أعلن الجيش الاسرائيلي أنه قتل أربعة مسلحين مرتبطين بتنظيم "داعش" يوم الأحد، في اشتباك معهم بعدما هاجموا قوة إسرائيلية في مرتفعات الجولان، حسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
وأضافت الصحيفة أن المواجهة تعدُّ الأولى من نوعها بين إسرائيل والقوى الإسلامية المتطرفة في سورية، إلا أنه مازال لم يتضح ما إذا كان هجوم المسلحين عفويًا أم أنه مؤشر الى تغيير محتمل في الموقف السياس من قبل الجماعات المتطرفة.
ووصف الكولونيل بيتر ليرنر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عمليات تبادل إطلاق النار بأنها "فريدة" في الحجم، موضحًا أن عددًا من المسلحين كانوا على متن سيارة وقاموا باطلاق النار من على سطحها باستخدام مدافعهم الالية، حيث استهدفوا وحدة استطلاع إسرائيلية بإطلاق النار وقذائف الهاون.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الجنود تصدوا بنجاح لمحاولة الهجوم على مثلث الحدود، أو النقطة التي تلتقي خلالها إسرائيل وسورية والأردن، مؤكدا أن بلاده لن تسمح لعناصر "داعش" أو أية عناصر أخرى معادية لاستخدام الحرب الراهنة التي تشهدها سورية بإيجاد مكان لهم بالقرب من الحدود مع إسرائيل.
وقالت الصحيفة إن "إسرائيل حاولت بصورة كبيرة الابتعاد عن الحرب الأهلية السورية، حيث أعلنت الحياد في الصراع بين الرئيس بشار الأسد وقوات المعارضة، لكنها في الوقت نفسه نفذت حملة سرية لمنع نقل أسلحة متطورة من سورية إلى "حزب الله" اللبناني الشيعي الذي يساعد الأسد ويعد أحد أعداء تنظيم "الدولة الإسلامية".
وأضافت الصحيفة الأميركية أن القتال امتد إلى مرتفعات الجولان السورية وفي بعض الأحيان اتسع إلى الجزء الواقع تحت سيطرة إسرائيل، سواء كان ذلك بقصد أو بدون قصد.
وكانت إسرائيل تبادلت إطلاق النار مع مقاتلي "حزب الله" سابقًا، كما أن الحكومة الإسرائيلية قد اعترفت بشن ضربات انتقامية ضد مواقع الحكومة السورية. وسعت إسرائيل أيضا إلى تقديم المساعدات الطبية والإنسانية إلى ما تسميها المعارضة السورية "الأكثر اعتدالا" عبر الحدود.
وأضافت الصحيفة أن هناك تعاملاً مباشرًا بشكل غير كبير بين الإسرائيليين والجماعات الاسلامية المتطرفة التي تسيطر على مناطق بالقرب من الحدود بين سورية وإسرائيل.
وقال الكولونيل ليرنر ان الهجوم الذي وقع يوم الاحد في جيب من الأراضي الواقعة بين السياج الأمني الذي شيدته إسرائيل على خط الهدنة منذ عقود والتي تعد بمثابة الحدود، إلا أنه لم يعطِ سببًا محددًا لهذه المهمة، لكنه قال أن الأنشطة العسكرية في المنطقة استندت في الأساس على تقييم التهديدات وذلك "بهدف الحفاظ سيادة إسرائيل على الجزء الغربي من الحدود".
وأضاف ليرنر أن المهاجمين كانوا يقولون أنه سوف يذهبون إلى القدس، موضحا أنهم ليس لديهم أية نوايا للسماح لهم بالذهاب إلى القدس.
وقال المسؤول العسكري الإسرائيلي إن "مسلحين من "لواء شهداء اليرموك"، والتي غيرت اسمها مؤخرا إلى "جيش خالد بن الوليد"، والتي سبق لها وأن أعلنت موالاتها لتنظيم داعش الإرهابي قد قامت باطلاق النار على القوات الإسرائيلي في التاسعة من صباح الأحد، كما قاموا بإطلاق قذائف هاون باتجاههم مما أدى إلى استدعاء القوات الجوية والتي جاءت بطائرتها لقصف السيارة التي تحمل الميليشيات، حيث أنها قتلت الأربعة مقاتلين الذين كانوا بداخلها.
ويقول نيتسان نورييل أنه منذ حرب لبنان الثانية في عام 2006، كانت إسرائيل تتحرك بناء على معلومات استخباراتية، في ما وصفه بـ"المنطقة الرمادية" بين السياج الأمني الإسرائيلي وخطوط الحدود الرسمية والتي تفصل بين إسرائيل ولبنان وسورية، موضحا أن قرار الهجوم على القوات الإسرائيلية غالبا ما كان ما بين المقاتلين وبعضهم ولم يأتِ من قبل قيادات التنظيم.
وأضاف "أعتقد أن الرسالة كانت واضحة تماما... نحن لا نعبر الحدود، ولكن إذا قام أحد باطلاق النار علينا فسوف يدفع الثمن... أعتقد أنها رسالة بسيطة وقوية وواضحة تماما."
وأضاف أن التنظيم المتطرف ربما يشعر بالحاجة إلى فتح جبهة جديدة ضد إسرائيل في المرحلة الراهنة، وذلك بعدما انصب تركيزه طيلة السنوات الماضية على محاربة الأسد وحلفائه المتمثلين في "حزب الله" اللبناني.
وكان عدد من المسؤولين الإسرائيليين قد أكدوا أن الأمر أصبح بمثابة مسألة وقت حتى يوجه قيادات تنظيم "داعش" الإرهابي أنظارهم إلى إسرائيل في المرحلة المقبلة.
ويقول الباحث الإسرائيلي عاموس يالدين إن الوقت مازال مبكرًا للغاية حتى يمكننا القول ما إذا كان هناك تغيير كبير في استراتيجية التنظيم المتطرف تجاه إسرائيل أم لا، موضحا أنه إذا ما كان هناك تغيير في هذا الإطار، فربما نظرا لحاجة التنظيم إلى بعض الدعاية وكسب بعض التعاطف داخل العالم العربي خلال المرحلة المقبلة في ظل الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها التنظيم في المرحلة الراهنة سواء في العراق أو سورية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر