية ستدرك فيما يفكر زوجها في هذا الموقف. لا يجب أن تضع كل تركيزها على الحمل وفقط. بل يجب أن تهتم بزوجها أيضا. نفس الفكرة، عندما يولد ابنهما، يجب ألا تنسى الزوجة زوجها أبدا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر