واشنطن ـ اليمن اليوم
أظهر تحقيق جديد أجرته منظمة "كونسيومر ريبورتس" (تقارير المستهلكين) الأميركية، أنّ ملايين التلفزيونات الذكية الموجودة في صالونات الجلوس العائلية، معرّضة وبشكل كبير لسيطرة القراصنة الإلكترونيين، وتستطيع أيضاً أن تراقب عادات سكان المنزل في مشاهدة التلفاز عن قرب بشكل لا يتخيّله المستهلكون.
التسلل وتتبع المشاهدين
واختراق وتسلل. وقد عملت المنظمة المعنية بأبحاث السلع الاستهلاكية على اختبار خمسة من أهمّ التلفزيونات الذكية في السوق ووجدت أن عدداّ منها يمكن أن يقع ضحيّة خطف أو سيطرة من قبل "قرصان غير محترف" يستطيع ببساطة أن يتحكّم بالجهاز، فيرفع درجة الصوت إلى أعلى المستويات، أو يفصل التلفاز عن الاتصال بالواي - فاي، أو يغيّر المحطات بشكل سريع، أو حتى يجبر الجهاز على عرض محتوى غير مرغوب به من "يوتيوب".
وأوضح الخبراء أن انكشاف الأجهزة هذا، تعاني منه أجهزة "سامسونغ" و"تي سي إل" وأجهزة أخرى كمنصة "روكو" التي تضمّ علامات تجارية كفيليبس، و"آر سي إي"، و"هايسنيس"، و"هيتاشي"، و"إنسيغنيا"، و"شارب"، إلى جانب مشغلي العرض التابعين للمنصة نفسها.
ومراقبة عادات المشاهدة الشخصية. وتواجه ملايين التلفزيونات خطر القرصنة أو مراقبة العادات الشخصية للناس في المشاهدة، وقد وجد الاختبار أن هذه الأجهزة تعمل على تعقّب ما يشاهده مالكوها، وترسل هذه المعلومات إلى الشركات الصانعة لها أو إلى شركائها التجاريين، عبر استخدام تقنية "التعرّف الآلي على المحتوى automated content recognition" ARC
إبطال المتابعة
وتساعد هذه التقنية التلفاز في اقتراح برامج أخرى قد تستمتعون بمشاهدتها، ولكنها أيضاً يمكن أن تستخدم لاستهداف العائلات بواسطة الإعلانات. كما يمكن للبيانات التي تجمعها أن تُدمج مع أشكال أخرى من معلومات المستهلكين الشخصية للمساعدة في بناء ملفات حول سلوكهم في المشاهدة، يتمّ بيعها لاحقاً لمروجين آخرين.
وفي حديث أجراه مع مجلّة "إن بي سي نيوز" الأميركية، قال جاستن بروكمان، مدير الخصوصية والتقنية في اتحاد المستهلكين، الذراع القانونية لـ"كونسيومر ريبورتس" إن سلوك المستهلكين يتعرّض للتعقّب منذ سنوات أثناء استخدامهم للإنترنت أو لهواتفهم الذكية. وأضاف أن قلّة من الناس هم من قد يتوقعوا أنّ أجهزة التلفاز الخاصة بهم تتعرّض للمراقبة أيضاً.
يطلب التلفاز الذكي عادة إذن المستهلك خلال إجراءات الضبط الأولي لجمع بيانات المشاهدة، ويحذره في المقابل أنه وفي حال رفض منح الإذن، سيحرم نفسه من بعض الخدمات، كإطلاعه على عرض برنامج آخر من فئته المفضلة.
ويميل المستهلكون التواقون إلى استخدام التلفاز الذكي عادة إلى الموافقة على كثير من الشروط التي تعرض أمامهم خلال الضبط دون أن يقرؤوها أو حتى أن يفهموها.
وقال متحدّث باسم "سامسونغ" لمجلة "إن بي سي نيوز" إن تلفزيونات الشركة تتضمن عددا من الميزات التي تربط البيانات الأمنية يمنح المستهلك أفضل تجربة مشاهدة يمكن أن يحصل عليها. ويضيف أن التلفاز يطلب موافقة صاحبه دائماً قبل جمع البيانات، وأن الشركة تحرص على أن يتمّ التعامل معها بحرص تام. وفي بيان نشرته على مدونتها، قالت منصّة "روكو" إن تقرير "كونسيومر ريبورتس" أساء توضيح ماهية الميّزة مشدّدة على عدم وجود أي مخاطر أمنية. توصي المنظمة مالكي التلفزيونات الذكية بأهمية الحفاظ على خصوصيتهم، وعلى الاستعانة بكتيبات التشغيل لإعادة ضبط الأجهزة من جديد مع الانتباه هذه المرّة بعناية إلى الشروط، ورفض السماح بجمع البيانات الخاصة بمشاهداتهم، كما يمكن للمستهلكين أن يبطلوا تفعيل ميزة ACR ولكن العملية قد تتطلّب بعض الإجراءات الطويلة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر