لندن ـ كاتيا حداد
ردّت "غوغل" على الكثير من الانتقادات التي وجهت لها بشأن عدم قيامها بدور فعّال لمواجهة خطاب الكراهية والأخبار الكاذبة على الإنترنت، وذلك من خلال إطلاق سلسلة من ورش العمل للمراهقين حول كيفية التعامل مع خطاب الكراهية والأخبار الوهمية، وسيتم إطلاق ورشات "إنترنت سيتيزنس" أو "مواطني الإنترنت"، من قبل "يوتيوب"، خدمة بث الفيديو المملوكة للشركة، إلى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 13-18 عامًا في جميع أنحاء بريطانيا كجزء من برنامج "المبدعين من أجل التغيير" .
ويهدف البرنامج إلى زيادة الوعي بقضايا حرية التعبير والتسامح وإدارة الحوار والتعليقات، والتعامل مع الانتهاكات على الإنترنت، وحذفت الحكومة البريطانية الشهر الماضي، بعض إعلاناتها من على "غوغل" و"يوتيوب"، بعد أن تم وضع إعلانات يمولها دافعي الضرائب جنبًا إلى جنب مع المحتوى المتطرّف على الموقع.
وكتب مجموعة من النواب أعضاء لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان البريطاني إلى الشركة واتّهموها "بالاستفادة من الكراهية" بعد أيام فقط من اتهامها إلى "غوغل" و "تويتر" و "فيسبوك" بـ "الدعارة التجارية" بسبب الفشل في معالجة خطاب الكراهية على منصاتهم، وأفادت رئيسة اللجنة، النائب ايفيت كوبر، أنّه على الرغم من التأكيدات خلال جلسة استماع اللجنة بأنّ الشركات لم تسمح بنشر خطاب الكراهية او المحتوى المتطرّف، إلا أنّ تقارير إعلامية كشفت أن الأمر ليس كذلك.
وأوضحت رئيسة قسم السياسة الجماهيرية لدى الشركة في بريطانيا، ناعومي جومر، أنّه "كلنا تقريبًا واجهنا بعض التعليقات عبر الإنترنت أو المحتويات التي صدمتنا أو حتى أساءت إلينا، وأحيانا تركتنا نشعر بعزلة أو عجز عن تغيير المحادثة"، مشيرة إلى أنّه "بالنسبة إلى الشباب على وجه الخصوص، يمكن تعزيز هذا الشعور بالضعف، حيث أنه من الصعب الحكم على ما إذا كان المحتوى الذي يشاهدونه هو حقيقية أم كذب، خاصة عندما يكون هناك شيء مشترك على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل صديق موثوق به، ذلك هو السبب الذي دفعنا لإطلاق برنامجنا التدريبي".
وقد تم تصميم المناهج الدراسية لهذا البرنامج من قبل خبراء معهد "Strategic Dialogue"، والجمعية الخيرية "UK Youth" وشركة تسويق الشباب "Livity"، وهي جزء من خطط كبيرة لمعالجة سوء استخدام الإنترنت، وأوضحت جومر أنّ "هذا جزء من التزامنا لجعل شبكة الإنترنت أفضل، بالإضافة إلى اكتشاف طرق أكثر ابتكارًا لاستخدام التكنولوجيا، بالشراكة مع خبراء لمساعدتنا في معالجة خطاب الكراهية عبر الإنترنت، ونحن نلقي نظرة صارمة على سياساتنا حول المحتوى المسيء، فسوف نشارك المزيد من التحديثات حول هذه المجالات في الأسابيع المقبلة ".
وكشفت المديرة التنفيذية لجمعية "UK Youth"، آنا سمي، أنّ "الشباب في بريطانيا يقضون وقتا أطول على الإنترنت أكثر من أي وقت مضى، في هذا العالم المعقد، هناك حاجة ماسة لمساعدة الشباب على العثور على الجانب الإيجابي من الإنترنت، كما ينبغي أن نعلمهم معالجة الجوانب السلبية، من خلال برنامج مواطني الإنترنت، الذي يسمح بتمكين الشباب بالمملكة المتحدة للتعبير عن أنفسهم، والاستماع للآخرين، وفي النهاية اكتساب الشعور بالانتماء من خلال اكتشاف المهارات اللازمة للعمل بأمان ومسؤولية على الإنترنت، وجعل الإنترنت مكانا إيجابيا"، وقال "يوتيوب" إن برنامج "مواطني الإنترنت" سيستخدم لتدريس المهارات حول كيفية المشاركة بأمان ومسؤولية عبر الإنترنت، وسيتضمن مدخلات من معلمه الشباب إيفي إزيكيل.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر