بغداد ـ نهال القباني
أكد رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أن بلاده تريد النأي بنفسها عن الصراع الدائر بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران.
جاءت تصريحات عبد المهدي غداة القرار الأميركي بإدراج «الحرس الثوري» الإيراني على لائحة المنظمات الإرهابية.
وكشف عبد المهدي خلال مؤتمره الأسبوعي الذي يعقده كل ثلاثاء عن أنه تحدث مع الإدارة الأميركية، بهدف «إيقاف القرار الأميركي، لأن قرارات كهذه تكون لها امتدادات سلبية في العراق والمنطقة، لكنهم (الأميركان) ساروا في هذا القرار».
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت بلاده ستمسك العصا من المنتصف في إطار علاقتها بالدولتين المتناحرتين؛ إيران والولايات المتحدة الأميركية، قال: «لسنا مضطرين إلى مسك العصا من المنتصف... نحن اليوم بلد قوي، لا نمسك من النصف لنلعب على الحبلين أو مع طرف على حساب آخر؛ إنما نريد لبلادنا والمنطقة الاستقرار». وقال عبد المهدي: «تكلمت مع الأميركيين والإيرانيين وقلت لهم بصراحة: لا نريد أن يجري على أرضنا أي صراع، سواء من منظمات ضد دول، أو من دول فيما بينها، كفى العراق صراعاً، ولا توجد دولة في المنطقة دفعت ثمن الصراعات كما دفع العراق منذ عقود طويلة. نسعى لاستثمار علاقاتنا الجيدة بجميع الأطراف لتهدئة الأمور».
من جهتها، عدّت وزارة الخارجية العراقية أن «قرار الولايات المتحدة الأخير بشأن (الحرس الثوري) لا يأتي في سياق استقرار المنطقة». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد الصحاف في بيان مقتضب، أمس: «نتمسك بموقفنا الثابت، ولن نسمح بأن تكون أراضي العراق مقرّاً، أو ممرّاً، لإلحاق الضرر بأي من دول الجوار».
في غضون ذلك، قال مصدر مطلع إن «الولايات المتحدة الأميركية، أبلغت الجهات العراقية المقربة والصديقة لإيران بعدم التدخل وإصدار البيانات المعادية ضدها، لأنها ستعمد إلى متابعة أصولها المالية وتعدّها شريكة لـ(الحرس الثوري) الإيراني... من هنا؛ يلاحظ أن كثيراً من تلك الجهات لم تصدر أي تعليق على القرار الأميركي ولزمت الصمت، لأن القصة هنا تتعلق وتلامس مصالحها المالية الضخمة في العراق ودول الإقليم».
وعن القرار الأميركي وتداعياته وموقف العراق منه، يقول رئيس «المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية» واثق الهاشمي إن «رئيس الوزراء عادل عبد المهدي تحدث بمسؤولية كبيرة وعلى طريقة رجال الدولة الذين يحرصون على مصالح بلادهم حين أعلن نأي العراق بنفسه عن الصراع الأميركي - الإيراني». ويعتقد الهاشمي أن «كلاً من الولايات المتحدة الأميركية وإيران ستتفهمان موقف العراق الحيادي من صراعهما».
إلى ذلك، عدّ نائب رئيس «هيئة الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس، أمس، إدراج أميركا «الحرس الثوري» الإيراني على قائمتها لـ«المنظمات الإرهابية»؛ «قراراً أحمق»، وأنه يهدف إلى مزيد من التوتر والصراعات الإقليمية، وأنه سيعود على أميركا بـ«الضرر البالغ».
وقال «المهندس»، المعروف بعلاقاته الوثيقة مع إيران، في بيان، إن القرارات الأميركية «تهدف إلى زعزعة أمن المنطقة وجرها إلى مزيد من بؤر التوتر والصراعات الإقليمية».
قد يهمك أيضًا:
الحكومة العراقية تلغي "عطلة" سقوط صدام حسين واتهامات بالتنكيل تُلاحق مؤيديه
جون بولتون يُؤكّد على أنّ خُطة واشنطن للسلام ترى النور "قريبًا"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر