قتل أربعة من قادة الميلشيات الحوثية الانقلابية في محافظات مأرب وصنعاء وحجة. وقال موقع الجيش اليمني الوطني "سبتمبر نت"، إن كلا من القيادي الحوثي محمد الرميم، مشرف دار الرئاسة بصنعاء، والقيادي عباس الخولاني، ومرافقيهما، قتلوا بعملية عسكرية للتحالف استهدفت تجمعات حوثية عسكرية بمديرية صرواح غرب مأرب خلال اليومين الماضيين، كما قتل القيادي الميداني في صفوف الميليشيات علي شوعي وردان، أول من أمس، بنيران قوات الجيش اليمني في مديرية ميدي غرب محافظة حجة، كما قتل القيادي هاشم بكيل عبده حبيش في مواجهات مع قوات الجيش في جبهة نهم شرق العاصمة صنعاء.
يأتي ذلك في الوقت الذي تكبدت فيه الميليشيات الانقلابية خلال الأسبوع الماضي في ميدي وحدها أكثر من 40 قتيلا ونحو 200 جريح، كلهم من أبناء محافظة حجة فقط، وهذا بخلاف القتلى والجرحى من بقية المحافظات. وإلى غرب اليمن، حيث يواصل لواء تهامة في الجيش اليمني الوطني تنفيذ عملياته النوعية والهجومية على مواقع ميليشيات الحوثي وصالح في جبهة الساحل الغربي، في مسعى لاستكمال تطهير الساحل والوصول إلى مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي. ونفذ اللواء عملية نوعية جديدة، وشن هجوما على وكر للانقلابيين في وادي رسيان غرب تعز أول من أمس، حيث عثرت على ذخائر للميليشيات الانقلابية ومعلومات عسكرية وبيانات تخص الانقلابيين، وذلك بعد فرارهم من موقعهم.
وكشف القيادي في الحراك التهامي ركن التوجيه المعنوي في لواء تهامة، أيمن جرمش، لـ"الشرق الأوسط"، حصول عناصر لواء تهامة، بقيادة العميد الركن أحمد الكوكباني، على قاعدة بيانات كان يمتلكها قيادي كبيرة في صفوف ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية. وقال إنه تم العثور على بيانات وخرائط عسكرية لجبهات القتال المختلفة في اليمن ومعلومات عسكرية كانت تمتلكها الميليشيات الانقلابية على جهاز "آيباد" تم العثور عليه عند الهجوم على مواقع الميليشيات في وادي رسيان، حيث إن الجهاز يبدو أنه كان لأحد القادة الحوثيين الكبار الذين فروا من موقعهم بعد الهجوم عليهم.
وذكر أن عناصر من لواء تهامة أسقطت طائرة استطلاع تتبع الانقلابيين عندما كانت الطائرة تصور مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في وادي رسيان، غرب تعز، وبعدما تمكنت قوات اللواء من إسقاطها، هاجمت عناصر من الميليشيات الانقلابية في حدود الـ15 انقلابيا موقع سقوط الطائرة من أجل استرجاعها غير أنه تم القصف عليهم وإجبارهم على الفرار بعد أخذ قوات اللواء الطائرة من دون طيار، وتمت ملاحقتهم حتى الوصول إلى موقع الانقلابيين في الوادي، بينما فرت العناصر الانقلابية، من بينهم جرحى لم يتم معرفة عددهم بالضبط، وعند دخول الموقع تم العثور على ذخائر للانقلابيين. وأكد أنه تم تسليم الطائرة لقيادة التحالف لتحليل البيانات والخرائط للتحالف.
وتواصل الفرق الهندسية التابعة للجيش الوطني في مديرية المخا الساحلية، غرب تعز، عمليات تطهير المناطق المحررة من الألغام الكثيفة التي زرعتها الميليشيات الانقلابية. وقال مصدر عسكري، إن الفرق الهندسية التابعة لقوات الجيش الوطني بمديرية المخا، أتلفت مساء الثلاثاء الماضي أكثر من 350 لغما أرضيا، من مختلف الأنواع والأحجام والصناعات، زرعتها الميليشيا الانقلابية في فترة سيطرتها على المديرية. وأشار إلى أن هذه هي الدفعة الثانية، من إتلاف للألغام الأرضية التي خلفتها الميليشيا الانقلابية، منذ تحرير معسكر خالد بن الوليد، حيث تم إتلاف قرابة 500 لغم بأنواع مختلفة في الدفعة الأولى في وقت سابق.
إلى ذلك، دعا رئيس هيئة الأركان العامة، اللواء الركن طاهر بن علي العقيلي، أبناء الشعب اليمني في المحافظات التي لا تزال خاضعة لسيطرة الانقلابيين إلى سحب أبنائهم وأقاربهم من جبهات القتال مع الحوثيين، وإبعادهم عن محارق الموت بكل السبل الممكنة والحفاظ على النسيج الاجتماعي. وقال العقيلي، خلال زيارة تفقدية إلى المعسكرات التدريبية لقوات الجيش ومعسكرات اللواء الثالث مشاة بحري واللواء 103 مشاة واللواء 203 ميكا: لا جدال ولا نقاش في أن الشرعية اليمنية والقوات المسلحة ستكون قريبا في كل شبر من أراضي الجمهورية اليمنية وهزيمة كل مشاريع الظلام والرجعية ومحاسبة من اشتركوا فيها، مؤكدا أن القوات المسلحة لن تدخر جهدا في الحفاظ على الثوابت الوطنية وفي مقدمتها النظام الجمهوري، ولن تسمح بالنكوص إلى ما قبل ثورة الـ26 من سبتمبر، والتي نحتفي في هذه الأيام بذكراها الـ55، ونحن أكثر استلهاما لقيمها وعظمة مشروعها الذي سنحمي مساره إلى الأبد.
وفي جبهة تعز، تتواصل المعارك في الجبهات الشرقية للمدينة وجبهات موزع، غربا، وسط استماتة الجيش الوطني لتطهير ما تبقى من مواقع وأوكار الانقلابيين، وهو ما يقابله بالمثل تكرار محاولات ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية التقدم إلى مواقع الجيش واستعادة مواقع خسرتها.
وقتل أول من أمس الأربعاء، أربعة انقلابيين، وأصيب ستة آخرون في أطراف الهاملي، غربا، إثر هجوم شنته الميليشيات الانقلابية على مواقع الجيش الوطني الذي تصدى لهم وكبدهم الخسائر البشرية والمادية، بينما استهدفت مدفعية اللواء 35 مدرع مواقع الميليشيات الانقلابية المتمركزة في الحود بمديرية الصلو الريفية، جنوبا، مع اشتباكات متقطعة في الخطوط الأمامية في الجبهة ذاتها، بحسب ما أكده مصدر عسكري في اللواء 35 مدرع لـ"الشرق الأوسط".
وفي محافظة البيضاء، تواصل ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح قصفها بالدبابات والمدفعية الثقيلة وعربات "بي إم بي"، على مناطق وقرى المواطنين بالقوعة وسودا غراب والطماحية ولجردي وشيغر بمديرية الزاهر بآل حميقان، وهو ما قابله رد على مصادر النيران من قبل المقاومة الشعبية على مواقع الانقلابيين في جبل الحصير بالزاهر. كما قصف الجيش مواقع وتجمعات للانقلابيين في قويحش بجبهة الساقية بمحافظة الجوف، أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، الذي على أثره ردت الميليشيات الانقلابية بقصفها بصواريخ الكاتيوشا وبشكل عشوائي على منازل المواطنين في قرية الغيل.
وحذر ناشطون حقوقيون في جنيف من مغبة الإخفاء القسري الذي ينتهجه المتمردون الحوثيون في اليمن، والسجون غير الرسمية التي أوجدتها الجماعة المتمردة. وقال الناشط الحقوقي البراء شيبان لـ"الشرق الأوسط" إن الحوثيين أول من حول منشآت عامة إلى سجون جماعية، واستدل بتحويل ملعب كرة في محافظة عمران إلى سجن كبير زجت فيه نحو ألفي معتقل، وذلك في يوليو/تموز من العام 2014. وأضاف شيبان: نشرت الميليشيات السجون في كل المناطق التي تواجدت فيها حتى أصبحت أشبه ما تكون بالظاهرة الطبيعية، لافتاً إلى عدم قدرة المجتمع الدولي بممارسة الضغوطات على الميليشيات بإطلاق سراح المعتقلين.
واعتبر الناشط اليمني الذي كان ضمن متحدثي ندوة عن الإخفاء القسري باليمن في جنيف أمس، عدم قدرة المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد من زيارة السجون ولقائه بالمعتقلين أفقد ثقة اليمنيين بالآليات الدولية والمجتمع الدولي في التعاطي مع الملف الحقوقي في اليمن.
ونظم التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان الندوة بمشاركة حقوقيين من بينهم رئيس منظمة هود المحامي محمد ناجي علاو، الذي قال: أخشى بعد عمليات الانقلاب أن يتكرر نفس المشهد وأن تذهب دماء الضحايا وقصف المدنيين والمنشآت وغيرها من الضحايا أن تذهب هدراً لأنه وبعد المصالحة السياسية لم يتم محاسبة المتسببين بتلك الخسائر.
وطالب المجتمع الدولي بدعم دعم المرأة اليمنية التي أثبتت جدارتها من خلال مطالبتها بإطلاق سراح المعتقلين رغم ما يتعرضون له من مضايقات من قبل الميليشيات الانقلابية أمام السجون، وتقديم المساعدة الفاعلة للقضاء اليمني الذي يعاد تشكليه ودعم للجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات حقوق الإنسان من أجل القيام بدورها الفاعل والإيجابي إزاء المعتقلين.
كما دعا المحامي علاو المجتمع المدني إلى رصد وإعلان وكشف ومناصرة الوقفات الاحتجاجية التي تطالب بإطلاق سراح المعتقلين والمخفيين قسراً وتفعيل القضاء، مشيراً إلى أن أكثر المعتقلين في السجون بالعاصمة صنعاء جراء سيطرت الميليشيا على العاصمة، وفق ما أوردت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ).
من جهتها، قالت المحامية والناشطة الحقوقية أفكار الطنبشي في ورقتها: إن الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري من أكثر الجرائم انتهاكا بحق الضحايا من المدنيين والعسكريين منها وبرزت ظاهرة الإخفاء القسري في اليمن منذ سيطرت ميليشيا الحوثي صالح على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول 2014. وازدادت وتيرة تلك الجرائم في العام 2016 بموجب تقارير دولية محلية رصدتها منظمات حقوقيه منها فريق رصد للتحالف اليمني واللجنة الوطنية في اليمن.
وأضافت: تشير المعلومات التي جمعها التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن إلى اختفاء 367 يمنيا من قبل ميليشيا الحوثي وصالح بالإضافة إلى قوات عسكرية موالية للحكومة الشرعية توزعوا ما بين مدنيين ومقاتلين ونشطاء ومعارضين سياسيين وإعلاميين، كما وضح تقرير التحالف اليمني 2016 بسجلاته اختفاء 137 في المحافظات الجنوبية على خلفية الآراء والتعبير عن حرية الرأي. وأشارت إلى توثيق 502 جريمة إخفاء قسري بالمناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي - صالح وفق تقارير الإحصائية للعام 2017.
ودعت الطنبشي المجتمع الدولي إلى إلزام كافة أطراف النزاع باليمن الالتزام بمبادئ القانون الدولي الإنساني واتفاقيات حقوق الإنسان والتوقف الفوري عن كافة الانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين باليمن وإلزام ميليشيات الحوثي وصالح بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة باليمن وتحديدا القرارين (2140-2014)، (2216 – 2015).
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر