لندن ـ سليم كرم
حذر رئيس الجيش البريطاني، الجنرال سير نيك كارتر، من كفاح بريطانيا القائم لمواكبة تطورات أسلحة الجيش الروسي، وأرجع الأمر إلى مزيد من المال، فبالنسبة للدولتين ينفقان نفس المبالغ المالية على ميزانيات الدفاع، ولكن حجم ووزن الجيشان البريطاني والروسي مختلفان تمامًا.
وأوضحت أرقام المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أن ميزانية الدفاع الروسية بلغت نحو 46.6 مليار دولار أميركي في 2016، أما البريطانية نحو 52.5 مليار دولار، وظاهريًا ربما تعتقد أن بريطانيا تنفق أموالًا أكثر من روسيا، كما أن موسكو لديها 831 ألف جندي داخل حيز الخدمة، مقاربة بـ152 ألف جندي للمملكة المتحدة، وهناك فرق شاسع جدًا في حجم المعدات.
وبمقارنة كل جيش على حدى، من المفترض أن تكون قوة الجيش البريطاني 82 ألف، بينما روسيا لديها 270 ألف جندي و2700 دبابة، مقارنة ببريطانيا لديها 227 دبابة، ولدى موسكو 4900 جندي جاهز للقتال على المركبات، لدى الجيش البريطاني 623 فقط.
ويقول القادة البريطانيون إن جودة عدد المعدات الروسية لا تقارن بالمعدات البريطانية، حيث تركز المملكة المتحدة على أفضل المعدات قدرات وأداء عالميًا، بدلًا من العدد، ولكنهم اعترفوا بأن عدد القوات الروسية يمنح روسيا ميزة، كما أنه في نفس الوقت تتحسن معداتهم العسكرية.
ويتمكن الكرملين من استخدام ميزانية الدفاع لشراء معدات حديثة لقواته، بينما قال جنرال رفيع المستوى لنواب البرلمان البريطاني، في العام الماضي، إن الجيش حتى هذه اللحظة خارج التحديثات العالمية منذ 20 عامًا، وبالتالي يحذر القادة العسكريين الآن من القدرات الروسية، بما في ذلك الحروب السيبرانية والإليكترونية، وعمليات الطائرات دون طيار، وهجمات الصواريخ، وأسلحة المدفعية.
ويطرح السؤال نفسه: كيف يمكن لروسيا الاستفادة من ميزانية دفاعها أكثر من بريطانيا وحلفائها الغربيين ؟ وفي هذا السياق، قال الدكتور أغور سوتياغان، باحث بارز متخصص في الدراسات الروسية في المعهد الملكي المتحد للخدمات " أولاً أرقام ميزانية الدفاع الروسية مجرد خدعة، حيث يتم تمويل معدات الجيش الروسي من خلال أقسام الحكومة المختلفة أكثر من وزارة الدفاع نفسها، ويمول الوزراء المدنيون أقسام مثل الدفاع المدني وقدامى المحاربين والجنود أصحاب المعاشات، بينما الميزانية الحقيقية للجيش الروسي، ربما تكون أكثر بنحو 30 إلى 50% من التي يتم الإعلان عنها".
وأضاف " العامل الثانيِ هو انخفاض تكلفة العمال والتصنيع، فالجنود والمصانع تحصل على مرتبات شهرية قليلة، لا تتعدى مئات الجنيهات الاسترليني، كما أن عملية شراء الأسلحة بأكلها ما تزال بين أيدي الدولة، ومن الشائع أنك لا تستطيع عقد صفقات الأسلحة الدفاعية مع الشركات الخاصة، ولكن أود القول بإن 90% من الصفقات تديرها الدولة، وبالتالي لا تدفع روسيا الأموال بالسعر المحدد في السوق".
وقالت فينيلا ماكغيرتي، محلل في معهد جامي لميزانيات الدفاع" التكلفة الرخيصة للجنود والتصنيع سمحت لروسيا إنفاق المزيد من الأموال على شراء المعدات"، وأضافت " المقارنة بين ميزانيتي روسيا والمملكة المتحدة أمر مهم، وعلى المتوسط، تنفق روسيا 30% من كامل ميزانية الدفاع على الشراء، بينما المملكة المتحدة قرابة 17%، والآن في العموم تنفق بريطانيا أكثر على العمليات والصيانة والجنود، بينما روسيا لديها تكلفة منخفضة لكل من الجنود والتصنيع، ويمكنها ذلك من التركيز أكثر على تمويل الجيش وتطويره والاستثمار فيه".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر