ألقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، باللوم على سلفه باراك أوباما، لعدم الرد بعنف كافٍ على القرصنة الروسية لأعضاء الحزب الديمقراطي في الانتخابات الأميركية 2016، وجاء ذلك بعد أن اتهم روبرت مولر، المحامي الخاص الذي يحقق في ما إذا كانت حملة ترامب متواطئة مع روسيا، 12 ضابطا من الاستخبارات العسكرية الروسية بارتكاب جرائم قرصنة إلكترونية.
اتهام 12 روسيّا تابعًا لمخابرات بوتين
قال الرئيس الأميركي عبر موقع "تويتر": "القصص التي سمعتها عن 12 روسيا كانت خلال إدارة أوباما، وليست إدارة ترامب"، مضيفًا "لماذا لم يفعلوا شيئا حيال ذلك، وبخاصة حين تم الإبلاغ عن أن الرئيس أوباما حصل على معلومات من مكتب التحقيقات الفيدرالي، في سبتمبر/ أيلول، قبل الانتخابات؟".
وكشفت لائحة الاتهام التي أدلى بها مولر والمكونة من 29 صفحة، عن نطاق المحاولة الروسية للتأثير على الانتخابات، إذ تم استهداف أكثر من 300 شخص مرتبط بحملة هيلاري كلينتون، أو منظمات ديمقراطية، من قبل الروسيين، ووفقا لهذه الاتهامات، كان الوكلاء الـ12 الذين تمت تسميتهم أعضاءً في وحدتين، الوحدة 26165 ووحدة 74455 من وحدة الاستخبارات العسكرية، وهي دائرة الاستخبارات العسكرية الروسية، تمكنوا من الوصول إلى أجهزة الكمبيوتر التابعة للحزب الديمقراطي باستخدام رسائل البريد الإلكتروني "التصيد الاحتيالي" المتخفية في شكل تنبيهات أمان "غوغل"، وأيضًا طرق أخرى، وبمجرد دخولهم إلى الأنظمة استخدموا مصطلحات البحث مثل "هيلاري" و"تحقيق بنغازي" للعثور على أكثر الرسائل الإلكترونية تلفا.
ما فعله القراصنة الروسيون
راقب القراصنة الروسيون لوحات مفاتيح المسؤولين الديمقراطيين، وسرقوا كلمات المرور الخاصة بهم، وأخذوا لقطات لشاشة الكمبيوتر، ورصدوا المعلومات المصرفية، وفي نشر للمعلومات قبل الانتخابات، استخدموا أسماء أميركية مزيفة على الإنترنت، بما في ذلك "كاري فيحان" و"كيت إس ميلتون"، وقاموا بإنشاء نطاق الإنترنت DCLeaks.com للحصول على معلومات ضارة للديمقراطيين، مدعين بأنهم "أميركيون مختطفون"، كما أنشأوا عملاء رؤساء Guccifer. 2.0، وهو تعريف على الإنترنت يدعي أنه هكر روماني، واتصلوا بويكيليكس أثناء نشرهم المعلومات في الفترة التي تسبق الانتخابات.
وشملت تلك المعلومات رسائل البريد الإلكتروني التي تُظهر كيف كان المسؤولون الديمقراطيون يعملون ضد بيرني ساندرز، مما أدى إلى انقسام عميق في قاعدة الدعم للحزب عندما تم الإفراج عن رسائل البريد الإلكتروني، بما في ذلك رسائل البريد الإلكتروني من جون بوديستا، رئيس حملة السيدة كلينتون، وفي هذه العملية، استخدم الروسيون عملة بيتكوين مقابل الدفع عبر الإنترنت لتغطية مساراتهم المالية.
واستخدموا شبكة من أجهزة الكمبيوتر في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك استئجار واحدة في ولاية إلينوي الأميركية.
واخترق الروسيون مجالس انتخابات الولاية في فلوريدا وجورجيا وأيوا، وسرقوا تفاصيل بيانات 50 ألف ناخب بما في ذلك الأسماء والعناوين وأرقام الضمان الاجتماعي الجزئي وأرقام رخصة القيادة، وفقا للائحة الاتهام، كما زُعم أن الروسيين اخترقوا مواقع الشركات الأميركية التي تقدم برمجيات لإدارة الانتخابات.
وبحسب ما ورد حصلت وكالات الاستخبارات الأميركية على معلومات تشير إلى احتفاء عملاء "جي آر يو" عندما فاز ترامب في الانتخابات.
التحقيقات المقبلة تحمل مفاجآت
وحثّ الديمقراطيون ومسؤولون سابقون في المخابرات الأميركية السيد ترامب على استخدام الأدلة في لائحة الاتهام لمواجهة نفي بوتين التدخل في الانتخابات الروسية.
ووصف مايكل هايدن، المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأميركية، لائحة الاتهام بأنها "قراءة رائعة لتفاصيل ثرية للغاية"، وتوقع بأن يتوالى اتساع دائرة الاتهام.
ولم يقل مولر إن شركاء حملة ترامب كانوا متورطين في جهود القرصنة، وأن الأميركيين كانوا على علم بمعرفة ضباط المخابرات الروسيين، أو أنه تم تغيير أي نسبة أصوات عن طريق القرصنة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر