موسكو ـ ريتا مهنا
يظن البعض أن حالة العداء بين الرئيسين، الروسي فلاديمير بوتين، والأميركي باراك أوباما، ستنتهي فور انتهاء ولاية الأخير، وعودته إلى صفوف المواطنين، ولكن في اللقاء الأخير في بيرو، لوحظت علامات عدم الارتياح على الرئيسين، والتقطت كاميرات المصورين السلام الفاتر، ومصافحة الأيدي الميتة بينهما، وسط التوترات بشأن الكارثة في سورية.
وتحدث الرئيسيان لفترة وجيزة، الأحد، خلال حضور القمة الاقتصادية الجارية في بيرو، في أول حديث لهما منذ انتخاب دونالد ترامب كالرئيس الأميركي المقبل. ووقفا جنبًا إلى جنب للحظات مع المساعدين المقربين لهما، وتصافحا ثم أخذا مقاعدهما حول الطاولة. ولم يتضح بعد ما تناقشا بشأنه، فكلامهما لم يكن مسموعًا للصحافيين، كما أن البيت الأبيض لم يقدم على الفور تفاصيل بشأن مضمون محادثاتهما. وجاء التفاعل القصير وسط تكهنات وقلق بشأن ما إذا كانت انتخاب ترامب، يمهد الطريق أمام نهج جديد للولايات المتحدة، أكثر توافقية تجاه روسيا.
وأقرّت الولايات المتحدة، في عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما، عقوبات صارمة على روسيا بشأن السلوك العدواني في أوكرانيا، وسعت دون جدوى لإقناع موسكو بوقف التدخل في الحرب الأهلية في سورية، والمساعدة في دعم الرئيس السوري بشار الأسد. وأعلن ترامب وبوتين بالفعل أنهما يسعيان إلى إقامة علاقة أقل عدائية، بعدما يتولى ترامب مهامه في البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني المقبل.
وأكد الكرملين أنه في مكالمة هاتفية بعد وقت قصير من انتخاب ترامب، هنأه بوتين وأعرب عن استعداده لبدء حوار ندي بينهما. ومن المتوقع أن يتصل بوتين بترامب بمجرد توليه السلطة في البيت الأبيض، للحصول على موافقته على قصّف أهداف في سورية.
وأوضح السفير الروسي في لندن ألكسندر ياكوفنكو، أن بوتين كان يحاول إقناع الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما بالموافقة على أن الطيارين الروس، سيقصفون أهداف للمتمردين، لكن العلاقات بين أوباما وبوتين كانت في أدنى مستوياتها. وأضاف ياكوفينكو "استخدام القوة الجوية في سورية هو جزء من الجهود الدبلوماسية التي ندعمها بالقوة. ولقد كنا نحاول التنسيق مع الإدارة الأميركية. وسنواصل القيام بذلك مع الرئيس المقبل".
وأرادت بريطانيا والولايات المتحدة فرض "مناطق حظر الطيران" فوق حلب، لوقف الذبح العشوائي للمدنيين على الأرض، من قبّل الطائرات الروسية التي تستهدف المتمردين في شرق المدينة. وظهرت لقطات مثيرة للقلق، لحظة القيام بضربة جوية على مستشفى للأطفال في حلب، مما أجبرهم على إخراج الأطفال في الحاضنات إلى بر الأمان.
وأصابت الضربات الجوية الأخيرة في حلب، مجمعًا من أربعة مستشفيات، بما في ذلك منشأة الأطفال، التي تعرضت للهجوم قبل يومين. وأكد أحد الأطباء في مستشفى الأطفال، الذي عرف نفسه فقط باسم حاتم، إن 14 طفلًا في الحاضنات هرعوا لمنشأة أخرى، على بعد 10 دقائق بالسيارة بينما استمرت الضربات.
وفي الفترة التي تسبق الانتخابات، اتهمت الولايات المتحدة أيضًا روسيا، بمحاولة التدخل في الانتخابات، بما في ذلك عن طريق اختراق أنظمة البريد الإلكتروني للحزب الديمقراطي. وأثار أوباما مخاوف تتعلق مباشرة ببوتين قبل الانتخابات بشأن القرصنة الروسية، وسجلت الولايات المتحدة أيضًا الشكاوى من خلال الخط الساخن الذي أنشئ، لتجنب حرب نووية غير مقصودة.
وأصّر الكرملين بأنه ليس لديه مرشحًا مفضلًا، ورفض ادعاءات التدخل في الانتخابات الأميركية. وجاء الاجتماع مع بوتين في الوقت الذي يستعد فيه أوباما، لإجراء محادثات منفصلة مقررة مع زعماء من أستراليا وكندا، قبل اختتام الزيارة الخارجية الأخيرة لرئاسته. وساعد البلدان في التفاوض على اتفاقية تجارة متعددة الجنسيات مع الولايات المتحدة وتسع دول أخرى مطلة على المحيط الهادئ. ولكن ليس من المرجح أن يصدق الكونغرس على الصفقة، مما وجه ضربة لآمال أوباما في وجود اتفاق يصبح جزءًا من إرثه الرئاسي.
وكشف ترامب أنه يمكن لتلك الصفقات التجارية أن تضر بعمال الولايات المتحدة، وأنه يعارض اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ الكاسح. وإلى جانب المشاركة في اجتماعات اليوم مع زعماء العالم الآخرين الذين حضروا المنتدى الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ، التي تجري سنويًا في عاصمة بيرو، جلس أوباما أولًا مع رئيس الوزراء مالكولم تيرنبول من أستراليا، حليف الولايات المتحدة، وشريك في اتفاق التجارة عبر المحيط الهادئ. ويعتزم الرئيس أيضًا أن يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الذي تتمتع بلاده بشراكة مع الولايات المتحدة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر