بغداد ـ نهال قباني
يعدّ الخليفة الداعشي المزعوم أبوبكر البغدادي أكثر الرجال المطلوبين دوليا مع مكافأة تصل إلى 25 ألف دولار أميركي لمن يأتي برأسه، ورغم فقدان تنظيم "داعش" كل الأراضي التي وقعت تحت قبضته في العراق وسورية، لكن هذا الرجل الغامض الذي نصب نفسه زعيما لا يزال حرا طليقا.
ورغم تكاثر الأقاويل بشأن وفاته خلال الأعوام القليلة الماضية لا أحد يعلم مكان البغدادي، فلم يظهر هذا الرجل علنا سوى مرة واحدة، في عام 2014، ومنذ ذلك الوقت قُتل العديد من كبار مساعديه، معظمهم في غارات جوية شنتها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، ويعد واحدا من كبار زعماء "داعش" الذين لا يزالون أحرارا، بعد عامين من الصراع والخسائر الكبيرة التي تكبّدها التنظيم في ساحة المعركة والتي أدت إلى انحسار الخلافة من رقعة كبيرة من الأراضي إلى منطقة صغيرة جدا في وادي نهر الفرات، ورغم اعتباره رمزا لـ"داعش" وصفه المتحدث الحالي باسم الخلافة بأنه "ليس له أي صلة بما يحدث لفترة طويلة فإن توقيف البغدادي سيكون فوزا كبيرا للجميع.
أقرأ أيضا:
المخابرات الأميركية تنفي مقتل زعيم "داعش" المُتطرّف أبوبكر البغدادي
ورغم عدم العثور على الزعيم الداعشي، الذي تهرب من الأميركيين والروس والسوريين والعراقيين والأكراد حملت القوات الديمقراطية السورية المدعومة من الولايات المتحدة آملا بأن تجده في شرق سورية وبالقرب من الحدود العراقية أثناء تطهيرها وسيطرتها على باغوز فهناك اتخد مئات من قادة "داعش" والمقاتلون المتشددون، وكثير منهم عراقيون، موقفا أخيرا قبل الاستسلام، حيث أُطلقت "قسد" سراح الجيب الأخير في قرية باغوز الشرقية السبت بعد أسابيع من القتال الدامي، خلال الحصار، خرج المدنيون من الجيب واستسلموا، وقدر عددهم بأكثر من 30 ألفا، وكان معظمهم من عائلات "داعش" لكن لم تكن هناك أي آثار على وجود البغدادي.
وأعلن العقيد شون ريان المتحدث باسم التحالف بقيادة الولايات المتحدة، لوكالة "أسوشيتد برس"، أن التحالف لا يحتجزه ولا نعرف أين هو، كما قال محمد خضر، أحد مؤسسي مجموعة توثق ما يفعله "داعش"، إن آخر مرة شوهد فيها البغدادي في المنطقة كانت منذ نحو 15 شهرا، وفقا إلى مصادر وشهادات للأشخاص من المنطقة، بينما يعتقد مسؤولو المخابرات العراقيون بأن البغدادي يختبئ في مكان ما في الصحراء يمتد عبر الحدود السورية العراقية، مستخدم الأنفاق للتنقل، وأشار مسؤول مخابرات كبير إلى أن البغدادي لا يستخدم أي وسائل اتصال أو إنترنت لتجنب الكشف عنه بواسطة طائرات التحالف، وقال مسؤول آخر إن الأميركيين استهدفوا مؤخرا بعض أقرب أشخاص البغدادي، بمن فيهم حارسه الشخصي خالد السعودي المعروف باسم "خلاد" الذي قتل الأسبوع الماضي بالقرب من منطقة البعاج على طول الحدود العراقية السورية، بينما تم توقيف زوجته.
ووُلد البغدادي إبراهيم عواد إبراهيم علي البدري السامرائي في 1971 العام السابق في سامراء، العراق، وتبنّى الحياة الحركية في وقت مبكر، ووفقا للمواقع التابعة إلى القاعدة احتجزته القوات الأميركية في العراق وأرسلته إلى سجن بوكا في 2004 لنشاطه المناهض للولايات المتحدة، وأُطلق صراحه بعد ذلك بعشرة أشهر، وانضم بعد ذلك إلى فرع تنظيم القاعدة في العراق التابع لأبومصعب الزرقاوي.
قد يهمك أيضًا:
الولايات المتحدة تزوّد دمشق بالنفط رغم العقوبات الأميركية
قيادي في الحشد الشعبي العراقي يكشف عن مفاجأة بشأن البغدادي
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر