هل يتصور أحد أن طفلاً دون العاشرة يصاب بالأرق؛ فلا يغمض له جفن وتعذبه الهواجس والمخاوف، أو تداهمه الأحلام المرعبة فيستيقظ فزعاً مضطرباً صارخاً؟ وطفل آخر يفقد تماماً شهيته للطعام وينحل جسده بسبب معاناته النفسية؟!عن أسباب وصول الطفل للعيادة النفسية تحدثنا الدكتورة فاطمة الشناوي الطبيبة النفسية بمركز شعلان العلاجي بالمهندسين.
*مشكلة الطفل الخطيرة: إنه لا يستطيع التعبير عن مكنونات نفسه -يقول: أنا مكتئب..أنا حزين، أنا أريد التخلص من حياتي- فهو لا يفصح عن مشاعر قلقه، وغير قادر على وصف ألمه النفسي؛ فتظهر عليه الأعراض المرضية.
* بعض الأطفال يتعرضون لمعاملة قاسية جداً تصل إلى حد العنف؛ أي استعمال القوة للعقاب الجسدي والإهانة والتأنيب والتوبيخ، مما يُوقف نمو ثقته ويملؤه الخوف والتردد والخجل.
* الطفل حساس جداً للخلافات العائلية، ولابد أنه سيأخذ جانباً؛ أي سيأتي في صف الأب أو صف الأم، وتصاب نفسه بأذى حينما يرى أباه وهو يشتم أمه أو يضربها أو العكس.
*الطفل يغار مثل الكبار، تحرقه آلام الغيرة، وأكبر مصيبة تهدده مجيء وليد جديد؛ صدمة ينهار بعدها كثير من الأطفال، والطفل يضيق -أيضاً- إلى حد الحزن حين يرى طفلاً آخر قد حظي بإمكانيات أعلى منه، أي يمتلك أشياء لا يمتلكها أحد سواه.
* ومن أسباب معاناة الطفل التي من الممكن أن توصله للعيادة النفسية؛ الأم المسيطرة التي تلغي تماماً شخصية الأب بالبيت، وكذلك الأب المسيطر الذي يلغي شخصية الأم ودورها وأهميتها.
* انشغال الأم الزائد باهتماماتها الخاصة والتي عادة ماتكون خارج البيت، مما يؤدي لإهمال الطفل وتركه للشغالة أو المربية.
* كما أن عادة الأمهات السيئة مثل التخويف من أشياء وهمية كالعقارب والحيوانات المفترسة من خلال الحكايات الضارة قد تؤثر في نفس الطفل،
* ومن العوامل المحبطة لإمكانات الطفل التي تجعله يعاني؛ عدم وجود الحوار بين أفراد الأسرة، وعدم وضع خطط واعية ذكية لتنمية شخصية الطفل وتنمية قدراته العقلية.
* وجود عاهة عند الطفل تعرضه لسخرية بقية الأطفال؛ كهيئته مثلاً أو بسبب ضعف سمعه، أو لضعف وتشويه في جسده.
* ومن الضغوط التي تذهب بالطفل للعيادة النفسية؛ الإساءة له في المدرسة وتوجيه ألفاظ نابية أو مهينة لكرامته وتجريحه، أو السخرية منه لعيب في شكله أو في قدراته التحصيلية.
* كما أن تواضع قدرات الطفل الذكائية مقارنة بزملائه في الفصل تجعله يشعر بالنقص والخجل، خاصة إذا تعرض لضغط زائد من معلمته.
* إرهاق الطفل بالواجبات الدراسية فوق قدرته وعدم السماح له بالوقت الكافي للعب والمرح.
* وكل الحذر من البخل الشديد والتقتير على الأبناء وحرمانهم من الأشياء التي يحبونها، وكذلك الإغداق الزائد وتلبية كل طلبات الطفل، والمصروف الكبير الذي لا يتلاءم مع عمر الطفل، وما يصاحبه من تدليل زائد.
* لابد من مراعاة عدم تعرض الطفل للإصابات المتكررة وخاصة في رأسه وسوء التغذية، وأي حميات قد تصل إلى المخ وتؤثر عليه.
* عموماً الطفل حين يعاني نفسياً أو عقلياً أو سلوكياً فإنه يحتاج إلى رعاية خاصة وتعاون الجميع؛ لفهم ما وراء هذه المعاناة، وهذا يتطلب جهود كل من أفراد الأسرة والمدرسة، ولا شيء أنجح من الحب للاقتراب من الطفل وتخفيف معاناته.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر