خرج السيناريست المصري وائل عبد الحميد عن صمته إزاء الحملة الموجهة ضده والتي تنزع حقوقه الأدبية والملكية بصفته مؤلف مسلسل "الرايس قورصو" الذي يخرجه المخرج عادل أديب.
وأصدر عبد الحميد، في بيان توضيحي يوضح سير العمل منذ مرحلته الأولى.
وجاءني البيان على النحو الآتي:
أولاً: بدأت علاقتي بالمسلسل كمؤلف حين تلقيت اتصالاً تليفونياً في ديسمبر 2017، من صديقي المصري بسام عادل، هو وصديقي التونسي محمد أنس، وتجمعني بهما صداقة طوييلة تمتد لعشرات السنوات، وكان اتصالهما بي خلال تواجدهما بدولة الجزائر الغالية، حيث طالباني بارسال نص درامي مما امتلكها، لكونهما يعلمان أن لدي العديد من النصوص الدرامية التي لم يتم تقديمها على الشاشة، بشرط أن يكون النص صالحاً للتقديم في الدراما الجزائرية، أي لا يكون محلياً أو مصرياً بحتاً، وخلال المكالمة أكدا لي عامل الوقت، حيث إن النص حال الموافقة عليه سيتم تقديمه لرمضان 2018، مما يعني أن الوقت ضيق، ورغم انشغالي بالتحضير لعمل آخر، لم استطع أن أخذل أصدقائي، كما أنني كنت دائمًا وأبدًا أتمني وأرغب في تقديم نص درامي للجمهور الجزائري العزيز.
ثانيًا: وجدت نصا مناسبا لدي يصلح للتقديم درامياً في اَي دولة عربية، فأحداثه على غرار ألف ليلة وليلة، تدور في اللازمان واللامكان، وحمل اسمين مؤقتين الأول "القرصان والسلطان"، والثاني "مغامرات كابتن سيمو"، وطالبني أصدقائي بإرسال الفكرة العامة والمعالجة الدرامية عبر البريد الإلكتروني، وهو ما حدث بالفعل يوم 15 ديسمبر 2017، ومثبت ذلك بالتواريخ عن طريق البريد الإلكتروني، وبالفعل نال النص الإعجاب، وحدثني بسام ومحمد أنس من مكتب على فضيل، وتحدثا إلي تليفونياً.
وأشاد بالنص لكنه شدد على عامل الوقت، وكانت هذه المكالمة ولم أتحدث في اَي أمور مالية والاتفاق كان شفيهاً، وتقديراً لأصدقائي وثقةً فيهما، اتفقنا على بدء كتابة الحلقات سريعاً. وقام بسام عادل بإرسال المعالجة الدرامية للمخرج الكبير عادل أديب الذي كان يُجهز لدخول مشروع فني بمصر، وطلب يومين لإبداء رأيه النهائي على إخراج مسلسل الرايس قورصو أو رفضه، وذلك بعد أن يوازن في الوقت بين ارتباطاته الفنية الاَخرى، وبعد أن قرأ عادل أديب المعالجة الدرامية للمسلسل أشاد بها، وتحدثنا تليفونياً، حتى إن ثناءه على النصن وكلماته المهذبة أخجلتني، وأسعدتني، وحملتني مسئولية أكبر، وأبديت له أمنيتي بأن يكون هو مخرج هذا المسلسل، لأنني أرغب في التعاون معه.
ثالثًا: بالتزامن مع ذلك أبلغني محمد أنس أن هناك شخصا جزائريا تم إرسال المعالجة الدرامية إليه، وستصله الحلقات التي سأقوم بكتابتها تباعاً، حيث إنه سيقوم بتحويل الحوار إلى اللهجة الجزائرية، وقال لي محمد أنس، إن هذا الشخص يريد التواصل معي، وإنه حصل على رقم تليفوني وسيتصل بي، وبالفعل وجدت شخصاً يتصل بي وظل يشيد بالنص الذي كتبته، وأنني تفوقت على الجميع، وما شابه من كلمات المجاملة، ثم طلب مني أن أقبل إضافته على الفيس بوك ليتواصل معي، والحقيقة أنني حتى لم أميز اسمه وقتها، إلى أن وجدت طلب إضافة على الفيس بوك يوم 17 ديسمبر 2017، وقدم لي نفسه أن اسمه أنس تينا وأنه يوتيوبر، وأن دوره في العمل يتلخص في قيامه بكتابة الحوار باللهجة الجزائرية، لكنه الحقيقة كان لا يتوانى عن الاتصال بي طوال اليوم، حتى إنني شعرت كأنه يطاردني، وبدأت أخرج عن تركيزي في الكتابة، وأنا مضغوط أصلاً بسبب ضيق الوقت، فكنت أتجاهل الرد عليه كثيراً، إلى أن وجدته يرسل إلى ملاحظات، ويطالبني بالأخذ بها.
رابعًا: كان ما فعله أنس تينا، نقطة فاصلة بالنسبة لي، فأنا أحترم التخصصات، وأن يجتهد كل شخص في إنجاز عمله فقطن لا أن يجور على عمل غيره، أو يمنح نفسه صلاحيات لا تخصه، وبالفعل تحدثت إلى أصدقائي بسام عادل ومحمد أنس، وأخبرتهم أنني أرفض التدخل في السيناريو، وأنني معتذر عن العمل، ولم تهدأ ثورتي إلا بمكالمة من الأستاذ عادل أديب، طالبني خلالها بعدم التفكير في الاعتذار عن العمل مجددًا، وأنه وافق على إخراج المسلسل، ولن يسمح من الأساس بتدخل أي شخص في اَي شىء، وأن كل الأمور التي تخص العمل ستتم بيننا، والتقينا قبل سفره وعقدنا جلسات عمل، واتفقنا وتفاهمنا على كل شىء، ومع ذلك ظل أنس تينا يحاول الاتصال مراراً وتكراراً دون أن يفقد الأمل، حتى إنه أرسل لي رسائل صوتية مسجلة، يخبرني خلالها أن الحلقة الأولى قد وصلته لكنه لم يقرأها، وأنه يسألني عن رأيي في الملاحظات التي أرسلها، والحقيقة أنني لم أعد أرد سواء عبر اتصالاته عبر الماسنجر، أو حتى برسائل مكتوبة، وكانت آخر رسالة صوتية له ومكتوبة أيضاً في يوم 19 ديسمبر 2017، وهو يقول لي إنه في الانتظار.
وجاءت ملاحظات أنس تينا التي أرسلها إلي كالآتي حيث طالبني في ملاحظته الأولى بأن أقوم بتعديل درامي خطير جداً، وهي أن السلطان يكون متزوجًا من زوجة واحدة لا من ثلاث زوجات كما كتبت أنا في النص. وهو هنا يخل بالعمل الدرامي بكامله، الذي تم بناؤه على وجود 3 زوجات مختلفات في الطباع والثقافة والمستوى الاجتماعي والتركيبة الإنسانية، وكل منهن تمثل شريحة معينة. وهي ملاحظة أصابتني بالغثيان لا الاندهاش. أما الملاحظة الثانية فكانت أنه يطالبني بتحديد جنسية الدول التي تُعادي المملكة واختار الأعداء مصر، والمغرب.
وعلى الرغم من أن العمل أصلاً يدور في اللامكان واللازمان، وأنني كمؤلف أصلاً جنسيتي مصري، ولا يجوز إظهار بلادي كعدو، ولا حتى أقبل كعربي إظهار المغرب الشقيقة الغالية كعدو، وأننا جئنا لنقدم عمل درامي، ومن غير المقبول أن نتسبب في أزمات دبلوماسية بين الدول، أو حتى إحداث شرخ في العلاقات العربية كوننا نجتمع في النهاية تحت سماء الوطن العربي بنفس اللغة والدم والأديان السماوية السمحة.
أما ملاحظته الثالثة فكانت طلبه بالتركيز على شخصية مساعد البطل ويُدعى في النص (سيكو) وإلقاء الضوء عليه، وزيادة مشاهده بحيث يكون دوره محورياً، والحقيقة أنني اندهشت من طلب كهذا، خاصة أن بطل المسلسل الفنان الكبير صالح أوقرت لم يطلب مني طلباً كهذا، وعندما سألت صديقي محمد أنس بداعي الفضول، عن سر هذا الطلب، فأخبرني أن أنس تينا كان يرغب في أن يلعب دور مساعد البطل (سيكو).
وأنه طلب ذلك صراحةً من علي فضيل. لكن مع وجود مخرج كبير مثل عادل أديب لا يُمكن إسناد دور لاَي شخص إلا بموافقته، بحيث يراه يصلح أم لا. وانتهت الاتصالات تماماً بيني وبين الأستاذ أنس تينا بعد يومين فقط، لم أتحمل خلالهما هذا الاقتحام والإزعاج والتطفل.
خامسًا: طالبني المخرج عادل أديب بإجراء بعض التعديلات، ولم أتأخر لحظة، على الرغم من أن التعديل كان يحتاج تعاملاً خاصًا ودقة شديدة، للحفاظ على البناء الدرامي للعمل، وبالفعل قمت بإرسالها للأستاذ عادل أديبن باسم (تعديلات مشاهد الجزيرة) وذلك يوم 9 مارس 2019، فلم نفقد حماسنا أو شغفنا بالعمل لحظة واحدة. وكل كلامي مُثبت وموثق بوثائق، وهناك مستندات ووثائق أخرى سيتم تقديمها للقضاء، وهذا شىء آخر.
وأخيرًا وبمناسبة الحديث عن المستندات سنجد جريدة الشروق الجزائرية عبر عددها الورقي وموقعها الإلكتروني، قد نشرت موضوعا صحفيا عن مسلسل الريس قورصو، كتبه الصحفي حسام الدين فضيل، يوم 1 أبريل 2018، اَي قبل أكثر من عام، وذاك تحت عنوان: "الريس قورصو" يجمع "صالح أوقروت" بمخرج مصري في عمل واحد.
الشروق TV تنتج أضخم مسلسل درامي – كوميدي في ديكورات حريم السلطان بتركيا !. وجاء في الفقرة الأخيرة منه نصاً: (ليس هذا فحسب، فكاتب السيناريو الموهوب وائل عبد الحميد – من مصر، وقد تم اختيار النص الذي كتبه وسط تنافس عدد من كتاب السيناريو لهذا المشروع الضخم واستطاع نيل ثقة الشركة المنتجة بعد أن فاضلت بين العديد من السيناريوهات، وهي أول مرة لكاتب سيناريو مصري أيضا في السوق الوطنية كما يكتب الحوار الكوميدي فريق عمل جزائري). وهذا اعتراف وإقرار من الشروق ومديرها علي فضيل بأنني مؤلف العمل.
ليس هذا فحسب إنما هناك تصريحات صحفية على لسان علي فضيل، خلال استقباله للسفير المصري بالجزائر عند زيارته مجمع الشروق، حيث قال حرفياً في 27 مارس 2018، قبل أكثر من عام: (فيما عقب المدير العام لمؤسسة الشروق، على فضيل "إن العلاقات المصرية الجزائرية قوية ولا يعكرها إلا غبار عابر، وهنأ الشعب المصري بالتأهل لكأس العالم، وقال إننا سنشجع المنتخب المصري ونتمنى له كل التوفيق، وإننا حريصون على مد جسور التعاون الإعلامي والثقافي مع أشقائنا المصريين، متابعا: أنتجنا هذا العام أضخم مسلسل في تاريخ الدراما الجزائرية "الريس قورصو" وقد كتب له السيناريو المؤلف المصري وائل عبد الحميد، ويخرجه المخرج المصري عادل أديب).
وقـــد يــــهمك أيـــضًأ :
"الفسيخ" كلمة السر في احتفال الفنانين بـ"شم النسيم"
"قمر في سكة سفر" مسلسل إذاعي لهاني رمزي في رمضان
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر