يتوجّه الناخبون في السويد البالغ عددهم 7.3 مليون إلى صناديق الاقتراع في 9 سبتمبر/ أيلول، بعد حملة انتخابية استثنائية شهدت ظهور حزب شعبي آخر من الجناح اليميني يسيطر على عناوين الأخبار، ومن المتوقع أن يفوز الديمقراطيون في السويد بنسبة تصل إلى 25% من الأصوات، مما يجعلهم صانعي إمكانات محتملين في محادثات الائتلاف التي تلي ذلك.
ورفضت الأحزاب السائدة في السويد العمل مع الديمقراطيين السويديين، الذين لديهم جذور مع حركات النازيين الجدد، وهذا يعني أن يوم الانتخابات يمكن أن يكون مجرد بداية فترة الاضطراب السياسي الرئيسي في السويد.
من هم الديمقراطيين السويديين؟
تأسست المجموعة في عام 1988، وفي ذلك الوقت كانت لها روابط بالمنظمات القومية الفاشية، أحد أعضائها، غوزفات إكستورم، والذي خدم في الجمعيات النازية. وكان الديمقراطيون السويديون مجموعة هامشية حتى إندلعت أزمة اللاجئين في عام 2015، عندما بدأت رسالة الهجرة المناهضة للكتل في اكتساب الثقة بين الناخبين في بلد استقبل فيه عدد أكبر من اللاجئين مقارنة بأي بلد أوروبي آخر.
ويقود هذه المجموعة جيمي أكيسون، 39 عاما، الذي تم انتخابه عضوا في البرلمان السويدي في عام 2010 وكان قائدا للحزب منذ عام 2005، ويرفض أكيسون العلامة اليمينية المتطرفة ويقول إنه يعتبر نفسه محافظا اجتماعيا وقوميا.
ووصف الأصولية الإسلامية بأنها "النازية والشيوعية في عصرنا". قارنه العديد من المحللين مع مارين لوبان، زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف في فرنسا، التي فازت في الانتخابات العامة في عام 2017.
لماذا المجموعة مشهورة جدا؟
كان تركيز أكسيون كزعيم يسعى لإصلاح صورة حزبه، لقد قدم سياسة عدم التسامح مع العنصرية داخل الحزب، وقد تبرأ من ماضي المجموعة النازي، وتركز سياساته بشكل كبير على الهجرة الجماعية، التي يعتبرها الحزب تهديدا وجوديا للمجتمع السويدي. ويقول الحزب إن تدفق الناس يؤدي إلى تآكل دولة الرفاه الاجتماعي والنسيج الاجتماعي والأمن في البلاد.
ويبدو أن لهذه الرسالة صدى لدى الناخبين السويديين الذين يشعرون بأن رئيس الوزراء الاشتراكي الديمقراطي، ستيفان لوفين، فشل في معالجة المخاوف المتعلقة بالهجرة.
وعلى الرغم من اتهام الحزب بإثارة المشاعر المعادية للمهاجرين في السويد، إلا أن مسؤولي الحزب يقولون إنهم لا يواجهون مشكلة مع المهاجرين الذين يندمجون بشكل جيد في الثقافة السويدية. ويقولون إن مشكلتهم هي مع المهاجرين الذين يرفضون تعلم اللغة السويدية أو الإصرار على ارتداء النقاب في الأماكن العامة.
ماذا عن التطرف؟
منذ هجوم شاحنة ستوكهولم في عام 2017، والذي خلف خمسة قتلى، ازداد قلق بعض السويديين من دخول المتطرفين إلى البلاد متنكرين كلاجئين، وكان رحمت عقيلوف، الذي سجن مدى الحياة بعد تنفيذ الهجوم، طالب لجوء من أوزبكستان، وأخيرا، الديمقراطيون في السويد هم حزب قوي مناهض للاتحاد الأوروبي، السيد أكيسون هو منتقد قوي لسياسة الاتحاد الأوروبي للحركة الحرة ويدعم الاستفتاء على نمط خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقال في عام 2016 "لا أرى أي شيء سلبي في ترك هذا الاتحاد الأوروبي"، ومع ذلك، يبدو أن هذا هو أحد السياسات الأقل جاذبية للديمقراطيين السويديين، حيث أظهر استطلاع أخير أن 20٪ فقط من الناخبين السويديين يرغبون في مغادرة الاتحاد الأوروبي.
هل يستطيع الديمقراطيون من السويد المساعدة في تشكيل ائتلاف؟
وفي هذه المرحلة المبكرة، من غير الواضح، وتعامل جميع الأحزاب السائدة حاليا الديمقراطيين السويديين كدولة منبوذة ورفضوا تشكيل تحالف معهم، لكن قد يتعين على هذا التغيير إذا قام الشعبويين بتسليم توقعاتهم بشأن الحصول على 20 أو حتى 25% من الأصوات.
وفي أعقاب المكاسب الصادمة التي حققها حزب أقصى اليمين المتطرف في ألمانيا في انتخابات سبتمبر/ أيلول 2017، لا يمكن استبعاد تحقيق نتيجة أقوى بنسبة 30%. ومع اقتراب الانتخابات من الديمقراطيين الاجتماعيين والمعتدلين في استطلاعات الرأي الحالية، فإن لا أحد يمكنه تخمين ما إذا كان الائتلاف الحاكم القادم في السويد سيكون من يسار الوسط أو من يمين الوسط، لكن إذا أعاد الديمقراطيون في السويد بنتيجة قوية، فإن أي الائتلاف الحاكم سيحتاج إلى دعمهم من أجل تمرير أي تشريع. وهذا قد يمكن السيد أكيسيون من ممارسة قدر كبير من السلطة في السياسة السويدية، حتى لو لم ينتهي الحزب الديمقراطي السويدي بقيادة الحكومة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر