واشنطن ـ رولا عيسى
مهد تدريب الحمام على إسقاط المدفعية من السماء، الطريق للشاشة الحديثة التي تعمل باللمس، خلال الحرب العالمية الثانية، حيث قامت القوات البحرية الأميركية والمعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا، بتدريب الطيور على النقر على الشاشات في الطائرات الشراعية، حتى يتمكن الجيش من إسقاط القنابل دون إرسال البشر إلى مناطق خطرة.
وتعد تقنية شاشة اللمس التي تعمل باللمس عن طريق الحمام هي المستخدمة الآن في الهواتف والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وغيرها من الأجهزة - كما تم الكشف عنها في فيديو جديد.
ومن دون الأقمار الصناعية ونظام تحديد المواقع، كانت القنابل المتاحة خلال هذه الحقبة غبية, وهذا يعني أنه بمجرد أن تسقط، فإنها يمكن أن تنتقل عن طريق الريح، ومن أجل النجاح في ضرب الأهداف، كان الطيارين مضطرين للطيران بالقرب من الأرض - وهذا كان خطرًا ويزيد من احتمالية أن يطلق عليه النار من قبل الأعداء، وكان أحد الخيارات هو الطيران أعلى وإسقاط عدة قنابل على أمل أن واحدة على الأقل سوف تصل إلى الهدف، ولكن هذا كان غير فعال ومكلف وأدى إلى مزيد من الأضرار الجانبية.
وعندما طور المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا - الذي يسمى المكتب الوطني للمعايير- طائرة شراعية يمكن أن تحمل قنبلة بزنة 1000 رطل، فإنها تحتاج إلى نوع جديد من نظام التوجيه الذي يمكن أن يضمن السلامة والدقة.
وعند تلك النقطة، اقترح سكينر، وهو طبيب نفسي يعرف باسم أبو النظرية السلوكية جنبًا إلى جنب مع إيفان بافلوف، استخدام الحمام، وقال :"شاهدت قطيع من الطيور يطيرون ويدورون في السماء،" فجأة، رأيتهم كأجهزة ذات رؤية ممتازة وقدرة على المناورة غير عادية."
وكان التكييف السلوكي للحيوانات هو تخصص سكينر، ودربهم خصيصًا من خلال حجب المكافآت، صمم لأول مرة سرج مثل سرج الحصان يطوق جسم الحمامة وأجنحتها في حين يسمح لرأسها والرقبة للتحرك بحرية، ثم لتعليمهم، قام سكينر بتدريب الحمام على أكل البذور من الشاشات التي تظهر لقطات فيديو من مناطق المعركة، ووضع البذور المفضلة لديهم على أصعب الأهداف التي لا يمكن الوصول إليها، مثل السفن في مياه العدو، وأعطى تعزيزات خاصة للحمام على شكل بذور القنب لمساعدتهم على التأقلم مع الاهتزازات والضوضاء، وقال إنهم وجدوها لذيذة بشكل خاص.
ومن خلال زيادة الوقت تدريجيًا بين نقر الحمامة ومكافأة الطعام، قام سكينر بتدريب الطيور على النقر بشراسة على الصورة وهي تتحرك، وفي نهاية المطاف، كانت الطيور قادرة على النقر باستمرار 10.000 مرة في 45 دقيقة، والذي كان أطول بكثير من الوقت اللازم للقنبلة للوصول إلى هدفها.
واستخدمت تلك التكنولوجيا - الملقبة بـ "الخفافيش" - نحو نهاية الحرب في المحيط الهادئ، ومع ذلك، كان لهذه الطريقة عقبة التي كان يمكن منعها إذا تم استخدام تقنية حمامة سكينر بدلًا من ذلك - ويمكن للأعداء بسهولة التشويش على إشارة الراديو، ولكن أبحاث سكينر ظلت إلى اليوم وتستخدم في الأجهزة المستخدمة يوميًا في جميع أنحاء العالم.
وتُصنع تلك الشاشات من مواد مثل النحاس أو أكسيد القصدير الإنديوم وتخزن الشحنات الكهربائية في شبكة من الأسلاك الصغيرة، وعند لمسها بإصبعك - الذي يحمل شحنة كهربائية - يمكنك تغيير تدفق الكهرباء، مما يسمح لك للسيطرة على الجهاز.
وهناك أنواع مختلفة من الشاشة التي تعمل باللمس "مثل تلك المقاومة الأساسية المستخدمة في أجهزة الصراف الآلي"، ولكن الشاشات الموصلة، أو التي تعمل بالسعة، هي المعيار الصناعي للأجهزة، باستخدام طلاء الرذاذ الموصل، وجد العلماء طريقة لجعل لأي كائن شاشة تعمل باللمس، عن طريق رش معطف رقيق يحمل شحنة كهربائية إلى غيتار، على سبيل المثال، فمن الممكن ربطه إلى جهاز كمبيوتر وجعله يستجيب للمسة من خلال نظام يسمى التصوير المقطعي للمجال الكهربائي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر