آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

الرئيسان الأميركي والروسي ناقشا جميع الملفات السياسية الدولية

لقاء دونالد ترامب وفلاديمير بوتين يفشل في حل "العقدة الروسية"

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- لقاء دونالد ترامب وفلاديمير بوتين يفشل في حل "العقدة الروسية"

الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين
هامبورغ ـ عادل سلامه

اكتشف العالم، بفضل تسريبات الصحافة الأميركية، الأسباب التي أدّت إلى التأخر في تأكيد انعقاد اللقاء الثنائي بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين على هامش قمة العشرين التي تحوّلت منذ ليل الخميس الماضي إلى ساحة من الصدامات غير المسبوقة بين قوات الأمن والمتظاهرين المحتجين على النظام العالمي القائم، مستشارون ديبلوماسيون كثيرون ومسؤولو الأمن القومي نصحوا الرئيس الأميركي، وبعضهم بإلحاح، بعدم عقد هذا اللقاء الذي حذّر منه عدد من قادة الحزب الجمهوري وعارضه الديموقراطيون بشدة علناً منذ فترة، لكن ترامب الذي لم يخفِ أبداً إعجابه يوماً بفلاديمير بوتين، مفضلاً إياه على "أوباما المتردد" مرات عدة خلال الحملة الانتخابية، كان مصرّاً على عقد هذا اللقاء الذي طمح إلى أن يكون بمثابة تجاوز لـ "العقدة الروسية" التي تخيّم على ولايته منذ دخوله البيت الأبيض، وتثير حوله شكوكاً عجز حتى الآن عن تبديدها.

ودام اللقاء الذي كان مبرمجاً لنصف ساعة، أكثر من ساعتين واقتصر على الرئيسين ووزيري الخارجية ومترجمين وتناول كل الملفات السياسية الدولية المطروحة بدءاً بسورية ومروراً بكوريا الشمالية والتوتر في بحر الصين وصولاً إلى أوكرانيا، من غير أن يتوقف عند العناوين الكبرى للقمة مثل تغيّر المناخ وأزمة الهجرة واتفاقات التجارة الحرة، واكتفى ترامب، وفق ما سرّب، بطرح موضوع الاتهامات الموجهة إلى روسيا حول تدخلها في حملة انتخابات الرئاسة الأميركية، ليردّ عليه بوتين ناكراً أي تدخّل في ما يشبه السيناريو المعدّ سلفاً عند التحضير للقمة.

ويرى مراقبون أن المجازفة الكبرى التي أقدم عليها ترامب ليست في إصراره على عقد القمة مع بوتين وتجاهل نصائح مستشاريه المقرّبين، بل في إعلانه القبول برد الرئيس الروسي ونكرانه التدخل في الحملة الانتخابية، كما لو أنه يعتزم إقفال هذا الملف الشائك الذي ما زال يشكّل خطراً على رئاسته، وجاء الرد الروسي متعارضاً كليّاً مع استنتاجات التقرير المشترك الذي وضعته الوكالات الأمنية الأميركية الكبرى "مكتب التحقيقات الفيديرالي ووكالة الأمن القومي ووكالة الاستخبارات المركزية" والتي أكدت "أن فلاديمير بوتين هو الذي أصدر الأمر بشن هجوم إلكتروني على حملة انتخابات الرئاسة الأميركية، بهدف زعزعة ثقة الرأي العام في العملية الديموقراطية"، ويتخوّف مسؤولون في واشنطن من أن موقف ترامب لن يؤثر فقط في صدقيته كرئيس، بل من شأنه أن يلحق ضرراً بالأمن القومي الأميركي.

وخرج بوتين ظافراً من القمة على رغم أنه أصدر أوامره بشن أكبر حملة تدخّل في الشؤون الداخلية الأميركية، وبعد أشهر يجالس رئيس الولايات المتحدة، يتصافحان ويتحادثان كالأصدقاء ويتفقان على حل مشاكل العالم، وترامب الذي خرج باتفاق خجول لوقف النار في جنوب غربي سورية، تنتظره متاعب جديدة عند عودته إلى واشنطن حيث لا يزال يخضع للتحقيق من هيئة مستقلة في موضوع الشكوك التي تحوم حول تواطؤه مع التدخلات الروسية في الحملة الانتخابية، وليس مستبعداً أن تشهد واشنطن اعتباراً من الأسبوع المقبل عاصفة جديدة من الاحتجاجات والانتقادات لأداء ترامب خلال لقائه بوتين وضربه عرض الحائط بنصائح مستشاريه ودعوات غالبية أعضاء الكونغرس، ومن غير المستبعد أن يرتفع منسوب التوتر بين ترامب ومعارضيه في الأسابيع المقبلة إذا صحّت التوقعات وكشفت هيئة التحقيق المستقلة عن معلومات جديدة ينتظر أن تدفع إلى توجيه اتهامات مباشرة إلى الرئيس حول علاقاته الروسية المشبوهة.

وساد هدوء نسبي مناطق جنوب غربي سورية أمس، ترقباً لبدء تطبيق وقف النار الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا، ويسري اعتباراً من ظهر الأحد، وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أهمية دفع مسار تأسيس مناطق خفض التوتر في سورية، وقال إن "الموقف الأميركي لم يتغير، لكنه غدا أكثر براغماتية، ما ساهم في الاتفاق على هدنة الجنوب"،  لكنه لفت إلى نقاط خلافية بين موسكو وواشنطن، منتقداً عبارات الوزير ريكس تيلرسون حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال بوتين، خلال مؤتمر صحافي عقده في اختتام أعمال قمة "العشرين" في هامبورغ، إن الملف السوري كان محور بحث في كل النقاشات الثنائية على هامش القمة، مشيرًا إلى أن الموقف الأميركي "لم يتغير، لكنه يبدو أكثر براغماتية، وباتت واشنطن تدرك أهمية التنسيق للتوصل إلى نتائج إيجابية وإلى مكافحة فعالة للإرهاب"، وزاد أن هذا الموقف "سمح بالتوصل إلى اتفاق الهدنة في جنوب سورية، عبر تنسيق مع كل من الأردن وإسرائيل".

واعتبر بوتين الاتفاق مع واشنطن "نتيجة حقيقية وجيدة"، لافتاً إلى أنه يشكل امتداداً "استكمالاً" للعمل المشترك لبناء مناطق خفض التوتر في سورية. وأشار إلى أهمية الجهد المشترك الذي بذلته موسكو مع كل من أنقرة وطهران على هذا الصعيد، إضافة إلى "التنسيق المتواصل مع الحكومة السورية"، وعلى رغم إشادة بوتين بنتائج محادثاته مع دونالد ترامب، إلا أنه لم يفوت فرصة انتقاد تصريحات الوزير تيلرسون التي قال فيها إن الرئيس السوري بشار الأسد لا مستقبل له في العملية السياسية، وأفاد الرئيس الروسي، بأنّه "على رغم احترامي لتيلرسون الحاصل على وسام روسي بارز إلا أنه ليس مواطناً سورياً، ومصير الأسد يحدده المواطنون السوريون فقط".
وأشاد بوتين الذي عقد أمس جلسة محادثات مطولة مع نظيره رجب طيب أردوغان، بأهمية الدور التركي، مشيرًا إلى أنّه "من دون الدعم التركي، لا يمكن التوصل إلى إقامة مناطق خفض التوتر، خصوصاً في إدلب وشمال سورية"، وكان بوتين خاطب أردوغان خلال لقائهما بالإشارة إلى أن "الفضل الملموس في ذلك يعود إلى موقفكم يا سيادة الرئيس، إذ تبدّل الوضع نحو الأفضل في سورية، والضربة القاصمة التي تلقتها العصابات الإرهابية هناك تمت في هذه الأثناء، ما أدى إلى أن تقطع التسوية شوطاً كبيراً"

وأردف بوتين أن الخطوة المهمة خلال المرحلة المقبلة هي "الاتفاق على حدود تلك المناطق وآليات العمل فيها، بالاعتماد على التجربة الإيجابية التي تم التوصل إليها حتى الآن"، وجدد تأكيد الموقف الروسي بأن "إقامة هذه المناطق لا ينبغي أن تسفر عن تقسيم سورية، ونجاح هذه التجربة من شأنه أن يساهم في الحفاظ على وحدة البلاد، لأن هذه المناطق يمكن أن تفتح آفاقاً للتعاون مع بعضها بعضاً، ومع الحكومة السورية".

وأكدت مصادر أردنية أن ثمة محادثات أردنية- أميركية- روسية تتناول آليات ستتم بلورتها ضمن اجتماعات لتبادل المعلومات، مرتبطة بعدد من الجوانب والتفاصيل الفنية المتعلقة بقرار وقف النار في جنوب غربي سورية، مشددة على أنّ "الطواقم العسكرية والفنية لا تزال تعمل عليها"، واعتبرت مصادر أردنية محلية أن الأردن يستخدم علاقاته المتوازنة مع الأطراف الدولية المؤثرة في الأزمة السورية، مشيرةً إلى أن عمان شاركت في صوغ قرار وقف النار في جنوب سورية، وأن المملكة متمسكة بموقفها من أن لا تكون طرفاً في الأزمة، خصوصاً في ما يتعلق برفضها نشر قوات عسكرية أردنية على الأرض، أو التدخل العسكري في الجنوب السوري، مع إبقاء قواتها في حالة تأهب قصوى على الحدود.

وكان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي اعتبر أن قرار وقف النار في سورية يشكل خطوة نحو وقف كلي للقتال وحل سياسي يحفظ وحدة سورية واستقلالها، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس إن اتفاق وقف النار في جنوب غربي سورية يشمل محافظات درعا والسويداء والقنيطرة.

وتقدّمت القوات الحكومية السورية، نحو مطار الطبقة العسكري في ريف الرقة الغربي، مقلصة بذلك المسافة التي تفصلها عن المطار الخاضع للقوى الكردية الموالية لواشنطن، وتكمن أهمية المطار وفق فريق كبير من الخبراء العسكريين والمراقبين "في نية واشنطن جعل الطبقة موطئ قدم لها في سورية في إطار شغل الضفة الشرقية من نهر الفرات، وتقسيم سورية إلى شطرين على غرار ألمانيا في أعقاب الحرب العالمية الثانية".

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لقاء دونالد ترامب وفلاديمير بوتين يفشل في حل العقدة الروسية لقاء دونالد ترامب وفلاديمير بوتين يفشل في حل العقدة الروسية



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي

GMT 01:57 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حنان ترك تظهر في عيد ميلاد توأم زينة وتخطف الأضواء

GMT 15:40 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

دينا راغب بإطلالة فرعونية تتخطى 150 ألف دولار

GMT 03:21 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تستعمل الأغاني بدلًا من أصوات المحركات المزعجة

GMT 21:31 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تحدث ميزات جديدة للمستخدمين في15 دولة العالم العربي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen