صنعاء / عبد الغني يحيى
أزاح الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أمس الخميس ، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية في الحكومة الشرعية، عبد الملك المخلافي، من منصبه الحكومي المزدوج، وأضافه بقرار آخر إلى قوام هيئة مستشاريه، في خطوة مفاجئة لم تتضح دوافعها على الفور.
وفي السياق ذاته، أصدر هادي قرارًا بتعيين مندوب بلاده الدائم لدى الأمم المتحدة، خالد اليماني، في منصب وزير الخارجية، خلفًا للمخلافي، فيما قضى قرار رئاسي آخر بإسناد منصب المندوب الدائم لليمن لدى الأمم المتحدة إلى مدير مكتبه الأسبق، أحمد بن مبارك، إلى جانب منصبه الحالي سفيرًا لليمن في واشنطن.
ويحظى وزير الخارجية الجديد، خالد اليماني، المولود في عدن سنة 1960، والحاصل على درجة الماجستير في الصحافة من كوبا سنة 1990، بثقة الرئيس هادي، وهي الثقة نفسها التي يحتلها لديه السفير أحمد بن مبارك الذي أضاف له منصبًا آخر، إلى جانب منصب السفير الحالي.
ويرجح مراقبون للشأن اليمني أن إزاحة الرئيس هادي للمخلافي، المحسوب على حزب التنظيم الناصري، لها علاقة برغبته في إحلال أهل الثقة المقربين منه في المناصب الخارجية الحساسة، كما أنهم لا يستبعدون كذلك أن يكون للأمر صلة بخلافات غير معلنة داخل أجنحة الشرعية.
وأطلق ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي تساؤلات استغربوا فيها إزاحة المخلافي من منصبه، رغم تمكنه من إدارة ملف الخارجية اليمنية بكفاءة واقتدار منذ توليه المنصب، كما استغربوا حرص هادي على إسناد منصب المندوب الدائم لليمن إلى السفير لدى واشنطن. ويشار إلى أن كلاً من وزير الخارجية الجديد خالد اليماني، وكذلك السفير أحمد بن مبارك، لمع نجمهما بعد تولي الرئيس هادي الحكم في 2012، إذ ما لبث الأول أن أصبح مندوبًا لليمن لدى الأمم المتحدة في 2014، في حين أصبح الثاني أمينًا عامًا لمؤتمر الحوار الوطني، ثم مديراً لمكتب رئيس الجمهورية، ثم مرشحاً لتولي رئاسة حكومة الشراكة مع الحوثيين، لولا اعتراض الجماعة على تعيينه، ثم أخيرًا سفيرًا لليمن لدى واشنطن، ومنذ انقلاب الميليشيات الحوثية على الشرعية في اليمن، يعد خالد اليماني ثالث شخصية تتولى هذا المنصب، الذي سبق أن شغله قبل المخلافي ابنُ مدينته رياض ياسين، الذي ما لبث الرئيس هادي أن عينه سفيرًا لليمن في باريس.
ويعتبر رياض ياسين هو الآخر من العناصر المحسوبة على الرئيس هادي، وسبق أن كان وزيرًا للصحة في حكومة الشراكة مع الحوثيين، برئاسة خالد بحاح، قبل أن يعينه وزيرًا للخارجية إثر إفلاته من الحوثيين ووصوله إلى عدن، ورغم الانتقادات الموجهة للمخلافي جراء أسلوب إدارته للوزارة، في ظل ما يزعمه خصومه حول قرارات التعيينات للمحسوبين عليه وعلى حزبه في السفارات اليمنية، فإنه بالمقابل استطاع تمثيل بلاده في المحافل الدولية باقتدار، وفق ما يقوله المقربون منه.
و كان هادي قد أصدر قرارًا آخر قضى بتعيين اللواء ركن محمد صالح طماح رئيسًا لهيئة الاستخبارات والاستطلاع، وهو من كبار القيادات العسكرية المحسوبة على الحراك الجنوبي، المعروف بتبنيه لمطالب فصل الجنوب عن الشمال ،وشغل طماح منصب قائد قاعدة العند الجوية، شمال محافظة لحج، وذلك قبل أن تجتاحها الميليشيات الحوثية في 2015، واستمر في المعارك ضد الميليشيات حتى تحرير المناطق الجنوبية في السنة نفسها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر