مصر على موعد مع إنجاز جديد يضاف لقائمة المشاريع القومية الكبرى التي عرفتها منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي المسؤولية، فخلال أيام وتحديدا في 22 نوفمبر /تشرين الثاني الجاري تطلق مصر القمر الصناعي الأول لأغراض الاتصالات "طيبة 1" وذلك تنفيذا لتوجيهات الرئيس بتطوير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وبما يتماشى مع تحقيق إستراتيجية التنمية المستدامة لمصر "2030 " للنهوض بالوطن في شتى المجالات.
القمر الجديد يساهم في دفع عجلة التنمية من خلال توفير بنية تحتية للاتصالات والانترنت عريض النطاق للمناطق النائية والمنعزلة، لدعم المشروعات التنموية بهذه المناطق، وكذلك سد الفجوة الرقمية بين المناطق الحضرية والريفية.
كما يساهم في النهوض بقطاع البترول والطاقة والثروة المعدنية والتعليم والصحة وكافة القطاعات الحكومية الأخرى، ويدعم كافة أجهزة الدولة في مكافحة الجريمة والإرهاب الذي بات ظاهرة تهدد أمن واستقرار الشعوب، كما يساهم في توفير خدمات الانترنت عريض النطاق للأغراض الحكومية والتجارية. وانطلاقا من جهود مصر للتعاون مع دول القارة الإفريقية خاصة في ضوء رئاسة مصر للإتحاد الإفريقي لعام 2019 واستضافة مصر لوكالة الفضاء الأفريقية سيعمل القمر الجديد على توفير خدمات الإنترنت والاتصالات لبعض دول حوض النيل وشمال إفريقيا.
اقرأ أيضًا:
السيسي وميركل يبحثان العلاقات الثنائية والملفات الإقليمية والدولية
تم تصنيع القمر "طيبة 1" من خلال تحالف شركتي "تاليس إلينيا سبيس - إيرباص" الفرنسيتين والتي تعد من كبرى الشركات العالمية العاملة فى مجال تصنيع الأقمار، وسيتم إطلاق القمر بواسطة شركة "آريان سبيس" إحدى الشركات الرائدة في مجال إطلاق الأقمار الصناعية، وذلك من خلال صاروخ الإطلاق "آريان- 5" من قاعدة الإطلاق بمدينة كورو بإقليم جويانا الفرنسية بأمريكا الجنوبية.
وانتهت الشركة من عمليات اختبار أنظمة القمر الصناعي للتأكد من سلامتها وعدم تأثرها بعملية الشحن كما تم اختبار التواؤم الميكانيكي والكهربي بين القمر وقاعدة الإطلاق المخصصة، كذلك الانتهاء من ملء خزانات الوقود التي ستمكن القمر من البقاء في الموقع المدارى المخصص له لمدة خمسة عشر عامًا.
حيث سيعمل القمر على توفير خدمات الإنترنت عريض النطاق للأفراد والشركات بمصر وبعض دول شمال أفريقيا ودول حوض النيل. وتتولى الحكومة المصرية عملية الإدارة والتحكم في القمر الصناعي "طيبة -1" عقب إطلاقه لتقديم خدمات الاتصالات للمؤسسات الحكومية، كما ستقوم الشركة الوطنية المصرية بتقديم خدمة الاتصالات الفضائية للأغراض التجارية.
وبإطلاق القمر المصري "طيبة1" ستدخل مصر لأول مرة عالم الأقمار الصناعية المخصصة لأغراض الاتصالات، بما يمثل نقلة كبيرة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ويساهم في دعم جهود التنمية الشاملة والتي تنفذها الدولة على كل شبر من أرض مصر وفقا لخطة علمية دقيقة تحقق الاستفادة والاستغلال الأمثل لموارد مصر الطبيعية والصناعية والبشرية لتوفير حياة كريمة للمواطن المصري ووضع مصر في المكانة التي تستحقها إقليميا ودوليا.
قاعدة اتصالات قوية
ومن جانبه أكد الدكتور محمد القوصي، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، أن التنمية المجتمعية التى نسعى لها، لا يمكن أن تقوم بدون أساس اتصالات قوى وبوجود القمر الصناعي المصري للاتصالات "طيبة 1"، يجعل مصر قاعدة اتصالات قوية، ويخدم التنمية المجتمعية فيها.
وأوضح القوصي، أن "طيبة1" يغطى مصر بشبكة اتصالات وشبكة إنترنت قوية، ويخدم العملية التعليمية، من خلال جعل الطالب يتعلم عن بعد عبر شاشة تفاعلية يرى فيها التجارب المعملية التي تجرى بعيدا عنه بمئات الأمتار.
وأشار الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية إلى أن القمر الصناعي الجديد سيخدم المجال الصحي أيضا، حيث إن الرئيس عبد الفتاح السيسي تحدث عن أن التأمين الصحي سيغطى سيناء وكل المناطق النائية، وهذا لا يمكن حدوثه إلا بوجود شبكة إنترنت في هذه المناطق، وهو ما سيوفره القمر الصناعي المصري الجديد، ويسهم أيضا في العلاج عن بعد، ويمكن الطبيب من على بعد مئات الأمتار، من فحص المريض ويكتب له العلاج اللازم، دون أن يذهب المريض له، خاصة في حالات الحوادث الحرجة.
وتابع المدير التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، مؤكدا أن مصر تستعد لتوطين صناعة مكونات الأقمار الصناعية. وفيما يتعلق بمدينة الفضاء، قال: "بدأنا خطة المدينة لتكون مركز لتجميع الأقمار المستخدمة في الاستشعار عن بعد، ووصلنا لـ 80% من الإنشاءات بأحد المراكز، وآخر العام القادم سيتم الانتهاء منه، كما سيتم تجميع قمر صناعي في مصر بالتعاون مع الصين في المدينة الفضائية، كما سنعلن عن مسابقات لرواد فضاء مصريين".
مردود فني واقتصاد
يؤكد د.مدحت مختار رئيس الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء سابقا، أن التخطيط لإطلاق القمر الصناعي المصري الأول للاتصالات "طيبة-1"، بدأ منذ 6 سنوات، موضحا أن إطلاق هذا القمر سيكون له جدوى سياسية واقتصادية وفنية، لافتا إلى أن الجدوى الفنية تتمثل في وجود متدربين شاركوا منذ لحظة التصميم والتصنيع لهذا القمر واكتسبوا خبرات عالية في هذا المجال سيعود بالنفع على تكنولوجيا الاتصالات في مصر.
وأضاف رئيس الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء سابقا، أن الاقتصاد العالمي مبنى على الخدمات الاقتصادية وهذا القمر سيكون له مردود اقتصادي قوى للدولة المصرية، حيث سيكون بمثابة بنية للاتصالات موازية للموجودة على الأرض ترفع الإتاحة لخدمات الاتصالات في الأماكن النائية.
وأشار إلى أن أننا تأخرنا كثيرا والعالم سبقنا بعشرات السنين وتواجدنا في مجال الأقمار الصناعية لتكنولوجيا الاتصالات كان يلزمه إرادة سياسية قوية وهو ما تحقق بفضل القيادة السياسية للرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلا: "بالإصرار نجحنا أن يكون لنا مكان في هذا المجال والقمر سيكون موجودا في مدار فوق خط الاستواء 35.5 شرق وهو مكان ثابت باسم مصر يمثل امتدادا لأرض مصر في الفضاء وتحميه الأمم المتحدة بالمعاهدات والقوانين".
سلسلة أقمار
قال الدكتور علاء النهري، نائب رئيس المركز الإقليمي لعلوم وتكنولوجيا الفضاء بالأمم المتحدة، إن القمر الصناعي "طيبة 1"، هو أحد سلسلة الأقمار "طيبة" التي ستقدم مصر على إطلاقها تباعا. وأوضح أن هذا القمر يزود أنظمة التحكم والاتصالات وقواعد البيانات الأساسية المعلوماتية لمصر وأفريقيا، لافتا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يهتم بأفريقيا، وسعى لتدعيم أواصر الصلة بين مصر وأفريقيا، وبالتالي يعد "طيبة 1" الوسيلة التي ستوفر التغطية لمصر وبعض دول شمال إفريقيا ودول حوض النيل.
وأضاف أن إمكانيات هذا القمر كبيرة جدا، ومتقدمة جدا، وتصل حمولته الفضائية حوالي 5 طن، وبالتالي هناك أجهزة قوية جدا للإرسال والاستقبال والبث والانترنت، وسيساهم في العمليات الاقتصادية والتجارية لمصر والدول الأفريقية، لافتا إلى أن هذا القمر له فوائد كثيرة منها، ارتفاع سرعة الانترنت، وسهولة الاتصال الفضائي، وسرعة التعاملات التجارية، ومساعدة الأمن القومي، بجانب مساعدته في تزويد قاعدة البيانات الأساسية المصرية.
مشاكل التعليم
ومن جانبه قال النائب أحمد البعلى وكيل لجنة الاتصالات بمجلس النواب، إن إطلاق مصر للقمر الصناعي "طيبة 1" والمتخصص في أغراض الاتصالات، من أهم الإنجازات المصرية في الوقت الحالي، لاسيما ومصر تعتبر من أوائل الدول العربية في إطلاق قمر صناعي فضائي متخصص.
مؤكدا أن إطلاق القمر الصناعي "طيبة 1"، يقضى على العديد من المشاكل الموجودة مثل بطء سرعة الإنترنت في مصر ويساهم في إنجاز العديد من المشاريع التى تسعى الدولة لإنجازها، والتي تعتمد بشكل مباشرة على الإنترنت.
وأوضح وكيل لجنة الاتصالات أن إطلاق القمر الصناعي طيبة 1 يساهم في زيادة سرعة الانترنت بصورة فائقة السرعة، والقضاء على مشاكل التعليم المتعلقة بالانترنت "التابلت"، واعتماد الحكومة الالكترونية على انترنت فائق السرعة، وبالتالي إمكانية ربط الوزارات ببعضها، كذا حوكمة البيانات وإنشاء قاعدة بيانات عامة للدولة.
وقد يهمك أيضًا:
الرئيس السيسي يفتتح عددا من المشروعات القومية في السويس وجنوب سيناء
السيسي يعتبر تنمية سيناء "أمنًا قوميًا" المسؤولين لـ"طمأنة" المواطنين
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر