إندلعت مواجهات عنيفة فجر اليوم الإثنين بين القوات اليمنية الشرعية التابعة للواء 17 مشاة ومليشيا الحوثي وقوات صالح في جبهة مقبنة، غرب المدينة، جراء هجوم للمليشيا على عدد من المواقع. وتشن المليشيا هجومها على مواقع الجيش من جهات عدة بإسناد ناري كثيف تستخدم فيه مختلف أنواع الاسلحة الثقيلة والمتوسطة على مواقع الجيش في البركنة، المضابي،الميدان ،النبيع ،وهوب العقاب.
وكانت القوات الحكومية مسنودة بقوات التحالف تمكنت أمس الأحد من تطهير مناطق شمال شرق مديرية المخا غرب تعز. وقال مصدر عسكري إن القوات الحكومية مسنودة بقوات ومروحيات التحالف العربي من تطهير "نوبة عامر" شمال شرق المخا بعد معارك عنيفة مع المليشيات. وأسفرت المواجهات عن مقتل وإصابة عدد من عناصر المليشيات، ولاذ البقية بالفرار باتجاه منطقة النجيبة في موزع، كما تم اغتنام أسلحة وذخائر في المواقع المحررة.
وكانت مقاتلات التحالف شنت فجر الأحد ثلاث غارات على مواقع المليشيات شمال شرق يختل شمال المخا، وغارتين على مواقعهم في جبل الشبكة شرق موزع، وأدت الغارات إلى سقوط قتلى وجرحى.
من جهة أخرى، قتلت امرأة تدعى "لول عبده غالب" وأصيبت امرأة اخرى جراء قصف مليشيات الحوثي وصالح صالح على قرية اعماق شمال مديرية الصلو جنوب تعز أمس الأحد. كذلك قُتل 6 مسلحين من مليشيات "الحوثي وصالح" الانقلابية، بينهم قيادي ميداني، جراء قصف مدفعي لقوات الجيش اليمنية في مديرية الصلو جنوبي شرق مدينة تعز. وقال مصدر عسكري يمني في تصريح " لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية ": إن مدفعية الجيش اليمني استهدفت تجمعا للمليشيات في منطقة الحود بمديرية الصلو، أدى إلى مقتل قائد المجاميع وخمسة آخرين كانوا يحاولون الهجوم على مواقع قوات الجيش.
وأضاف المصدر أن مدفعية الجيش استهدفت عربة، تحمل رشاشا من عيار 23 للمليشيا الانقلابية في تبة التوفيق، تسبب في احتراقه ومقتل من كانوا على متنه. من جهة ثانية، شنت المليشيا قصفاً عشوائياً استهداف قلعة القاهرة وسط المدينة بثلاث قذائف مدفعية.
وأحكم الجيش اليمني، اليوم الأحد، سيطرته على مدينة "المحفد"، آخر معاقل تنظيم القاعدة، في محافظة أبين، جنوب اليمن. وذكر مصدر عسكري في قوات الحزام الأمني، أن "قوات مشتركة من الحزام الأمني وقوات التدخل السريع، تمكنت اليوم من السيطرة على مدينة المحفد، آخر معاقل تنظيم القاعدة، التي تقع إلى الشرق من زنجبار عاصمة أبين".
وتابع المصدر: "قوات كبيرة معززة بمدرعات عسكرية ودبابات أحكمت قبضتها على مدينة المحفد المحاذية لمحافظة شبوه، وتقوم حاليًا بعملية تمشيط لشوارعها والمزارع القريبة منها". وأشار المصدر في حديثه إلى أن "مسلحي القاعدة الذين كانوا يتخذون من "المحفد" مقرا لهم هربوا باتجاه الجبال المحيطة، دون مقاومة تذكر". ملفتا بأنهم "فخخوا شاحنة نقل صغيرة قبل هروبهم، وانفجرت أثناء مرور عربة عسكرية تابعة للحزام الأمني بجوارها، ما أدى إلى مقتل جندي، وإصابة 3 آخرين".
وفي الرياض، أكد وزراء الخارجية ورؤساء هيئات الأركان لدول تحالف دعم الشرعية في اليمن، أن تحرك دولهم سياسيًا وعسكريًا جاء تلبية لنداء الحكومة اليمنية الشرعية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي. وحسب وزراء خارجية دول الشرعية، فقد طالب الرئيس هادي دولهم بالتحرك ضد ميليشيات الانقلابيين الذين قاموا بانقلاب عسكري لاختطاف الدولة اليمنية واحتلالهم للعاصمة صنعاء وانسجامًا مع قرار مجلس الأمن 2216.
جاء ذلك في البيان الختامي الذي أعلنه المتحدث الرسمي لقوات تحالف دعم الشرعية باليمن العقيد طيار ركن تركي المالكي خلال مؤتمر صحفي عقده مع رئيس الإدارة الإعلامية بوزارة الخارجية السفير أسامة بن أحمد نقلي، عقب اختتام أعمال الاجتماع، أمس الأحد.
وأدان المجتمعون في بيانهم ماتقوم به ميليشيا الانقلابيين من قتل للشعب اليمني وتعريضه للجوع والخوف والمرض والعبث بمقدرات الشعب اليمني، وتهديدهم لأمن واستقرار دول المنطقة، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، والملاحة البحرية في باب المندب الذي يعد من أهم المعابر المائية في العالم. وشددوا على المتابعة بإصرار للتصدي للممارسات العدائية لميليشيا الانقلابيين ووقوفهم مع الشرعية اليمنية، ومع أمن واستقرار اليمن ووحدته وسلامة أراضيه، وحماية الإنسان اليمني من الانتهاكات المتواصلة من قبل هذه الميليشيات، والعمل على مواجهة تنظيم القاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخرى.
وأكد الاجتماع أن العمليات العسكرية للتحالف منضبطة ومتماشية مع القوانين الدولية المتعارف عليها بما في ذلك القانون الدولي الإنساني. وناقش المجتمعون ما تضمنه تقرير الأمين العام للأمم المتحدة السنوي المتعلق بالأطفال في النزاع المسلح الصادر في 6 أكتوبر 2017 ورفضوا الأجزاء التي تحمل المعلومات والبيانات غير الصحيحة التي تضمنها، وتحفظهم الشديد على تلك المعلومات والبيانات، ويدعون الأمم المتحدة لمراجعة آليات وأدوات التقصي، مع الإشادة بالأجزاء التي لم تتعرض للتشويه التي أنصفت الإجراءات التي اتخذتها دول التحالف لضمان حماية المدنيين.
وأدانوا بأشد العبارات الدور السلبي الذي تلعبه إيران في دعم ميليشيا الانقلابيين ومدهم بالأسلحة والذخائر والصواريخ الباليستية والألغام في انتهاك صارخ لقرار مجلس الأمن 2216 وحملت النظام الإيراني وأدواته مسؤولية العبث بأمن المنطقة. وندد المجتمعون بالانتهاكات السافرة لميليشيا الانقلابيين لحرمة المقدسات الإسلامية باستهدافها لقبلة المسلمين في مكة المكرمة بالصواريخ والتي تمت إدانتها من العالم الإسلامي.
واستنكروا خلال الاجتماع ما تقوم به ميليشيا الانقلابيين من ممارسات إجرامية مثل استخدام الأطفال في النزاع المسلح وتدريبهم وضمهم إلى صفوفها وفرض حصار على المدن ونهب للمساعدات الإنسانية؛ ما أدى إلى انتشار الأوبئة والمجاعة في صفوف المدنيين. وأكد المجتمعون التزام دولهم التام باستمرار تقديم المساعدات الإنسانية الإغاثية للشعب اليمني؛ مثمنين الدور الإنساني الكبير الذي يقدمه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وشكر ما قدمته دول التحالف كافة من شهداء وتضحيات ومساعدات إغاثية وإنسانية سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ( دولة الامارات العربية المتحدة ، جمهورية السودان ، جمهورية مصر العربية ، دولة الكويت ، مملكة البحرين ، المملكة الاردنية الهاشمية ، جمهورية جيبوتي ، الجمهورية اليمنية ، مملكة ماليزيا الاتحادية ، مجهورية باكستان الإسلامية ، جمهورية السنغال ، المملكة المغربية ).
وعبرت دول التحالف عن تأييدها للجهود التي بذلها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد استناداً على قرار مجلس الأمن الدولي 2216 ، والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني, وترفض فتح أي مسارات موازية تضعف جهود الأمم المتحدة . وخلص الاجتماع إلى ضرورة قيام دول التحالف بإبراز رسالتها والاستمرار في كشف المخططات والممارسات الإجرامية التي تقوم بها مليشيا الانقلابيين بدعم من ايران وحزب الله .كما أكد المجتمعون أهمية العمل على إعادة إعمار اليمن , مثمنين إنشاء صندوق إعمار اليمن الذي “تعهدت” عدة دول بدعمه.
من جهته جدد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس الأحد، اصرار التحالف العربي على انقاذ اليمن، وتجفيف منابع الإرهاب، ومساندة الشعب اليمني كما كنا دائما، وقال "إن تصرفات الميليشيات الحوثية في اليمن وانتهاكاتها فرضت الحل العسكري". وقال الوزير السعودي في كلمة له في اجتماع لوزراء الخارجية ورؤساء هيئات الأركان العامة للدول الأعضاء في التحالف لدعم الشرعية في اليمن في العاصمة الرياض "أن إيران مستمرة بتهريب السلاح لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح وافشال الحلول السلمية"، وتابع "سنساند الشعب اليمني كما كنا دائما"، وأضاف "تحالفنا يزداد إصرارا على إنقاذ اليمن وتجفيف منابع الإرهاب". وأوضح الجبير ان ميليشيات الحوثي وصالح منعت المستشفيات من استقبال المرضى، وحرمت أكثر من 4 ملايين يمني من التعليم.
من جانبه، قال عبد الملك المخلافي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني، إنه بفضل عمليات التحالف استعادت الشرعية 80% من الأراضي اليمنية، وأوضح أن أولى نتائج عمليات التحالف في اليمن وقف انهيار الدولة اليمنية. وطالب المخلافي بالضغط الدولي على إيران لوقف تدخلها.
وأشار إلى أن المخطط الإيراني يستهدف المنطقة برمتها، وقال "رسالة الحكومة الشرعية والتحالف منذ البداية هي رسالة سلام، أيدينا ممدودة للسلام وقدمنا التنازلات رغبة للسلام". وأكد المخلافي "مشروع الميليشيات الطائفي المدعوم من إيران غير قابل للحوار"، مؤكدا أن المسار الأممي هو الوحيد لحل الأزمة اليمنية.
وفي كلمة له أكد رئيس هيئة الأركان السعودي الفريق أول ركن عبد الرحمن البنيان، أن جميع أعمال التحالف الإسلامي مطابقة للأعراف الشرعية لدول العالم وخاضعة للأنظمة العالمية، وأعلنا في قيادة التحالف عن قبولنا العديد من التحقيقات. وأضاف البنيان في كلمته "لا يخفى على أحد تهديد الميليشيات اليمنية واستهدافها للسعودية، وأن تحالف دعم الشرعية في اليمن أنشئ لمنع تمدد الميليشيات وقطع أذرع إيران". وشدد البنيان على أن "قيادة التحالف مصممة على تمكين الشرعية اليمنية على كامل البلاد".
وشارك في الاجتماع وزراء الخارجية ورؤساء هيئات الأركان العامة في كلٍّ من: الإمارات، والأردن، والبحرين، وباكستان، وجيبوتي، والسودان، والسنغال، والسعودية، والكويت، والمغرب، وماليزيا، بالاضافة الى اليمن. كما يحضر الاجتماع رؤساء عدد من المنظمات الدولية والإنسانية، وسفراء عدد من الدول الصديقة والشقيقة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر