أكدت مصادر عسكرية في صنعاء، أن مليشيات الحوثي سيطرت أمس الثلاثاء، على ثاني أكبر معسكرات الحرس الجمهوري التابع للرئيس السابق علي عبدالله صالح وفرضت قيادات جديدة له، بعد شهر من اختطاف قائد المعسكر السابق.
وأضافت المصادر أن مليشيات الحوثي أحكمت سيطرتها على معسكر " ضبوة" – جنوب العاصمة صنعاء بالكامل، وفرضت قائدا جديد للمعسكر موالي للحوثيين بعد شهر على اختطاف قائد المعسكر العميد علي محمد المسعودي .
وذكرت المصادر ذاتها أن المليشيات أعطت إحازة مفتوحة قبل شهر لضباط وجنود المعسكر، قبل أن تفرض ضباط موالين للجماعة لقيادة المعسكر .
وأشارت إلى علم الرئيس المخلوع بنية الحوثيين، حيث أبلغه ضباط المعسكر قبل اسبوعين، لكنه لم يتجاوب معهم وألزمهم بعدم التوتر والاستفزاز.
ويعد معسكر "ضبوة" ثاني أكبر معسكرات الحرس الجمهوري بعد معسكر 48 أو ما يسمى "السواد" المجاور له ويطل على المناطق الرئيسية جنوب العاصمة صنعاء وفيه عشرات الآليات العسكرية التابعة لعدد من ألوية الحرس .
وتوعدت المليشيات الانقلابية قبل اسابيع بالسيطرة على المعسكر، بعد استخدام قواته في حماية وتأمين فعالية المؤتمر الشعبي العام التي أحياءها في 24 من أغسطس الماضي بميدان السبعين. ويأتي هذا التطور بعد ساعات من اقتحام المليشيات وسيطرتها على ثاني وزارة تابعة للرئيس المخلوع، فيما وصلت خلافات الطرفين إلى ذروتها وسط احتقان شعبي كبير ينذر بانفجار الوضع وخروجه عن السيطرة.
وفي الضالع، لقي خمسة من عناصر المليشيات الانقلابية مصرعهم وجرح ٣ اخرون في جبهة مريس خلال مواجهات مع قوات الجيش اليمني امس الثلاثاء.
ونقل موقع الجيش الوطني "سبتمبرنت" عن مصادر ميدانية قولها: إن "مواجهات عنيفة اندلعت بين قوات الجيش الوطني باللوائيين ٨٣ مدفعية والاستقبال في مريس وبين مليشيا الانقلاب في جبلي التهامي وناصة ومنطقة العرفاف جنوبي دمت".
وذكرت المصادر ان المواجهات التي استمرت خمس ساعات استخدم فيها مختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة اندلعت عقب محاولة تسلل للمليشيا الانقلابية الى موقع قوات الجيش الوطني بمحور يعيس شرقي جبهة مريس.
واكدت المصادر ان قوات الجيش تمكنت من التصدر للمحاولة واجبرت العناصر الانقلابية على التراجع والانسحاب.
وشنت قوات الجيش الوطني من مواقع تمركزها في يعيس والقدمة قصفا عنيفا بالمدفعية دكت فيه مواقع الانقلابيين المتمركزين في جبلي ناصة والتهامي ومنطقة العرفاف جنوبي مديرية دمت.
وقُتلت امرأة ورجل وأصيبت امرأتان أخريان ظهر الثلاثاء جراء انفجار لغم زرعته مليشيات الحوثي وصالح شمال الصلو جنوبي تعز “جنوب غرب اليمن .وذكرت مصادر محلية ” إن لغماً أرضياً انفجر “الثلاثاء” جوار جامع قرية الحود شمال الصلو، وأدى إلى مقتل المواطنة حبيبة محمد حيدر عثمان، والمواطن فتحي صادق الذي مات في وقت لاحق متأثراً بجراحه بعد إصابة بليغة أدت إلى بتر ساقيه. كما أصيبت في الحادثة تهاني محمد حيدر عثمان، وسميرة عبدالسلام.
وزرعت المليشيات الإنقلابية في الأيام الماضية ألغاماً أرضية في قرية الحود لإعاقة تقدم القوات الحكومية باتجاه منطقة الشرف شمال المديرية.
وفي سياق متصل بضحايا الحرب التي اشعلها الانقلابيون “صالح والحوثي” ، قُتل اثنان من عناصر المقاومة الموالية للقوات الحكومية وأُصيب آخر، يوم الاثنين ، بغارة جوية خاطئة شنتها مقاتلة للتحالف العربي الذي تقوده السعودية في موزع غربي تعز.
وأفادت مصادر محلية إن الغارة استهدفت موقعاً للمقاومة أمام بوابة معسكر خالد بن الوليد، الخاضع لسيطرة عناصر المقاومة.
وأشار إلى ان القتيلين ينتميان لمنطقة الصبيحة وهما في العشرينيات من العمر، وهما نجلا القيادي المعروف في المقاومة الشعبية محمد سالم العديش الذي أسرته قوات موالية للحوثيين غرب عدن (جنوبي اليمن)، مطلع 2015.
وفي نيويورك، دعا مجلس الأمن الدولي أطراف النزاع في اليمن الى وقف فوري للأعمال العدائية، مؤكدًا ضرورة التزام الأطراف، وخاصة الحوثيين، بمقتضيات القانون الإنساني الدولي والانخراط مع مبعوث الأمم المتحدة بشكل إيجابي للتوصل إلى سلام في اليمن. وقال رئيس مجلس الأمن الدولي مندوب فرنسا فرانسوا ديلاتر، إن أعضاء المجلس أعربوا في جلسة المشاورات المغلقة عن دعمهم للحل السياسي في اليمن باعتباره الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة في اليمن.
وحسب ديلاتر فقد طالب أعضاء المجلس أطراف النزاع باليمن بالوقف الفوري للأعمال العدائية، وأكدوا ضرورة التزام الأطراف، خاصة الحوثيين بمقتضيات القانون الإنساني الدولي والانخراط مع مبعوث الأمم المتحدة بشكل إيجابي للتوصل إلى سلام في اليمن".
من جانبه، طالب المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ ،مجلس الأمن باستخدام نفوذه لوقف الصراع في اليمن. وبين ولد الشيخ أن إيصال المساعدات إلى الحديدة وفتح مطار صنعاء خطوة ضرورية وملحة، مشيرا إلى أن تفشي وباء الكوليرا في اليمن هو الأسوأ في تاريخ العالم، وقال "الصورة ستزداد اسودادا في اليمن في غياب الحل السياسي"لافتا إلى أن ثلث مقاطعات اليمن يعاني من خطر المجاعة وتفشي الكوليرا.
وفي تصريحات للمبعوث الأممي للصحافيين، كشف ولد الشيخ أن "المقترح الشامل الذي يعمل عليه حاليا من أجل إنهاء الأزمة يتضمن مجموعة من النقاط أبرزها تعزيز سعة ميناء الحديدة (غرب)، وفتح مطار صنعاء الدولي أمام حركة الملاحة ودفع رواتب الموظفين اليمنيين ومناقشة ملف حصار تعز (جنوب غرب)، إضافة إلى ملف السجناء".
وقال "أريد أن أقول هنا أن توسعة ميناء الحديدة ليس هو المنتهى الذي نسعى إليه بل هو فقط البداية من أجل المساهمة في إيصال المساعدات والحركة التجارية".
وأضاف "أما بخصوص مطار صنعاء (يفرض عليه التحالف العربي حظرا جويا منذ أغسطس/آب 2016)، فأنا لا أفهم الأسباب التي أدت الي إغلاقه.. نحن نريد فتح المطار أمام الملاحة الجوية لنقل المرضى الذين بحاجة إلى العلاج". وحول إطلاق جماعة الحوثيين صواريخ باتجاه الأراضي السعودية، قال المبعوث الأممي "هذا تصعيد خطير ويجب أن يتوقف فورا وهذا أيضا من ضمن إجراءات الثقة التي نعمل عليها".
في هذا الوقت، أشاد وزير الإعلام في الحكومة الشرعية معمر الارياني، بالجهود التي تقدمها المملكة العربية السعودية عن طريق "مركز الملك سلمان للاغاثة"، في مساعدة الشعب اليمني،
وقال الارياني في تغريدة على حسابه بموقع التدوين المصغر "تويتر" : "الشكر والتقدير لمركز الملك سلمان للاغاثة والأعمال الإنسانية.. جهود عظيمة ومتواصلة يقوم بها المركز تجاه اخوانهم باليمن".
وتساءل الوزير عن ماذا قدمت إيران لليمن، في اشارة إلى قيام إيران بزراعة الارهاب في اليمن عن طريق دعم مليشيا الحوثي وامدادهم بالسلاح والتدريب، لقتل اليمنيين.
وكان "مركز الملك سلمان للاغاثة"، أعلن في وقت سابق من هذا الاسبوع، أن إجمالي ما قدمه المركز لمتضرري الحرب في اليمن بلغ إلى الأن قرابة 8 مليارات دولار، مشيراً إلى أن المركز قدم ما يجاوز المليار دولار للزائرين اليمنيين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر