أدانت دولة الإمارات العربية المتحدة بشدة الهجوم الذي تعرضت له ناقلتا نفط سعوديتان في البحر الأحمر، وهو ما ألحق بهما أضرارا كادت أن تتسبب في كارثة بيئية في هذا الممر الملاحي العالمي المهم، وقالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الخميس، في بيان لها، إن هذا الاعتداء يعد عملا متطرفا يعرض الملاحة الدولية للخطر ويؤكد استمرار تهديد الميليشيات الحوثية لحرية الملاحة والتجارة العالمية في البحر الأحمر.
وأعربت الإمارات عن قلقها من الاستهداف المتكرر لخطوط الملاحة الدولية من قبلها، وأكدت أن هذا الاعتداء الجبان يثير مجددا الدور السلبي والخطير الذي تقوم به إيران الداعمة لهذه الميليشيات الانقلابية وإصرارها على ممارساتها العدائية عبر تزويد جماعة الحوثي بالأسلحة والمعدات والصواريخ الباليستية التي تهدد الأمن والسلم في المنطقة، وشددت وزارة الخارجية والتعاون الدولي على وقوف الإمارات التام إلى جانب المملكة العربية السعودية الشقيقة ضد كل من يحاول المساس بأمنها أو مصالحها، مؤكدة في الوقت نفسه الارتباط العضوي بين أمن دولة الإمارات وأمن المملكة العربية السعودية الشقيقة، وجددت التزام دولة الإمارات الثابت ضمن التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية بتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن الشقيق مدركة تمام الإدراك ارتباط هذا الهدف بأمن واستقرار المنطقة.
أكّدت ضرورة تحرير الحديدة من الميليشيات
وقالت الوزارة في ختام بيانها، إن هذا الهجوم الإرهابي يؤكد مواصلة هذه الميليشيات التصعيد تهربا من استحقاقات الحل السياسي للأزمة اليمنية وأكدت أن عقلية التمرد التي تسببت في معاناة الشعب اليمني الشقيق ما زالت تحكم أعمال تلك الميليشيات، واعتبر معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن الهجوم الحوثي على ناقلتي نفط سعوديتين يؤكد ضرورة تحرير الحديدة من الميليشيات، وقال في تغريدة له عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر": "استهداف ناقلتي النفط السعوديتين في البحر الأحمر يؤكد ضرورة تحرير الحديدة من ميليشيات الحوثي، الاعتداء الممنهج على الملاحة البحرية تصرف إرهابي أهوج ويعبر عن طبيعة الحوثي وعدوانه". ولاقى الهجوم الحوثي تنديدا عربيا واسعا، حيث دانت مملكة البحرين الهجوم الإرهابي الحوثي.
وصفت البحرين الهجوم بأنه خرق صارخ لكلّ الأعراف الدولية
قالت وزارة الخارجية البحرينية في بيان صحافي لها، إن هذا الاعتداء الجبان يمثل خرقا صارخا لكل القوانين والأعراف الدولية وتهديدا خطيرا للملاحة الدولية ويحمل ضررا بالغا على حرية التجارة العالمية والملاحة البحرية بمضيق باب المندب والبحر الأحمر.
وأكدت تضامن البحرين التام مع المملكة العربية السعودية ووقوفها معها في كل ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على مواردها وردع كل من يحاول المساس بأمنها، وشددت على ضرورة تحرك المجتمع الدولي للتصدي لهذه الأعمال الخطيرة التي تقوم بها الميليشيات الانقلابية في اليمن وكل من يدعمها ويموّلها لضمان توفير الحماية اللازمة للملاحة الدولية والملاحة في مضيق باب المندب.
وأعربت مصر عن إدانتها الشديدة للهجوم الحوثي، وأكدت وزارة الخارجية المصرية، في بيان صحافي، أن "هذا الهجوم يمثل خرقا صارخا لكل القوانين والأعراف الدولية التي تنص على حرية حركة الملاحة في الممرات المائية الدولية، فضلا عن تأثيره السلبي على حرية حركة التجارة الدولية".
وجددت الخارجية المصرية مطالبة المجتمع الدولي بضرورة الاضطلاع بدوره نحو استعادة الشرعية إلى اليمن على أساس مقررات الشرعية الدولية الممثلة في قرار مجلس الأمن 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني، والتصدي لكل الأعمال التي من شأنها زعزعة الاستقرار في المنطقة.
أدانت الحكومة اليمنية الهجوم الحوثي
أدانت الحكومة اليمنية بدورها الهجوم الحوثي، وأكدت الحكومة في بيان لها أن هذا الحادث الشنيع يستهدف الإضرار بمصالح اليمن الحيوية، وحركة خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وكاد أن يودي لكارثة بيئية لولا أن الهجوم لم يسفر عن تسرب النفط من الناقلتين النفطيتين.
ودعت الحكومة اليمنية المجتمع الدولي إلى الوقوف بشكل فوري في مساندة جهود الحكومة العسكرية لتطهير الساحل الغربي من ميليشيا الحوثيين الانقلابية المدعومة من إيران، والضغط على تلك الميليشيا بالانسحاب من مدينة الحديدة، مؤكدةً أن استمرار سيطرة الميليشيا على الحديدة ومينائها الاستراتيجي ومناطق الساحل الغربي، ستظل هجماتها الإرهابية مستمرة ضد حركة الملاحة الدولية.
ولفت البيان إلى أن هذه العملية الإرهابية لم تكن الأولى، بل تأتي في سياق عمليات مماثلة نفذتها ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، على حركة الملاحة الدولية للإضرار بمصالح اليمن والعالم، موضحا أن الميليشيا هاجمت سفينة شحن إماراتية، بالإضافة إلى شن هجماتها الفاشلة والمتكررة على خطوط الملاحة في البحر الأحمر، فضلا عن زرع المئات من الألغام البحرية التي استهدفت صيادين يمنيين.
وأكد البيان على أهمية توجه الحكومة بالتعاون مع دول التحالف العربي في تطهير الساحل الغربي واليمن بشكل عام من خطر الميليشيا الإرهابية، التي أثبتت أنها خطر حقيقي ليس على اليمن فحسب، وإنما على السلم والأمن الدوليين. كما أكدت الحكومة أن الميليشيا لن تراعي المعاهدات والمواثيق الدولية، مشيرة إلى أن الهجوم الذي استهدف الناقلتين النفطيتين جرى في الوقت الذي كان المبعوث الأممي مارتن جريفيث في العاصمة صنعاء، والذي يسعى بجهود أممية لانسحابها من الحديدة، لافتةً إلى أن الهجوم جرى أيضا عقب التهديدات الإيرانية باستهداف خطوط الملاحة الدولية وصادرات النفط لدول الجوار، وبدأ تنفيذ تلك التهديدات من الميليشيا الموالية للنظام الإيراني من الأراضي اليمنية.
وقال البيان إن "هذه الأحداث تؤكد على أن تلك الميليشيا لها أجندة خارجية، ولا تقيم وزنا للقوانين والأعراف المحلية أو الدولية وهذا ما يضاعف خطرها على الجميع، وأن هدف الميليشيا إشعال الفتن والحرائق في اليمن ودول الجوار والإضرار بالتجارة الدولية، خدمة لمشاريع إقليمية خبيثة ومعروفة للجميع".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر