دمشق ـ نور خوام
بين الحدود الجنوبية لسورية مع الأردن والعراق، توجد قطعة من الأرض تشبة الخط الفاصل بين الجحيم والنعيم. فيها أكثر من 40 ألف شخص تقطعت بهم السبل، وتلك الأرض تسمى "صحراء الركبان" التي تقع على بعد 300 كم تقريبًا من دمشق. وتواجه العائلات النازحة القابعة في "مخيم الركبان"، العزلة عن العالم، كما تواجه الجوع قلة الرعايا الصحية والنقل والتعليم .
أقرأ أيضا: أطفال مخيم الركبان يعيشون ظروفاً صعبة
وقد فرت العائلات السورية من بلداتهم وقراهم في المناطق الريفية الشرقية من محافظتي حمص وتدمر إلى "الركبان" في ذروة الأزمة السورية، على أمل العبور إلى الأردن ، بينما ظل البعض قابعين في مخيمات الصحراء الصخرية القاحلة ، مع آمل العودة إلى الديار فور توقف القتال الدامي . وعلى الرغم من مرور أكثر أربع سنوات لا يزال هؤلاء النازحون في الركبان ، يعتمدون على المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة ويصلون من أجل التوصل إلى حل لمحنتهم، فيما مصيرهم لا يزال معلقاً على فتح ممر إنساني لهم.
وكشفت مروى عواد التي تعمل في "برنامج الغذاء العالمي" في سورية ، لصحفية الـ"غارديان" البريطانية، عما شاهدته من تردي أوضاع النازجين في "الركبان" ، عندما زارت المخيم المنعزل للمرة الأولى خلال الأسبوع الماضي ، أثناء مشاركتها في برنامج الأغذية العالمي في قافلة للأمم المتحدة إلى الركبان بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري.
فعلى مدى ثمانية أيام ، قامت القافلة بتوزيع الغذاء المطلوب بشكل عاجل لإطعام السكان في المخيم لمدة شهر واحد ، وكذلك لمعالجة سوء التغذية ل 6 آلاف طفل. كما وفرت وكالات الأمم المتحدة الأخرى المأوى والإمدادات الطبية والصحية للسكان الذين يتجمدون من برودة طقس الصحراء السورية القارس، وفقا لعواد .
أثناء عملها تحدثت عواد مع بعض النازحين من الأطفال ، من ضمنهم بلال وهو طفل يبلغ من العمر 10 سنوات كان يقوم بمهمة جمع القمامة لأسرته لإحراقها بغرض التدفئة. وقال بلال: "إنني أشعر باستمرار بالجوع والعطش". وبلال طفل إمتلأ وجهه بكدمات الصقيع إثر تعرضة اليومي للبردوة الشديدة والعواصف الجليدية ،وكان خلفه صديقة خالد الذي كان يلهو بجثة كلب ميت ، نظرا لحالة عائلته التي لأ تسطيع توفيرالألعاب له.
بينما قالت رقية البالغة من العمر 18 عاماً: " قبل أربع سنوات جئت إلى الركبان". واضافت:"لقد أضطرّنا الجوع الى ذلك، لكن عائلتي نجحت في البقاء الآن بسبب هذه المساعدة".
وتشيرعواد ،إلى أن المنطقة يعيش فيها قبائل ، منتشرة عبر 15 كلم . وعند القيام بتوزيع المساعدات تم قطع طريق طويل للوصول اليها ،وكان الجميع من أطفال وشيوخ من نساء يصطفون لتلقي تلك المساعدات . كما تقول عواد أن هناك الكثير حاولوا ترك "الركبان" من خلال المهربين الذين يطالبون بمبالغ مالية ضخمة لإعادتهم إلى سورية ، الا أن العوز والفقر يمنعانهم من انجاز تسوية الهروب .
قد يهمك أيضًا: المبعوث الأممي لليبيا يلتقى المدير الإقليمي لبرنامج الغذاء العالمي
يبين بيسلي أن اليمن على شفا كارثة وعلى العالم أن يخجل
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر