حضرموت - امير باعويضان
أدّت التصريحات الأخيرة لمحافظ حضرموت، اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، إلى جعله عرضه لهجمات الإخوان الإعلامية، بعد تأييده للمجلس السياسي الانتقالي الجنوبي، الذي اعلنه وتولى رئاسته، محافظ عدن السابق والقيادي بالمقاومة الجنوبية، عيدروس الزبيدي، المفوض بتشكيله منذ مطلع مايو/أيار الجاري، ، إلى جانب شخصيات جنوبية بارزة، من بينها أحمد بن بريك.
ويمنح المجلس السياسي الإنتقالي، الجنوبين، الإنفراد بالقرار السياسي والعسكري والإداري بعيدا عن الشرعية اليمنية، في معظم المناطق الجنوبية، التي تعتبر مكونات الحراك الجنوبي، أهم القوى السياسية المؤثرة فيها، إلى جانب الأهم، وهو سيطرة المقاومة الجنوبية والقوات الجنوبية، التي تشكلت بدعم إماراتي، ضمن التحالف العربي، لتحريرها من سيطرة ميلشيات الحوثي وصالح الإنقلابية، من ناحية، والتنظيمات المتطرّفة من ناحية أخرى، وتعد قوات النخبة الحضرمية، أكثر هذه القوى تسليحا.
وعلى الرغم من إن بن بريك، لم يخرج في بيان تأييده للمجلس السياسي الجنوبي، الذي هو بالأصل عضو فيه، عن شرعية الرئيس هادي، معتبرًا بأن المطالب الجنوبية، يمكن تحقيقها في ظل الشرعية ذاتها، وطالب بدولة إتحادية من إقليمين جنوبي، وآخر شمالي، إلا أن هذا لم يجنبه الحملة، الإعلامية التي اطلقها الإخوان في البداية، ولحقهم إعلام الحوثيين والمخلوع صالح، والتي استهدفت بشكل هستيري، كل من يؤيد المجلس الانتقالي الجنوبي، في حين طالب الأخوان، هادي، بإقالة بن بريك، وتعمدوا إظهاره متمردا على الشرعية.
وأكّد مراقبون دوليون أنّ بن بريك يمتلك القوى المطلقة في المناطق الساحلية من محافظته التي يتمتع الجزء الساحلي منها بإستقرار ملحوظ ونمو لم تشهده أي منطقة في اليمن في ظل الوضع الراهن، ويحظى بن بريك بقبول من ناحية الإماراتيين، التي تتواجد قواتهم في ساحل حضرموت، كما أن بن بريك يتمتع بشعبية كبيرة من معظم سكان حضرموت، بإعتباره قائد لتحرير عاصمة المحافظة "المكلا" من تنظيم القاعدة إلى جانب قائد قوات النخبة اللواء الركن فرج البحسني الذي قاد معركة التحرير، والشيخ القبلي عمرو بن حبريش الذي لعب دورا كبيرا في حشد القبائل، وشكل إلى جانبهم قيادة ثلاثية لحضرموت، استطاعت السيطرة الكاملة على الساحل، وتعد هذه أهم العناصر التي منحت لبن بريك والحضارم وقوى وقدرة يستطيعون بها الإستقلال، أكثر من تلك التي يتمتع بها الزبيدي، في عدن ومناطق جنوبية اخرى، وذلك لعدم وجود قوات عسكرية على في ساحل حضرموت، غير قوات النخبة الحضرمية والقوات الإماراتية، على عكس عدن التي تنتشر فيها ايضا قوات موالية لهادي وعلي محسن الأحمر.
ويعتقد بعض الصحافيين اليمنيين، أن انجرار الرئيس هادي مرة أخرى خلف ضغوطات الأخوان في اقالة بن بريك، سيوقعه في فخ جديد، يجعله يخسر تأييد بن بريك، ويمنح ساحل حضرموت استقلاله عن هادي، في الوقت الذي لا يملك هادي أي قوى على الواقع لفرض قراراته في ساحل حضرموت، دون الرجوع لـ بن بريك.
وأعلن بن بريك، في وقت سابق، نيته إعلان إقليم حضرموت، ووعد بحسم قضية وادي حضرموت عسكريا، والتي لازالت تسيطر عليها قوات المنطقة العسكرية الأولى الموالية لعلي محسن وهادي، وتشهد انتشار الجماعات المسلحة، وانفلات في الأمن، بينما استطاعت قوات النخبة الحضرمية، الموالية لبن بريك والبحسني، الأربعاء الماضي، التقدم والسيطرة على مديرية دوعن، بوادي حضرموت، وطرد مسلحي القاعدة الذين كانوا ينتشرون فيها، ويرى ناشطون أن الرئيس هادي، في الوقت الحالي لا يملك خيارات اخرى، غير القبول بالضغوطات التي فرضها عليه بن بريك بعد تأييده وانضمامه إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، ضمن شرعيته، عن تلك الضغوطات التي يسعى الإخوان لفرضها عليه، بإقالة بن بريك، والذي سيكلف هادي خسارة أكثر الموالين له في الجنوب.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر