كُشِفَ النقاب في مؤتمرٍ لليخوت الفاخرة عقد في نادِ خاص وسط لندن هذا الأسبوع ، عن مدى سهولة تعرض الأثرياء الذين يتجولون في المحيطات باليخوت أو غيرهم من المليارديرات لعمليات القرصنة الإلكترونية أعالي البحار.
واستطاع كامبل موراي ، المتخصص في تكنولوجيا المعلومات، إحكام سيطرته الكاملة على أحد اليخوت الفاخرة المجاورة والبالغ قيمته ملايين عدة من الدولارات ، ولم يكلفه الأمر سوى ساعات قليلة من الإرساء وفتح جهاز اللابتوب الخاص به.
وأشار موراي إلى أنه استطاع تحريك اليخت ومالكه الغني من الميناء، شارحًا طريقة ذلك ، قائلًا "تمكنَّا من السيطرة على اتصالات الأقمار الاصطناعية باليخت، وتمكنَّا أيضًا من السيطرة على نظام الهاتف، وشبكة الواي فاي، ونظام الملاحة، ويمكننا مسح البيانات لمحو أي دليل على ما قمنا به".
ويعد موراي خبيرًا في جرائم الفضاء الإلكتروني داخل شركة "بلاك بيري"، ويشير أنه بإمكان "العصابات الإجرامية" استغلال أمن البيانات الهش على اليخوت الفاخرة لسرقة المعلومات المالية لأصحاب اليخوت، والصور الخاصة بهم، وإجبار اليخوت على الذهاب في اتجاهات خاطئة.
وقد تعرض أحد المليارديرات لسرقة أكثر من 100 ألف جنيه إسترليني عندما سرق المجرمون حسابه المصرفي ، في حين تعرَّض البعض الآخر للابتزاز بتسريبِ صورٍ خاصة، واضطر البعض الآخر بالفعل لدفع فدية من أجل فتح أنظمة الملاحة على اليخوت.
وفي مؤشر على إمكانية وسرعة اختراق اليخوت، اخترق موراي وزميله أحد اليخوت بأنفسهم ، مضيفًا "أنهما في غضون 30 دقيقة سيطرا على شبكة الواي فاي الخاصة بالسفينة وتمكنا من قراءة وحذف وتحرير رسائل البريد الإلكتروني ، تخيل أنك لديك ضيف رفيع المستوى على إحدى سفنك، ويريد إرسال بيان صحافي، إن أمكنني التقاط هذا البيان وتغييره، فيمكن أن أسبب الكثير من الضرر لسمعته".
ويكمن الخطر في أن هذه اليخوت بالإمكان اختراقها من مسافة بعيدة، كما أن نقطة ضعفها في شبكة "الواي فاي" الأقل أمانًا حيث من خلالها يمكن لـ"المخترق" أن يستحوذ على كامل اليخت ، فضلًا عن سرقة البيانات المالية واحتمال تعرض الصور للسرقة.
وأوضح موراي أنه كان يسيطر على نظام الدوائر التلفزيونية في السفينة حتى أنه يستطيع المساعدة في تنفيذ الاعتداء الجسدي أو الاختطاف ، قائلًا "يمكننا أن نترك الناس على متن السفينة، ومن ثم مسح الدوائر التلفزيونية حتى لا أحد يعرف".
وفي هذا السياق، أشار خبراء أمنيون إلى أن الاعتداءات الجسدية على اليخوت الفاخرة كانت نادرة جدًا ، لكن سرقة البيانات المؤدية إلى مطالب الابتزاز والفدية أصبحت أكثر شيوعًا فى الأشهر الـ18 الماضية.
ولفت مالكولم تايلور، ضابط سابق في مكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية ، ورئيس الأمن الإلكتروني في شركة G3 الخاصة للأمن إلى أن مجرمو الإنترنت يعتبريون الأفراد الموجودين على اليخوت بمثابة أهداف عالية القيمة، فهم أغنياء والمال هو ما يريده هؤلاء المجرمون بالسرقة أو الابتزاز".
وأضاف بن ليند ، أحد المُؤَمّنين على اليخوت الفاخرة في شركة AIG للتأمين ، أن أكبر المشاكل هي الابتزاز، فعندما يستولى المجرمون على صور لمالكي اليخوت والضيوف، عادة ما يطالبون بفدية ، بالإضافة إلى أن قاعدة عملائنا غنية ورفيعة المستوى ، فهي أهداف عالية القيمة ، وفقاً لما ذكرته "الغارديان".
فيما شدد ويليام ماكلشلان، أحد كبار المحامين في شركة هولمان فينويك ويلان للمحاماة "كانت شروط السرية موجودة في عقود أطقم اليخوت لفترات طويلة، فقد كان على أطقم اليخوت الحرص لأنهم يتعاملون مع شخصيات رفيعة المستوى، فمالكو اليخوت هم من أصحاب الثروات الصافية العالية، ويمكن أن يكون لديهم حساسية في الظهور في المجال العام، لذلك فهم لا يرغبون أن يقوم طاقم اليخت بتسهيل نشر صورهم سواء عن طريق الخطأ أو غير ذلك.
وأضاف "نحن ندرك أنه في أغلب الأحيان، لا يكون الأمر متعمدًا أو ضارًا ، لكن استخدام شبكات التواصل الاجتماعي دون تفكير يُعتبر تصرفًا صبيانيًا" ، ويحذر خبراء أمنيون من أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على متن اليخوت يساهم في قرصنتها، سيما إذا ما استخدم أحد ركاب اليخت ميزة البحث المباشر على "فيسبوك" والتي بإمكان أي شخص في العالم أن يرى ذلك البث، ما قد يجعل اليخت عرضة لالتقاط صور راكبيه وابتزازهم أو قرصنة اليخت بعد تحديد مكانه.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر