لندن - ماريا طبراني
أعلنت القوات الكردية في سورية عن بدء عملية "فرات الغضب"، لاستعادة السيطرة على مدينة الرقة السورية، والتي ينظر لها التنظيم المتطرف، باعتبارها عاصمته الفعلية. ويأتي الإعلان في أعقاب التقدم الكبير الذي حققه القوات العراقية في مدينة الموصل، وتمكنوا من محاصرة الميليشيات المتطرفة في أخر معاقلهم في العراق، إلا أن مسؤولي أكراد سورية، أكدوا أنه لا يوجد تنسيق بين الحملتين، ولكن التزامن بينهما يبدو أمرًا جيدًا للغاية.
وبدأت القوات السورية معركتها ضد التنظيم في الرقة، ويهيمن على العملية الميليشيات الكردية، والمعروفة باسم وحدات حماية الشعب، وهي الميليشيات التي تنظر إليها الولايات المتحدة باعتبارها الأكثر فاعلية ضد تنظيم "داعش"، إلا أن الأتراك ينظرون إليها باعتبارها منظمة إرهابية، وتزعم أنها مرتبطة بجماعة كردية محظورة في تركيا. وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أكد في عدة تصريحات سابقة أنه لن يسمح بأي دور للأكراد في تحرير مدينة الرقة السورية.
واقترح وزير الدفاع التركي، الاعتماد على بديل ثالث بدلًا من الأكراد أو القوى المعارضة المدعومة من تركيا لتحرير المدينة السورية، إلا أن أكراد سورية، أكدوا رفضهم الكامل لأي دور لتركيا أو قوى المعارضة المدعومة من قبلها للقيام بالعمليات العسكرية. وأكد عدد من المسؤولين الأميركيين أن الميليشيات الكردية ستكون جزءًا رئيسيًا من العملية العسكرية لتحرير الرقة.
وأوضح مسؤولو الميليشيات الكردية قائلين "أننا نأمل في ألا يتدخل الأتراك في الشؤون الداخلية لسورية، حيث ستتحرر الرقة على يد أبنائها". ولم يصدر أي تعليق فوري من جانب تركيا أو الولايات المتحدة على الإعلان الكردي، واعترف مسؤولون أميركيون أن تحرير الرقة من براثن "داعش"، يفرض تحديات أكثر قسوة إذا ما قورنت بالتحديات التي فرضتها مدينة الموصل.
وأكد قائد قوات التحالف ضد "داعش" ستيفن تاونسند، في تصريح له الأسبوع الماضي، أن الاستخبارات الأميركية كشفت دلائل على أن التنظيم المتطرف، يخطط لاستهداف أهداف في الغرب من داخل مدينة الرقة السورية، موضحًا أن هناك حاجة ملحة لحصار المدينة قبل الهجوم عليها من قبل القوات المشاركة في العملية العسكرية. وأضاف "أننا ندرك أن المؤامرات تحاك من مدينة الرقة السورية، ولذا فينبغي أن نسيطر عليها في أقرب وقت ممكن". إلا أن التحدي الأكبر الذي يواجه قادة التحالف في المرحلة الراهنة يتمثل في التوقيت، ليس فقط بسبب رغبتهم في أن تتزامن العملية مع الحملة العراقية في الموصل، ولكن لأن المشهد السياسي في سورية يبدو أكثر تعقيدًا.
وأضاف تاونسند أن المزيد من مقاتلي المعارضة السورية يحتاجون إلى تدريب وتجهيز للمعركة المرتقبة في مدينة الرقة، لكنه أكد في الأيام الأخيرة، تداخل عمليات الموصل والرقة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر