عندما يصيب أطفالنا أحد الأمراض نهرع دائمًا إلى طلب مضاد حيوي من الطبيب بسبب الخوف الزائد عليهم، واعتقادنا أن المضاد الحيوي هو أفضل ما يمكن عمله لإنهاء المرض سريعًا، وللأسف رغم انتشار هذا المعتقد إلا أنه خاطئ تمامًا بل إن استخدام المضادات الحيوية في كثير من الأحيان يضر ولا ينفع.
في البداية.. ما هو المضاد الحيوي؟
المضاد الحيوي هو دواء مخصص لقتل البكتيريا أو لمنعها من التكاثر، وتعمل المضادات الحيوية ضد البكتيريا فقط وليس لها أي تأثير على الفيروسات، التي تكون في الغالب هي السبب في نزلات البرد والرشح والتهاب الجيوب الأنفية وغيرها عند الأطفال.
في بعض الأحيان يمكن للطبيب معرفة وجود عدوى بكتيرية لدى طفلك من خلال الكشف العام، ولكن في معظم الحالات، يلجأ الأطباء إلى عمل تحليل من أجل الكشف عن وجود بكتيريا من عدمه ونتيجة التحليل هي ما تجعله يحدد إذا كان الطفل سيحتاج إلى تناول مضاد حيوي أو لا.
لماذا كل هذا الخوف من المضادات الحيوية؟
ذكرنا أن المضاد الحيوي يعمل على قتل البكتيريا ومنع تكاثرها، ولكن المعلومة الأهم هي أنه لا يقتل البكتيريا الضارة فقط، ولكنه أيضًا يقضي على البكتيريا النافعة والمهمة جدًا لجسم الطفل.
فتخيلي إذا لم يكن طفلك مصابًا من البداية بعدوى بكتيرية وتناول مضاد حيوي، فهو لم يستفد منه قط بل إن هذا الدواء، قد يسبب له الضرر عن طريق القضاء على البكتيريا النافعة في جسمه.
لذا عزيزتي الأم، لا تبالغي في الخوف على طفلك ولا تبالغي في الطلب الدائم من الطبيب أن يكتب جرعة مضاد حيوي لطفلك، وأنت تعتقدين أن هذا سيساهم في شفائه بسرعة، بل إن الأصح في حالة إذا وصف الطبيب لطفلك جرعة مضاد حيوي أن تسأليه إذا كان طفلك يعاني من عدوى بكتيرية، وما هي؟ فسؤالك واستفسارك الدائم للطبيب هو عامل مهم وإيجابي لكِ ولطفلك.
أخطار تناول المضاد الحيوي دون وجود حاجة إليه:
يعرض طفلك للأعراض الجانبية للدواء مثل: الإسهال والالتهابات الجلدية وخاصة في منطقة الحفاض.
تناول الطفل لمضاد حيوي دون حاجة إليه يجعل جسمه في حاجة إلى مضاد حيوي أقوى إذا أصيب بعدوى بكتيرية حيث تقل دفاعات الجسم بشكل كبير.
ذكرت بعض الأبحاث أن المبالغة في إعطاء الطفل مضادات حيوية في كل مرة يمرض فيها دون التأكد من وجود بكتيريا من عدمه، من الممكن أن يكون عامل لزيادة وزن الطفل عن الوزن الطبيعي.
متى يكون المضاد الحيوي غير ضروري؟
كما ذكرت سابقًا أن المضادات الحيوية تقاتل البكتيريا فقط، وليس لها تأثير على الفيروسات، وأغلب الأمراض المنتشرة بين الأطفال هي في الواقع سببها فيروسات مثل: نزلات البرد والإنفلونزا.
متى يحتاج طفلي إلى تناول المضاد الحيوي؟
يجب التأكيد في البداية أن المضادات الحيوية تؤخذ فقط تحت إشراف الطبيب مع الالتزام الكامل بالجرعة، التي يحددها وإنهاء كورس العلاج بالكامل، حتى وإن لاحظتِ تحسن على طفلك في منتصف المدة، فيجب عليكِ إكمال كورس العلاج حتى لا تعود البكتيريا إلى حالتها النشطة مرة أخرى.
هناك بعض الأمراض الشهيرة بوجود بكتيريا مسببة لها، والتي تحتاج في هذه الحالة إلى جرعة مضاد حيوي، ومن ضمن هذه الأمراض:
التهاب الحلق.
الالتهابات الجلدية البكتيرية.
التهابات الأذن.
الالتهاب الرئوي.
التهابات المسالك البولية.
وفي معظم هذه الحالات، سيأخذ الطبيب عينة من طفلك ليتأكد مسبقًا من وجود عدوى بكتيرية، حتى يستطيع وصف المضاد الحيوي المناسب لهذا النوع من البكتيريا.
وفي الختام، إليكِ بعض الملاحظات السريعة لتتجنبي مخاطر المضادات الحيوية:
يجب أن تعلمي أن المضاد الحيوي ليس هو الحل دائمًا، فهو ضار بالنسبة لطفلك إذا تم استخدامه في غير موضعه، لذا استشيري طبيبك مسبقًا.
إذا كان طفلك يعاني من وجود فيروس ما، فالحل الأمثل هو الصبر، ومع مرور الوقت سيتخلص من الفيروس مع وجود بعض مسكنات الألم الخفيفة كما يصفها الطبيب.
في حالة وصف الطبيب مضاد حيوي لطفلك تكلمي معه، واسأليه عن نوع البكتيريا والجرعات المناسبة ولا تبخلي على نفسك وعلى طفلك بالأسئلة.
التزمي بتعليمات الطبيب في الجرعات جيدًا.
لتجنب إصابة طفلك بالعدوى البكتيرية، التزمي بجدول التطعيمات الخاص به وحملات التطعيم التي تطلقها وزارة الصحة كل فترة، وأيضًا إذا طلب منك الطبيب إعطاء الطفل تطعيم خارجي آخر.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر