نيويورك/ عدن - عبدالغني يحيى
دعا مجلس الأمن الدولي مساء الخميس، جماعة "الحوثي" في اليمن، الى وقف الاعتداءات على المملكة العربية السعودية، مدينًا بشدة الهجوم الذي تعرَّض له مؤخرا موكب المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون. وطالب الأطراف المتحاربة في اليمن بضرورة التوصل إلى اتفاق بوساطة الأمم المتحدة بخصوص إدارة ميناء الحديدة الاستراتيجي واستئناف دفع رواتب الموظفين الحكوميين مع اقتراب الدولة من حافة المجاعة. وفي بيان صدر عنه مساء أمس، دعا مجلس الأمن إلى حماية الملاحة الدولية في باب المندب، بعد تعرض سفينة إمارتية لصاروخ حوثي.وأكد مجلس الأمن على أهمية استمرار عمل جميع الموانئ اليمنية بما في ذلك الحديدة كشريان حياة حيوي للمساعدات الإنسانية وغيرها من المساعدات الضرورية.
في غضون ذلك، دعا تحالف دعم الشرعية في اليمن في بيان، أمس، المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوط على الحوثيين وحلفائهم لوقف أعمالهم الإجرامية وما يقومون به من قتل وخطف بحق الصيادين واختراق للمياه الإقليمية اليمنية. وجاءت هذه الدعوة غداة إطلاق المتمردين الحوثيين صاروخاً موجهاً استهدف سفينة إماراتية لدى خروجها من ميناء المخا على ساحل البحر الأحمر، مما أسفر عن إصابة أحد أفراد طاقمها بجروح، فيما لم تتضرر السفينة. وتحدث بيان التحالف عن إطلاق عملية متابعة دقيقة للحادثة، وتعقب منفذيها.
وأعلنت قيادة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن أمس، عن تعرض سفينة إماراتية لدى خروجها من ميناء المخا لهجوم بصاروخ أطلقته ميليشيات الحوثيين. وجاء في بيان التحالف أن السفينة تعرضت لهجوم بصاروخ موجه أطلقته الميليشيات الحوثية، من دون أن يسفر عن أضرار في السفينة ونتجت من ذلك إصابة شخص من أفراد الطاقم. وأكد البيان أنه تجري عملية متابعة دقيقة للحادثة، وتعقب منفذيها. يذكر أن ميناء المخا المطل على البحر الأحمر قريب من مضيق باب المندب الذي تمر عبره معظم شحنات النفط.
وجددت قوات التحالف تحذيرها من أن استمرار الميليشيات الحوثية في تهريب الأسلحة والذخائر إلى أراضي اليمن يؤثر في أمن الملاحة في هذا الجزء الحيوي من العالم. وطالب البيان المجتمع الدولي بالضغط على الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس السابق علي صالح لتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2216 لمنع هذه الممارسات الإجرامية.
واعتبر مصدر عسكري يمني أن تركيز الميليشيا الانقلابية على استهداف القوات والسفن الإماراتية، والتي كان آخرها شن هجوم بصاروخ موجه على سفينة إماراتية لدى خروجها من ميناء المخا، يرجع للدور العسكري الفاعل والمؤثر، الذي تسهم به القوات الإماراتية في دعم قوات الشرعية لمواصلة التقدم في مختلف الجبهات.
وأشاد العميد عبد الرحمن سالم الغيل أحد قيادات الجيش في جبهة الساحل الغربي في تصريح لـ "الخليج" بالاحترافية العالية التي يتميز بها أداء القوات الإماراتية، معتبرا أن هذه القوات مثلت ولا تزال الرقم الصعب في قوام القوات المشتركة للتحالف، وأسهمت بدور محوري في دعم تقدم قوات الشرعية في جبهة الساحل الغربي. وأشار العميد الغيل إلى أن كافة رهانات الميليشيا الانقلابية على دفع القوات الإماراتية إلى التراجع من خلال تكثيف عمليات الاستهداف لها فشلت لاعتبارات تتعلق بالمهنية العالية التي تتميز بها هذه القوات، والتي تتعاطى مع أي خسائر بكونها جزءا من تكلفة الحرب إلى جانب الإرادة السياسية للقيادة الإماراتية الرشيدة التي تتعامل مع مشاركة القوات الإماراتية في الحرب ضد الميليشيا الانقلابية بأنه جزء من التزام إنساني تجاه الشعب اليمني وتطلعاته المشروعة في استعادة الدولة المختطفة، وحماية للأمن القومي الإماراتي من محاولات التغول التي تحاول إيران تحقيقها من خلال البوابة اليمنية.
وفي تعز، أطلقت الميليشيات الانقلابية في الساعات الأولى من صباح أمس، قصفاً مدفعياً استهدف المستشفى الجمهوري وسط المدينة وعدداً من الأحياء السكنية. وقالت مصادر محلية وطبية لموقع "سبتمبر نت" التابع لوزارة الدفاع اليمنية، إن قصفاً عشوائياً شنته الميليشيات من مواقع تمركزها في تبة السلال والجند على المستشفى تزامن مع قصف مماثل استهدف عدداً من الأحياء السكنية شرق المدينة. وألحق القصف أضراراً كبيرة بقسم العناية المركزة والخزان الرئيس لمركز الكلية الصناعية، كما أسفر عن انقطاع تام للتيار الكهربائي في المستشفى.
واشتدت وتيرة المعارك في محيط القصر الجمهوري ومعسكر التشريفات بين قوات الجيش الوطني والميليشيات، في الجبهة الشرقية للمدينة، رافقها قصف جوي استهدف مواقع تتمركز فيها الأخيرة في تبة الجعشا أعلى تبة السلال شرق المدينة. وتمكنت قوات الجيش من إفشال محاولة تسلل نفذتها الميليشيات الى القصر الجمهوري ومعسكر التشريفات اللذين يفرض الجيش سيطرته عليهما.
وعقد وزير حقوق الإنسان اليمني الدكتور محمد محسن عسكر أمس، اجتماعاً مع نائب المفوض السامي لحقوق الإنسان كيت غيلمور، ومحمد النسور مدير قسم الشرق الأوسط في مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بجنيف، وبقية موظفي المفوضية المسؤولين عن الملف اليمني. وناقش عسكر مع المسؤولين الأمميين كيفية العمل على تحسين أوضاع حقوق الإنسان في اليمن، وكيفية تفعيل قرار مجلس حقوق الإنسان القاضي بتقديم الدعم الفني للجنة الوطنية اليمنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان، والدعم الخاص ببناء قدرات وزارة حقوق الإنسان اليمنية. كما ناقش الاجتماع أوضاع المعتقلين والمختفين قسرياً في سجون الميليشيات، بخاصة مع تدهورها في ظل انتشار وباء الكوليرا في المناطق التي تسيطر عليها.
وعقد عسكر اجتماعاً مع نائبة رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر بير لي، تناول قضية المعتقلين والظروف الإنسانية في سجون الميليشيات، وتفشي الكوليرا بين المعتقلين، ومنع الميليشيات عائلاتهم من تقديم العون الإنساني لأبنائهم، أو تقديم المياه النظيفة لهم. كما ناقش الاجتماع إعادة تأهيل بعض السجون، وتفعيل مركز التدريب في السجن المركزي في المنصورة بمحافظة عدن، إضافة إلى بحث أوجه التعاون في مجال التوعية بالقانون الدولي الإنساني. وتم الاتفاق بين وزارة حقوق الإنسان اليمنية واللجنة الدولية للصليب الأحمر على مشروع مشترك لبناء مركز وطني في عدن لإعادة تأهيل الأطفال المجندين في صفوف ميليشيات الحوثي وصالح نفسياً واجتماعياً حتى ينخرطوا من جديد في المجتمع.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر