كابل ـ أعظم خان
تحدى محافظ آخر لمقاطعة شمالية في أفغانستان، بعد عطا محمد نور، محافظ مقاطعة بلخ الشمالية، أمرا صدر من الحكومة المركزية المدعومة من الولايات المتحدة، بالتنحي، وذلك يوم الأحد الماضي، مما أدى إلى تعميق الانقسام السياسي بين الرئيس الأفغاني أشرف غاني والقادة الإقليميين.
ويعارض كل من الرئيس الأفغاني والمحافظان المعارضان حركة "طالبان"، ولكن الاقتتال الداخلي ربما زاد من التعقيدات للولايات المتحدة، في الوقت الذي تكافح فيه من أجل إحراز تقدم ضد المتمردين، حتى مع تصعيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الحملة ضدهم، وقد تم الإعلان عن تحول في إستراتيجية الولايات المتحدة نحو مزيدا من القصف وزيادة الضغط على باكستان في الصيف الماضي، ولكن التقرير الذي أصدره مكتب المفتش العام بوزارة الدفاع يوم الجمعة، أظهر أنه لم يفعل شيئا حتى الآن للسيطرة على المناطق الخاضعة لسيطرة طالبان.
وأفاد التقرير أنه بعد 17 عاما من الحرب، تسيطر حكومة كابول على 18% فقط من مقاطعات البلاد، ولها تأثير على 38% إضافية، وأضاف :" قال قادة "الناتو" والولايات المتحدة إن هذه الإستراتيجية المُعدّلة غيّرت قوة الدفع في أفغانستان، ومع ذلك، فإن أحد المقاييس القليلة غير المصنفة المتاحة لهذا التقدم لا تظهر أي تغيير في السيطرة الحكومية على المراكز السكانية".
ويشكّل الاقتتال السياسي في المنطقة التي تسيطر عليها الحكومة تحديًا آخر، ففي ديسمبر/ كانون الأول، رفض السيد نور الاستقالة من منصبه، بعدما فصله غاني، وقد اعترضت قوات نور شاحنات وقود للجيش الأميركي، وهي مخصصة للقوات الدولية، علمًا أنه كان قائدا سابقا للمجاهدين وأصبح بعدها رجل أعمال يستفيد من التجارة مع دول آسيا الوسطى، بينما يؤكد أن الرئيس غاني عرض عليه مزيد من المقاعد الحكومية لأعضاء حزبه السياسي في مقابل الاستقالة، ولكن توقفت المحادثات، وأعلن نور أن مؤيديه يخططون للاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك العاصمة كابول هذا الشهر.
وعُمّق النزاع السياسي داخل الحكومة التي تدعمها واشنطن، يوم الأحد الماضي، حين رفض حاكم آخر، وهو حليف نور، يدعى عبد الكريم خدام، أمرا من السيد غاني بالاستقالة من منصبه كمحافظ لمقاطعة سامانغان.
وقال خدام في مقابلة هاتفية " إن قرار الحكومة غير عادل، ويتعارض مع اتفاق تقاسم السلطة الذي تم التوصل إليه في الربيع الماضي بين الحزب والرئيس"، وسعى السيد خدام إلى التأكيد على أن رضه إطاعة النظام لم يكن بمثابة تمرد مسلح، موضحا "معارضة الحكومة لا تعني أننا نتمرد".
ومع ذلك، فإن الأزمة المتزايدة تثير مشكلة لحكومة كابول، ومن جانبه، قال المكتب الإعلامي للسيد نور في بيان، إنه يؤيد ما فعله السيد خدام، وانتقد الرئيس، قائلا " التحركات الأخيرة التي قام بها غاني مقلقة، ونأمل أن يستيقظ قريبا قبل أن يأخذ البلاد إلى حافة الإنهيار".
في تحدي الحكومة المركزية، انضم السيد نور إلى الأقليات العرقية في الشمال، بما في ذلك أمير الحرب الأوزبكي عبد الرشيد دوستم، الذي ذهب إلى المنفى في تركيا لتجنب الملاحقة المحتملة.
وعين السيد غاني محافظا جديدا لسمنغان، وهو زعيم متمرد وحليف طالبان في وقت سابق، قلب الدين حكمتيار، الذي توافق مع الحكومة في العام الماضي، واتهم المسؤولون في حزب السيد حكمتيار السيد نور بتلقي الدعم من روسيا، حيث يقولون إن موسكو تحاول الحصول على منطقة نفوذ في شمال أفغانستان.
وأعلنت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، في بيان تأييد السيد نور، ذو الأصول الطاجيكية، قوله إن الحكومة المركزية في كابول يجب أن تمتنع عن السماح باستقطاب المجتمع الأفغاني على أساس عرقي وانتهاك حقوق الأقليات القومية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر