أنقرة ـ جلال فواز
عادت مشاعر الخوف من الحرب والدمار تفرض نفسها على واقع الحياة في المناطق الكردية في تركيا، بعد أن أدَّت الهجمات الحكومية التركية إلى قطع أجزاء كبرى من المدن المتمردة عن بعضها البعض. كما أن الهجمات الإرهابية لتنظيم "داعش" والجماعات الكردية قد غيرت مفهوم الناس للشعور بالسلامة الشخصية في تركيا.
وفي هذا التقرير نستعرض الجزء الرابع من سلسلة "حالة الطوارئ" التي يقدمها مراسل صحيفة "التايمز" البريطانية والتي تكشف ما وراء كواليس تركيا اليوم، وهي الدولة التي تعيش أزمة.
الحصار الكردي
اقتحمت الدبابات الحكومية في العام الماضي، قلب مدينة سيرناك، وهي عاصمة مقاطعة مزدحمة في جنوب شرق تركيا، بهدف سحق انتفاضة كردية فيها وفي عدة أماكن أخرى، ولم يتبقَّ سوى القليل من الركود، وبعض هذه المراكز هي مدن اشباح عمليا، والأكراد الذين لا يزالون يعيشون هنا يبدون أيضا متعبين.
وقبل بضع سنوات، وبعد التوصل إلى هدنة مع الانفصاليين الأكراد، بدا الرئيس رجب طيب أردوغان متقدما ليصبح الزعيم الذي وضع أخيرا نهاية لعقود من إراقة الدماء هنا. ولكن المفاوضات انقطعت في عام 2015، ويرأس أردوغان الآن استئناف واحدة من أكثر الحروب الصادمة في البلاد. ومن الصعب الوصول إلى هذا الجزء من تركيا، بالقرب من الحدود السورية العراقية، في كل هذه الأيام، حيث أن المنطقة لا تزال قيد الإغلاق. وتوجد الآن سبع نقاط تفتيش حكومية بين سيرناك وأقرب مطار.
وفي احدى قرى ضواحي سيرناك، تم مؤخرا اعتقال العمدة واستبداله ب "الوصي"، وهو واحد من أكثر من 80 من الأكراد المنتخبين الذين حل محلهم مؤخرا مرسوم حكومي.
وخلافا لما حدث في سيرناك أو سيزر، لم تطلق الدبابات النار على القرية في العام الماضي، أو دمرت منازلها. ونتيجة لذلك، أصبحت تلك القرى المأوى لبعض النازحين الذين يقدر عددهم بنحو 500 ألف شخص نزحوا بسبب القتال الذي دار العام الماضي.
هجمات تنظيم"داعش"
وتعاني تركيا من حملتين إرهابيتين مختلفتين: حملة يقودها تنظيم "داعش" والأخرى من جانب الانفصاليين الأكراد، وكان من بين أحدث هجمات تنظيم داعش، الهجوم على ملهى "رينا" الليلى في اسطنبول عندما قتل مسلح داعشي 39 شخصا في وقت مبكر من يوم رأس السنة الميلادية .
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر