موسكو - حسن عمارة
نشأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بيت من جدران الورق المقوَّى حيث كانت عدة عائلات تتشارك مرحاضًا واحد، ولا يمكن أن يوصف البيت الشيوعي المكون من غرفة واحدة إلا بــ"الكوخ الحقير". وترعرع وسط الأحياء الفقيرة، التي ملأتها عصابات الشوارع، حيث كانت تموت الأطفال من الجوع.
من الصعب أن نصدق إن شخصًا يعيش في هذا الفقر قد يصبح واحدًا من أغنى وأقوى الرجال في العالم. ولكن هذا ما يفسر بالتأكيد لماذا أصبح فلاديمير بوتين الرئيس الذي لا يرحم. لقد تحوَّل بوتين من عضو عصابة إلى رئيس روسيا، يقول أحد أصدقائه السابقين: "في هذه الشوارع تعلم بوتين كيف يحيا، لقد كان بلطجيًا، حيث البقاء للأصلح وهذا ما أعطاه قوة الاعتقاد بأن كل شيء ممكن".
وقد توصلت صحيفة "ميرور" إلى البيت الذي كان يعيش فيه بوتين في سان بطرسبرغ - لينينغراد سابقا - حيث نشأ بعد ان تم تخصيص المنزل لعائلته من قبل الحزب الشيوعي. وعندما ولد، كانت أمه في الـ 41عاما، في حين كانت لا تزال في حالة من الحزن، لوفاة ابنيها الأكبر سنًا. ومن بين الأعمال التي كان يقوم بها بوتين عندما كان شابًا هي صيد وقتل القوارض، ولكنه تعلم درسًا مهمًا عندما عضه أحدها. ويقول أحد أصدقاء طفولته: 'لقد سمعته يقول عدة مرات منذ ذلك الحين، لا تدفع فأرًا إلى الزاوية أبدًا".
تبدو الحياة في وقت مبكر من عمر بوتين وحشية، ما أعطاه العداء والغريزة حتى تمكن من تحدي الغرب، حيث يدعم "الديكتاتور" السوري بشار الأسد ويقود روسيا في صراع مع جيرانها مثل أوكرانيا. ويضيف صديقه قائلاً:" عندما كان بوتين صغيرًا، كان بوتين الولد الشرير".
والآن يُعتقد أنه أغنى رجل في العالم، حيث يعتقد انه يتحكم في 37٪ من شركة النفط سورجوت و 4.5٪ من شركة الغاز الطبيعي غازبروم. كما يجني الكثير من الثروة بعيدا في الحسابات المصرفية. ولكن من الاشياء الأكثر وضوحًا على ثروته، تلك المنازل الفخمة التي يمتلكها - بما في ذلك قصر البحر الأسود. ووُصِف بأنه يمتلك ما يصل إلى 58 طائرة ومروحية، و20 قصرًا.
وكما هو مهووس بجمع الثروات، فهو أيضا مهووس بالعناية بعضلاته، فهو شخص مفتول العضلات – ويهتم بركوب الخيل، والصيد من أجل النمور السيبيرية. وهذا البذخ الطاغي بعيد كل البعد عن خلفيته المتواضعة، حيث كان جده طاهيًا قدَّم الطعام لستالين ولينين. وتزوج والداه، فلاديمير، وماريا، حين كان كل منهما في 18 فقط.
ولد بوتين يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952، في مستشفى الولادة المحلي. وتعلم بوتين الألمانية وجند في نهاية المطاف من قبل الأجهزة الأمنية. وخلال الحرب الباردة تم إرساله إلى درسدن، ليعمل كجاسوس أثناء استخدام غطاء له كمترجم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر