واشنطن ـ رولا عيسى
طوَر الباحثون مزيجًا مكون من الواقع المعزز، وتكنولوجيا الألعاب والتشريح من أجل مساعدة طلاب العلاج الطبيعي، ووفقًا لما ذكره موقع "الديلي ميل" البريطاني، تعتمد تلك التقنية على عرض طبقات مختلفة من جسم الإنسان على المريض المتطوع، وتقديم عرض بصري لكيفية عمل أنظمة الجسم في الوقت الحقيقي.
وقال المحاضرون ممن استخدموا تلك التقنية، إن قدرة الطلاب على الشعور بأطراف النموذج ساعدهم على معرفة أفضل لعلم التشريح، ويهدف ذلك النظام، والذي أطلق عليه اسم "Augmented Studio" للمساعدة في تدريس طلاب العلاج الطبيعي.
وحاليًا، يستخدم طلاب العلاج الطبيعي معرفتهم بعلم التشريح لفهم كيفية عمل العضلات، ولكن تلك التكنولوجيا، التي وضعها الباحثون في جامعة ملبورن، أستراليا، تسمح لهم في سد الفجوة بين النظرية والتعلم العملي، ويعمل النظام باستخدام أجهزة استشعار، تعلق على حامل، وتعرض صورًا للعضلات البشرية والهياكل العظمية للمريض المتطوع، ولكن ما يميز الأمر هو أن الصور تتبع شكل وحركة الجسم بتقنية 360 درجة لعرض كيفية عمل الجهاز العضلي الهيكلي البشري، الأمر الذي يطيح الطلاب نظرة تفاعلية.
وأوضح الدكتور ثونغ هوانغ، زميل باحث في مركز أبحاث ميكروسوفت في جامعة ملبورن: أن "ما نقوم به هو تركيب لنماذج افتراضية لما يوجد تحت بشرتنا وكيفية تزامن ذلك مع الوظيفة الحقيقية في الإنسان".
وتم إعداد نظام Augmented Studio من قبل كل من الدكتور هوانغ، مهندس الكمبيوتر زاهر جوخدار، وطالب الدكتوراة مارتن رينوسو، وبمجرد قيام الشخص بالتحرك أمام هذا الجهاز ومد زراعيه على شكل حرفT تقوم أجهزة تتبع الحركة بالتقاط صور لشكل وحركة الجسم، ويريد الدكتور هوانغ إضافة ميزة الرسوم المتحركة والتي يمكن أن تظهر كيفية تحرك العضلات في الوقت الذي يتحرك فيه المتطوعين.
وكشف مُحاضر العلاج الطبيعي الدكتور ديفيد كيلي، في جامعة ملبورن، أن الطلاب احتضنت بسرعة تلك التقنية خلال جلسات تجريبية في عام 2016، والتي لا تزال مستمرة إلى الآن، وأضاف كيلي "بالنسبة للطلاب في العام الأول يمكن أن يكون من الصعب لهم جمع المعرفة التشريحية معًا مع كيفية عمل الجسم في الواقع لأنه من الصعب تصور ذلك".
وتابع كيلي: "ولكن عندما يرون شخصًا حقيقيًا يستطيعون التفاعل معه، ويرون أيضًا العضلات والهياكل العظمية المعروضة، جنبًا إلى جنب مع القدرة على الرسم والكتابة على الجسم، يصبح كل شيء أسهل بكثير بالنسبة لهم".
ويتمتع نظام Augmented Studio بميزة تفوق الصور ثلاثية الأبعاد في أن الطلاب يمكنهم من لمس الجسم وتحريكه، وهو الأمر الذي لا يمكن القيام به مع الصور ثلاثية الأبعاد، فيما يعمل الدكتور هوانغ الآن على توسيع نطاق تلك التقنية ليتم استخدامها في مجالات اللياقة البدنية والصحة وحتى فن الرقص، إذ أن هناك أيضًا مجال لعرض معلومات عن أداء الجسم الخاص بنا، مثل معدل ضربات القلب والتنفس، لذلك هو مرئي إما على أجسادنا المعروضة أو على سطح قريب.
وبيَّن الدكتور هوانغ: "أن الابتكار الذي قمنا به لا يقتصر فقط على المعلومات الثابتة التي كنا نتوقعها حتى الآن، بل يمكن استخدامه لعرض المعلومات الحيوية على جسدك أو على أي سطح من حولك، كل الأحلام التي تراودني ممكنة للغاية".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر