تشكل تجربة الإنجاب مرحلة فاصلة وشيقة في حياة كل الأزواج، إذ أنها تشكل تجربة فريدة يعيش خلالها الزوج والزوجة عدة محطات تاريخية، بدءاً بالحمل والوحم وما يصاحبه من تغييرات نفسية وجسمانية تطرأ على الزوجة إلى مرحلة الوضع والولادة وما يترتب عنها من مسؤوليات وتبعات، كل تلك الأجواء تكون مصحوبة بمشاعر الفرحة والدهشة والترقب.
ويشكل الحمل بتوائم ثنائية مسارا ًخاصاً نظراً لكون الأسرة تنتظر وافدين جديدين ينضمان إلى صفوفها، أما عندما تكتشف العائلة أن الأم حامل بثلاثة أطفال، فإن الوضع يكون أكثر وقعاً وبهجة، ويثير بعض الهواجس والتخوفات في بعض الحالات.
سنشرح لك من خلال هذه المقالة الاختلافات التي تميز الحمل بتوأمين عن الحمل بثلاثة توائم.
التوأم الثنائي:
غالباً ما يتم اكتشاف حالة الحمل بالتوأم الثنائي خلال فحص الطبيب المختص باستعمال جهاز الكشف بالصدى، حيث يبشرك بوجود جنينين اثنين في رحمك. إلا أن هناك نوعان من التوائم، هناك التوائم الحقيقية والتوائم غير الحقيقية.
فأما التوائم الحقيقية، فإنها تنتج عن إخصاب بويضة واحد، ينتج عنها تشكل جنينين اثنين. وبالنسبة للتوائم غير الحقيقية فإنها تكون نتيجة إخصاب بويضتين اثنتين، وتتطور كل واحدة على حدة بخصائصها المنفردة منعزلة تماماً عن البويضة الأخرى.
التوأم الثلاثي:
إلى حد قريب، كان الحديث عن حالات حمل بتوائم ثلاثية يشكل موضوعاً نادراً، إذ أن الحالات التي تسجل هذا الأمر محدودة جداً وتشكل نسبة جد ضعيفة. إلا أنه في الآونة الأخيرة، أصبحت حالات الحمل بثلاثة توائم تكثر شيئاً فشيئاً، ويعزى هذا الأمر إلى كون الآباء والأمهات الذين يعانون من صعوبة في الإنجاب يتبعون مجموعة من الفحوصات والعلاجات لتحفيز خصوبتهم.
ويمكن القول بأن معظم الحالات يتم تسجيلها عندما يتم اللجوء إلى التخصيب في المختبر، حيث يتم إدراج بويضتين مخصبتين في الرحم، ويكون احتمال انقسام إحدى البويضتين وارد جداً وهو ما يؤدي إلى الحمل بتوائم ثلاثية أو رباعية في بعض الحالات.
التوأم الثلاثي الحقيقي وغير الحقيقي:
لا يمكن الحديث عن التوأم الثلاثي الطبيعي إلا في حالات الإخصاب الطبيعية، والتي تطرأ على بويضة واحدة تنقسم فيما بعد لتعطي ثلاثة أجنة مكتملين, أما في حالات الإخصاب في المختبر فلا وجود لتوأم ثلاثي حقيقي، إنما يمكن أن يكون هناك مزيج بين توأم حقيقي نتج عن بويضة منقسمة إلى جنينين وجنين ثالث ينمو في البويضة الثانية المخصبة.
وعندما يكون الأجنة الثلاثة ناتجون عن ثلاث بويضات مختلفات، فإن الأمر هنا يتعلق بتوأم ثلاثي غير حقيقي. وتجدر الإشارة إلى أن هذا النوع الأخير ينتج بشكل أساسي في حالات التحفيز المفرط للمبيضين من أجل تحفيز الخصوبة.
هل هناك من خطورة في حالات الحمل بتوأم ثلاثي؟
إذا كان الحمل بتوأم ثنائي يستدعي تتبعاً طبيا ًدقيقاً، فإن الحمل بتوأم ثلاثي يستدعي تتبعاً أكثر دقة ورعاية تامة من طرف الطبيب المختص.ويشير الأخصائيون إلى أن الحمل بثلاثة توائم يشكل خطورة على صحة الأجنة وعلى صحة الأم على حد سواء، لذلك فهو يستوجب مراقبة عالية وعناية خاصة.
وتأتي الولادة المبكرة على رأس الأخطار التي تهدد سلامة الأم والأجنة، حيث أن الوضع يتم في جل الحالات قبل اكتمال مدة الحمل الطبيعية. أيضاً، تكون نسبة الخدج مرتفعة جدا ً في هذه الحالة مقارنة مع حالات الحمل بجنين واحد، وهو ما يزيد من احتمال وفاة الأجنة قبيل موعد الولادة، لذلك تضطر غالبية الأمهات إلى التوقف عن مزاولة أنشطتهن والالتزام بالفراش في بعض الحالات للتقليل من هذه الأخطار.
وعلى كل حال، سواء تعلق الأمر بتوائم ثنائية أو ثلاثية، فإن المسؤولية الملقاة على عاتق الزوجين تكون أكثر صعوبة، سواء على مستوى التكاليف المادية أو الضرورات التربوية. لذا، لا تترددي أبداً في استشارة أهلك وأهل زوجك والاستعانة بهم كلما استدعى الأمر ذلك. وإذا تطلب الأمر، راجعي استشارياً أسرياً مع زوجك ليساعدكما على التكيف مع الوضع بشكل أفضل.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر