لندن ـ كاتيا حداد
قد نكون على بُعد أيام قليلة من ابتكار ثوري جديد في عالم الطب، حيث أصبح من الممكن علاج أكثر الجروح دموية عن طريق لاصقة ذكية، ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، طوّر باحثون ضمادة ذكية جديدة تحتوي على معالج مدمج قادر على تحديد مدى شفاء الجروح أثناء فترة العلاج.
وتمت صناعة هذه الضمادات عن طريق تركيب أجهزة استشعار صغيرة تعمل على رصد العدوى والالتهابات من خلال درجة الحرارة، وبالإضافة إلى الكشف عن العدوى والالتهابات فإنه من المقرر أن يكون الجيل الثاني من هذه الضمادات قادرًا على إعطاء المريض الإرشادات اللازمة لتعاطي الدواء على مدار اليوم مع تحديد النسب المناسبة من العلاج، ووفقًا للبحث الذي أجرته جامعة تافتس الأميركية فإن هذه الضمادات قد تساهم فيما بعد في علاج الحالات الصعبة والمستعصية التي يعجز الأطباء عن التعامل معها.
وتتسبب الجروح الجلدية المزمنة الناتجة عن الحروق أو مرض السكري في إحداث تلف بالقدرات التجددية للجلد، وتعد مثل هذه الأمراض عقبة طبية كبرى إذ تكلف الاقتصاد الأمريكي 28 مليار دولار سنويًا (21 مليار جنيه استرليني)، ومن الممكن أن تسهم هذه الضمادات الثورية في معالجة مثل هذه الأمراض المستعصية بتكلفة بسيطة ومتابعة من المريض أو المسؤولين عن رعايته، ووفقًا لدراسة جديدة نُشرت في جريدة “Small” فإن هذه اللاصقات سوف تعمل على المساهمة في عملية الشفاء الطبيعي للجلد من خلال مجموعة من أجهزة الاستشعار المتخصصة.
من جانبه قال سمير سونكوسالي، أستاذ الهندسة الكهربائية والكمبيوتر في كلية الهندسة بجامعة تافتس واالمشارك بالدراسة: "لقد تمكنا من اتباع نهج جديد للضمادات بفضل ظهور الإلكترونيات المرنة، التي مكنتنا من تحويل العديد من الأجهزة الطبية لتكون قابلة للارتداء، لكن الضمادات لم تتطور إلا قليلًا منذ بدايات الطب" واضاف: "نحن نستخدم التكنولوجيا الحديثة على أمل تحسين النتائج للمشكلات المستعصية."
إن الرقم الهيدروجيني للجرح المزمن هو أحد طرق مراقبة طريقة الشفاء، فتقع الجروح الشافية الطبيعية ضمن نطاق الرقم الهيدروجيني 5.5 إلى 6.5، في حين أن الجروح غير الشافية يمكن أن يكون لها مستوى أعلى من 6.5 وتعتبر درجة الحرارة وسيلة مهمة لتحديد مستوى الالتهاب بالجرح.
تم اختيار المكونات للحفاظ على ضمادة منخفضة التكلفة ويمكن التخلص منها، باستثناء المعالجات الدقيقة، والتي يمكن إعادة استخدامها، كما تم إنشاء الضمادات الذكية واختبارها بنجاح في ظل ظروف المختبر ويجري الآن دراسات كثيفة لبدء التجارب الحية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر