تسلّم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بطاقة معايدة بمناسبة عيد ميلاده الـ72 في الأسبوع المقبل، وكان محتواها "أنت الرجل!، دعمتك في كل خطوة على الطريق، أنت بطلنا!، أتابعك وأحب كل تغريداتك! أحب رئيس بلدي!، استمر في الفوز، نساندك.".
حصل على تأييد بنسبة 87%
وتضمنت رسالة أخرى على صورة توضيحية لكعكة عيد الميلاد مع الشموع، ومكتوب عليها بكل تباهي "نسبة البطالة منخفضة جداً، أنت مصدر الطاقة الأميركية، تخفيضات الضرائب، توفير فرص عمل ووظائف، أقوى جيش واقتصاد".
وعُرضت بطاقة المعايدة في فندق ريتشي في واشنطن، في مؤتمر نظمه ائتلاف "الإيمان والحرية"، وهي مجموعة مسيحية يمينية، وشدد رئيس مجلس إداراتها على إنجازات ترامب، خاصة فيما يتعلق بإلغاء ما فعله باراك أوباما، بالإضافة إلى تعزير إرث الجمهوريين، وفي مثل هذا الحدث، حصل ترامب على أعلى نسبة تأييد لحزبه، وهي 87%، وذلك بعد 500 يوم من حكمه، ليأتي بعد الرئيس جورج بوش الابن، بعد هجمات 11سبتمبر/ أيلول.
وهاجم ترامب حلفاءه مثل كندا وفرنسا، وذلك في الوقت الذي اقترح فيه عودة روسيا إلى مجموعة السبع، كما أنه تنازل عن احتفال الفائزيب بـ"سوبر بول" في البيت الأبيض، وبدلًا من ذلك استضاف احتفال "أميركا"، والذي ألقى فيه خطابًا استمر 4 دقائق، ليواصل منهجه المهوس بالمشاهير، حيث أشار إلى أن المحكمة العليا قضت بإدانة الملاكم محمد علي كلاي، بتهمة التهرب في عام 1971.
تزايد التساؤلات الخاصة بسياساته
وتحدث ترامب عن القمة التاريخية مع الرئيس الكوري الجنوبي، كيم جونغ أون، وقال "لا أعتقد أن علي الاستعداد بدرجة كبيرة، فالأمر يتعلق بالسلوك، وكذلك الرغبة في إنجاز الأمور."وتتزايد الأسئلة بشأن كيف يفلت ترامب من ما يفعله، ويجذب المزيد من أعضاء الحزب الجمهوري تجاهه، ويسيطر عليه، ويبدو أن الإجابة تكمن في بطاقة عيد الميلاد، وفي ذلك الدعم القوي بين المحافظين المتدينين، الذين تدربوا على غض الطرف عن ماضي ترامب الدنيء، حيث زواجه ثلاث مرات، شريط الفيديو في هوليوود والذي يتفاخر فيه بلمس النساء، وادعاءات العلاقة الغرامية مع نجمة الأفلام الإباحية، ستورمي دانيالز، والتغريدات المستفزة، بدلًا من التركيز على تصرفاته وسياسته.
وكانت رحلة دعم الرئيس صعبة بالنسبة للكثيرين، ولكن في مؤتمر هذا الأسبوع ظهرت نقاط الانتكاس في الحملة الانتخابية 2016، حيث قرار تعين مايك بنس، نائبًا له، وهو من الطائفة الإنجيلية ويعارض زواج المثليين، وذلك إعلان ترامب عن قائمة مختصرة للمرشحين والذي سيشغل أحدهم منصبًا شاغرًا في المحكمة العليا، والنقاش الرئاسي الذي قال فيه المرشح الجمهوري "إذا ستذهبون مع ما تقول هيلاري كلينتون، في الشهر التاسع، يمكنكم أخذ الطفل ونزعه من رحم الأم قبل ولادته.".
يعتمد على الإنجليين والمحافظين
ورغم كل ذلك وغيرها من القضايا، يشيد المحافظون بترامب، وأنه حقق ما لم يتمكن الرئيس الأسبق، رونالد ريغان، تحقيقه.ومن بين الحضور في المؤتمر، تواجد بريان هيوز، عضو مجلس الشيوخ في ولاية تكساس، والذي أثنى على ترامب في مقابلة سابقة، قائلًا "دعم الكثير من المحافظين الرئيس ترامب، لأنه كان البديل، وربما لم يكونوا غير متأكدين من توقعاتهم، ولكنه تجاوز التوقعات بكثير.
وأضاف" لا أحب كل شيء يقوله الرئيس، ولكنني أدعم بقوة تصرفاته، والسياسات التي يطبقها، أعتقد أنه من الإنصاف القول إن المحافظين والإنجيليين يدعمون الرئيس ترامب بأعداد كبيرة؛ لأننا نؤيد الحياة."، مشيرًا " لا يتعامل الرئيس ترامب بالطريقة التي يمارسها الرؤساء عادة، فعلى الرغم أنه جعلنا نتوتر خلال العملية، ولكنه حصل على نتيجة عظيمة، وهذا ما كنا نأمله بشأن التجارة، وكوريا الشمالية، وكل القضايا الكبيرة التي يتعامل معها.".
وألغى ترامب حفل الفائزين في البيت الأبيض والذي كان سيحضره 10 من لاعبين فريق "فيلادلفيا إيغلز"، وقرر عقد بدل منه احتفالًا بأميركا، حيث 40 راية وطنية في الحديقة الجنوبية، مما دفع نقاده إلى تأكيد أنه يستغل الوطنية والقضايا القومية لصالحه، ورغم ذلك وقف أحد الحاضرين على ركبتيه أثناء عزف النشيد الوطني؛ تضامنًا مع اللاعبين وكذلك ضد نظام الفصل العنصري.
وفي هذا السياق، قال غاسبر بريستون، وهو رجل أميركي من أصل أفريقي، حضر مؤتمر الإيمان والحرية " أجعل أميركا عظيمة مرة أخرى"، موضحًا "ضحكت على فريق فيلادلفيا إيغلز، فإذا كنت تريد التضحية، عليك أن تقبل بالعواقب، أنا أُحي دونالد ترامب لتمسكهه بموقفه، ولكونه رجلًا ألتزم بكلمته."
ولفت بريستون، 30 عامًا، ويعمل في منظمة غير ربحية في أتلانتا" مضى ترامب عقوداً في مكافحة العنصرية، كما أنه عرض العفو عن كلاي"، كما أنه سعى إلى شرح دعم المسيحيين للرئيس، قائلًا "الأمر يتعلق بمنصبه، لم نكن نريده مسيحيًا، إنه إنسان اتخذ قرارات خاطئة أخلاقية في الماضي، ومن بينها شريط هوليوود، وكنت أول من أدانه في ذلك الوقت، ولكن الله يستخدم المخطئين لإنجاز المهمة، لم يستخدم رجلًا مثاليًا، لأنه لا يوجد رجل مثالي، ولكننا على وشك الحصول على رجل مثالي كرئيس.".
حول السياسة الأميركية إلى قبلية
وتلقى ترامب تحذيرًا من معارضيه لنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، ولكن المتحدثين في المؤتمر أشادوا بأنه أحد أفضل قرارته، وهو الرئيس الوحيد من الحزبين الديمقراطي والجمهوري الذي أوفى بوعده.
وتمكن ترامب من السيطرة على الحزب الجمهوري، من خلال سياسته وعقليته، حتى أن صحيفة نيويورك تايمز، وصفت الانتخابات التمهيدية التي جرت هذا الأسبوع بأنها لافتة للنظر، وتوضح أن ترامب حول الحزب الجمهوري من منظمة سياسية إلى عبادة شخصية.
ومع وجود مزيج من الديماغوجية ونفعية السياسة والمشاعر المناهضة لليبرالية، والتي عززتها شبكة فوكس نيوز وغيرها من وسائل الإعلام المحافظة، فإن ترامب لديه قبضة أكثر صرامة على حزبه من معظم الرؤساء السابقين، فقد أصبحت السياسة الأميركية قبلية، ولم يعد الحزب الجمهوري يطلق عليه الحزب الجمهوري ولكن حزب ترامب.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر