لندن - كاتيا حداد
توصل علماء بريطانيون إلى طفرة علمية في أبحاثهم، تتمثل في اكتشاف حبوب منع الحمل للرجال، والذي يساهم في تغيير الحياة الجنسية لدى ملايين الأزواج، وجاء ذلك عقب محاولات على مدى عقود طويلة لإيجاد بديل يمكن الوثوق فيه مثل الواقي الذكري، والذي يستخدم من قبل الكثير من الرجال.
ووجد علماء بريطانيا أخيرًا سر صناعة العقم المؤقت للرجال، عن طريق تقويض قدرة الحيوانات المنوية على السباحة، من خلال مركبات يكون دورها الدخول في الحيوانات المنوية ووقف ذيولها عن الحركة، وبالتالي فلا يمكن الوصول إلى بويضة المرأة لتخصيبها.
وأوضحت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن التساؤلات ربما تثور بشأن فاعلية مثل هذه الحبوب، ويؤكد العلماء أن تأثير الحبوب الجديدة يزول خلال أيام قليلة، وبالتالي فإن التوقف عنها يعيد للرجل قدرته على التخصيب من جديد خلال أيام من الامتناع عنها، وذلك على عكس حبوب منع الحمل الخاصة بالسيدات، ينصح بالتوقف عنها لأسابيع أو أشهر إذا ما أرادت المرأة أن تحمل.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن عدد من خبراء تنظيم النسل قولهم، بأن الاختراع الجديد سيقع بالنفع على ملايين الأسر، وأن أسبابًا طبية تعوق المرأة عن استخدام حبوب منع الحمل، وبالتالي فيمكن للرجال الاستفادة من الاكتشاف الجديد. وأضافوا أنه يعدّ كذلك بمثابة منقذ للعديد من الرجال الذي يقعون في ورطة الإنجاب رغمًا عنهم.
ويحقق سوق وسائل منع الحمل، طفرة كبيرة بعد الاكتشاف الجديد، لأن المبيعات العالمية لوسائل منع الحمل في المرحلة الراهنة تصل إلى حوالي 13 مليار جنيه إسترليني في العام الواحد، وبالتالي فإن الاختراع الجديد سيجعلها سوقاً ضخمة في المستقبل. إلا أن التحدي الأكبر يتمثل في مدى الوثوق بين الناس في المنتج الجديد، لا سيما وأن هناك شكوكًا كبيرًا في تأثيرها على الرجال خاصة من قبل النساء.
وأكد كبير الباحثين، بورفيسور جون هاول، أن الحبوب الجديدة لها فاعلية كبيرة في توقيف الحيوانات المنوية، ومنعها من القيام بدورها، وهو الأمر الذي بدا واضحًا خلال الاختبارات المعملية. وأضاف "النتائج تبدو مذهلة وفورية، فعندما تدخل المركبات الموجودة في الحبوب الجديدة للحيوانات المنوية تصبح مباشرة غير قادرة على الحركة".
وتابع "أن العقم عند الرجال يأتي غالبًا من جراء الحركة الضعيفة للحيوانات المنوية، ولهذا فقام فريق من الباحثين، تابع لجامعة "ولفرهامبتون"، بعمل مركب لاختراق الخلايا والدخول إلى داخل الحيوانات المنوية، من أجل منعهم من الحركة، وهو الأمر الذي يعدّ فريدًا تمامًا حيث أنه لم يسبقهم أحد إليه من قبل".
وبيّن أن المركبات هي عبارة عن سلاسل قصيرة من الأحماض الأمينية، التي يمكنها التأثير على الكيفية التي تعمل بها الخلايا البشرية، تلك الأحماض تنتج بشكل طبيعي، إلا أنه يمكن استخراجها عن طريق علماء الكيمياء الحيوية، ويمكن لتلك المركبات اختراق الحيوان المنوي.
وانضم الفريق البريطاني إلى مجموعة من العلماء البرتغاليين، والمتخصصين في عمليات التلقيح الصناعي، ووجدوا أن البروتين يظل عاملًا حاسمًا في اهتزاز ذيول الحيوانات المنوية. وعمل العلماء سويًا على خلق مركبات مفصلة يمكنها تنحية تأثير البروتين، واختبروها على حيوانات منوية للأبقار وأخرى بشرية، وكانت النتائج مذهلة، سيتم نشرها قريبًا.
وأعلن هاول أنه من الصعب جدًا التنبؤ بشكل العلاج الجديد، سواء أقراص أو مادة يتم رشها، أو حتى مواد يتم زرعها في الجلد، حيث أن الأمر برمته مازال في إطار الاحتمالات. وأبرزت الصحيفة البريطانية دراسة أجرتها جامعة "أنجليا روسكن"، أن نصف السيدات يشعرن بالقلق إذا ما أقدم أزواجهن على استخدام حبوب منع الحمل، حيث أنها قامت بدراسة عينة قوامها 134 سيدة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر